الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : احتراق المطبخ الإسرائيلى !!
يبدو أن كل محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لرأب الصدع الذى حدث داخل البيت الصهيوني في أعقاب انطلاق عملية طوفان الأقصى التى نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من اكتوبر الماضي باءت بالفشل وباتت نهايته السياسية وشيكة في ظل تصاعد وتيرة الاعتراضات و الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، لاسيما فى جيش الاحتلال الصهيوني بسبب سقوط الكثير من القتلى والجرحى على أيدي أبطال المقاومة الفلسطينية.
ويوما بعد يوم تزداد الأمور سوءا وتشتعل نيران الغضب فى وجه ” النتن ياهو ” ، حتى أن موشيه ريدمان أحد قادة الاحتجاجات ضد الحكومة الإسرائيلية دعا إلى بدء إضراب عام حتى يتم حل الكنيست (البرلمان) وإجراء انتخابات مبكرة وإنهاء الحرب على قطاع غزة.
ووفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت قال ريدمان “انه اعتبارا من 7 يوليو المقبل ، ندعو الشعب الإسرائيلي إلى الإضراب فورا حتى يتم حل الكنيست” ، آملا أن يجعل الإضراب رئيس مركز الحكم المحلي حاييم بيبس، ومنتدى الأعمال، وغيرهم، يفهمون ما يتوقعه الشعب منهم ،
مطالبا المواطنين الإسرائيليين بأن يأخذوا زمام المبادرة، فلا يذهبون إلى العمل الخميس القادم ، ولا يرسلون أطفالهم إلى المدرسة” ، قائلا “لا يمكننا أن نرى المختطفين في غزة يُتركون في الأسر، ولا نستطيع أن نرى الجنود يُقتلون بسبب حرب سياسية”.
واعتبر ريدمان أنه بعد أكثر من 8 أشهر على الحرب، لا شيء يعيد “المختطفين” لأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لديه اعتبارات سياسية أخرى .
يأتى ذلك في الوقت الذي تظاهرت فيه عشرات الآلاف من الإسرائيليين السبت الماضي وسط ” تل أبيب” للمطالبة
بعقد صفقة مع حركة (حماس) لإطلاق سراح المحتجزين.
وبلغ عدد المشاركين في المظاهرات ١٥٠ الف شخص ، وهي الأكبر منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي.
وتتصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية في إسرائيل كما ذكرت في البداية مطالبة بإطلاق سراح المحتجزين في غزة،
قبل أن يرتفع سقف المطالب وصولا الى الدعوة لإسقاط حكومة نتنياهو وحل الكنيست والذهاب إلى انتخابات مبكرة.
فمنذ السابع من اكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق ،
خلفت أكثر من 123 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح أكثرهم من النساء والأطفال ، مما أدخل إسرائيل في عزلة
دولية وتسبب بملاحقتها قضائيا أمام محكمة العدل الدولية.
و نتيجة لذلك ووفقا لما ذكرته وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ أيام، فإن نتنياهو شكل مجلسًا جديدًا باسم “المطبخ
الصغير”، شمل المجلس فى تكوينه وزير الدفاع يوآف جالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
و ذكرته قناة ” كان ” الرسمية الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ مجلس الوزراء الأمني أنه تم حل حكومة
الطوارىء (كابينيت الحرب) التى تم تشكيلها في 11 أكتوبر الماضى لإدارة الحرب على غزة و سبق ذلك استقالة وزير
الدفاع السابق بيني جانتس وهو فى ذات الوقت زعيم “المعسكر الوطني” الإسرائيلي ومعه أيضا وزير الأركان
السابق جادي أيزنكوت من “كابينيت الحرب “، وذلك بعد فشل نتنياهو في تحقيق أو إعلان التزامه بشروط وضعها
جانتس للبقاء في الكابينيت وانتهاء مهلة الاساببع الثلاثة التي وضعها جانتس قبل الاستقالة .
فى ذات السياق قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن حل الكابينيت كان متوقعا في ظل إلحاح وزير الأمن القومي
اليميني المتطرف إيتمار بن غفير على الانضمام إليه ، الأمر الذى كان يخشاه نتنياهو ، ولكنه فاجأ الجميع بضمه إلى
المجلس الجديد أو المطبخ الصغير ، وهو ما يكشف مدى تخبط وارتباك نتنياهو بعدما باتت الحرائق تحيط به من كل
جانب حتى بلغت بيته الكبير ومطبخه الصغير !! .