قبل ١٣ عاما تقريبا وتحديدا فى مطلع عام ٢٠١١ استضفنا في جريدة الجمهورية دكتور زاهي حواس لإجراء حوار بمناسبة اختياره كأول وزير للآثار فى حكومة الفريق أحمد شفيق التى تشكلت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد تداعيات أحداث ٢٥ يناير ، وخلال الحوار سألت دكتور حواس هل حان الوقت لتستريح وتوقف الحفر والتنقيب عن الآثار؟ فكان الرد الحاسم والمفاجىء فى ذات الوقت على لسان حواس: ” أنا لو بطلت أحفر أموت !! ” .
تذكرت تلك العبارة وأنا اتابع المؤتمر الصحفي الذي عقده عالم الآثار الكبير مؤخرا لتدشين ” مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث ” التى تحمل إسمه وتمثل فى نفس الوقت حلمه الأكبر الذى ظل يراوده لسنوات طويلة حتى كانت اللحظة التى أعلن فيها رسميا انتهاء الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة لإنشاء المؤسسة وبات الحلم واقعا ملموسا بعد ١٨ شهرا من التعب والمثابرة وفقا لما ذكره حواس خلال الاحتفالية التي أقيمت بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة.
حواس كشف أن ” المؤسسة ” الوليدة تهدف الى الحفاظ علي التراث والآثار واستكمال أعمال الحفائر في الأقصر
وسقارة، للكشف عن أسرار الحضارة المصرية القديمة، وتعزيز الوعي الأثري والثقافي بين الأطفال والشباب ، مشيرا
إلى أن المؤسسة مشهرة برقم ١١٦٩ لسنة ٢٠٢٤، برئاسته شخصيا و يأمل أن تكون مركز إشعاع بحثي وتعليمي
وتدريبي على المستوى المحلي والعربي والعالمي، وأن تصبح قادرة على نشر التراث الثقافي بين الأطفال والشباب
وكل فئات المجتمع، بالإضافة إلى دورها الكبير في استقطاب الخبرات في مجال الآثار والتراث الثقافي، و تنظيم
العديد من الفعاليات الأثرية والعلمية والدورات المتخصصة مع تقديم المنح البحثية التي تخدم البحث العلمي وتثري
العمل الأثري.
ووفقا لما ذكره حواس فإن مجال العمل الرئيسي للمؤسسة الحفائر العلمية المشتركة مع وزارة السياحة والآثار
والنشر العلمي،ومشاريع ترميم وصيانة الآثار،والخدمات الثقافية والعلمية والبحثية والتنمية الاقتصادية،والمساعدات
والخدمات الاجتماعية والتنمية المجتمعية،والزيارات الميدانية لنشر الوعي الأثري ، وسيتم عقد مؤتمر علمي سنوي
يناقش مشاريع وقضايا الآثار وكذلك منح “جائزة زاهي حواس السنوية” لأفضل أثري ومرمم وبحث علمي وكشف
أثري.
وتتركز اهتمامات المؤسسة على عدة مجالات،منها دراسات التراث الثقافي والحضاري ، علم المتاحف،والتدريب
المهني المتخصص للعاملين في مجال الآثار، والمتاحف، وإدارة التراث، ومدارس الحفائر ، و تنظيم فعاليات بشكل
دوري بهدف نشر الوعي الأثري،والمشاريع المتعلقة بالآثار والتراث الثقافي والحضاري،والطرق الحديثة الآمنة لدراسة
وتوثيق وصيانة الآثار،وتنمية وتكريم الكوادر المتميزة في قطاع العمل الأثري والحفاظ على التراث.