الإعلامي محمود عبد السلام يكتب : الحكيم توفيق .. والخشّاب سُميّة !

الإعلامي محمود عبد السلام

وجود هذين الأسمين فى عنوان واحد ، قد يعتبره البعض إساءة للحكيم أحد رواد ثقافتنا الحديثة والذى رشح لجائزة نوبل أكثر من مرة ،

ورغم الأختلاف والتباين الشديد بين الشخصيتين ، فواحدة منهم مهنتها التنوير الفكرى ، والأخرى ممثلة ، الا أنهما ألتقيا على طريق واحد بالمصادفة وهذا يحدث أحياناً

عندما دخلت مصر إلى كأس العالم عام ٩٠ عن طريق رأسية حسام حسن مدرب المنتخب الحالى ، قام أحد رجال

الأعمال بمنحه مكافأة وصلت لمليون جنيه بسعر ذلك الوقت قبل أن تتدهور قيمة الجنية وتصل إلى مرحلة التنفس

الأصطناعى

وقع هذا الخبر على رأس الحكيم وقع الصاعقة ، أيامها كان يتقاضى الحكيم من الأهرام مبلغ ٢٠٠ جنيه فى المقال

تقريباً ، وبحسبة بسيطة حسبها أستاذنا الحكيم وجد أن المليون جنية التى تقاضاها حسام حسن تكفى الحكيم

كتابة لحوالى نصف قرن ، حينئذ أطلق مقولته “رأس حسام حسن أفضل من رأس الحكيم “،

والشئ بالشيء يذكرً ، يروى لى صديقى العزيز والإعلامى الكبير عاصم بكرى وكان من الشخصيات المقربة من

الأستاذ أنيس منصور ، يقول عاصم : بينما نحن فى مكتب أنيس منصور كان على مكتبه العديد من الأصدارات

الصحفية للإطلاع والمتابعة ،

وكانت إحدي الجرائد تحمل تصريحاً من نفس اللاعب وبنفس مناسبة وصول مصر لكأس العالم يقول فيه ؛ لقد أدخلت

مصر العالمية ؛ فما كان من الأستاذ أنيس إلا أن عبر بطريقة ساخرة قائلاً : يانهار أسود مصر تدخل العالمية عن طريق

هذا اللاعب ولم تدخل العالمية عن طريق العقاد ومحفوظ وطه حسين !؟،

إلى هنا أنتهت الروايتان ، يبدو أن تقدير المفكرين والعلماء والشخصيات المحترمة فى عالمنا العربى أكذوبة و محض

إدعاء ، وتقديرهم المادى سراب ،

لذلك نطقت سمية الخشاب بالحقيقة وإن كانت صادمة ، التعليم لا يأتى بثمار مثل الهلس ، لقد أستبدلنا مقاعد

الإجتهاد والتعليم والمثابرة بمقاعد الرقص والغناء والعهر ، من الذى أوصل مجتمعنا إلى هذه الدرجة المتدنية من

التعليم والتربية ؟

وما مصير وطنا فى ظل هذه الموازين الإنسانية المختلة ؟ ومن الذى يملك القدرة على الإصلاح ؟

أعتقد أن الإجابة عند صانعى حمو بيكا وشاكوش وكوزبرة ونمبر وان وبرامج التوك شو المسائية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.