الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : العار .. لقتلة الأطفال !!
٨ شهور ، ٤٠ ألف شهيد ، وقرابة ١٠٠ الف جريح معظمهم من الأطفال والنساء ، تلك هى حصيلة العدوان الإسرائيلي الغاشم على أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، لاسيما فى غزة والضفة الغربية المحتلة ، وذلك منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى التى شنتها المقاومة الفلسطينية ضد المحتل الصهيوني في السابع من اكتوبر الماضي ،
ومع ذلك لم تحقق “إسرائيل نتنياهو” الهدف الرئيسي من تلك الحرب وهو القضاء على حماس وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية التي لا تزال تكبد نتنياهو وجيشه الخسائر يوما بعد يوم ، الأمر الذى يدفعهم إلى ارتكاب المزيد من المذابح ضد الشعب الفلسطينى الأعزل وسقوط الآلاف من الضحايا مابين شهيد ومصاب غالبيتهم من الأطفال والنساء كما ذكرت في البداية مما دفع الأمم المتحدة مؤخرا إلى وضع إسرائيل وجيشها على القائمة السوداء أو ” قائمة العار” كما وصفها البعض.
وكانت إسرائيل قد أعلنت الجمعة الماضية أن ّ الأمم المتّحدة أبلغتها بأنّها ستُدرج جيشها على “قائمة العار” المتعلّقة بعدم احترام حقوق الأطفال في النزاعات ، وسيُصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش تقريره الجديد في 18 يونيو الجاري لكنّ السفير الإسرائيلي جلعاد إردان فاجأ الجميع بإعلانه أنّه تلقّى اتصالا هاتفيا من مدير مكتب جوتيريش يبلغه فيه بقرار الأمين العام إدراج الجيش الإسرائيلي على “قائمة العار”.
ونشر السفير الإسرائيلي على حسابه في منصة ” إكس” تسجيل فيديو لجزء من هذه المحادثة الهاتفية ظهر فيه وهو يقول “أشعر بصدمة عميقة واشمئزاز من هذا القرار المخزي الذي اتّخذه الأمين العام”.
أنشئت “قائمة العار” من قبل الأمين العام للأمم المتحدة عام 2002، كأداة مهمة في الجهود الرامية لكبح الانتهاكات ضد الأطفال جراء النزاعات المسلحة، إذ يشكّل وصمها للجناة -سواء الحكومات أو الجماعات المسلحة غير الحكومية- ضغطا كبيرا على أطراف النزاع المسلح ليجبرها على الامتثال للقانون الدولي.
وبناء على طلب مجلس الأمن الدولي، ينشر الأمين العام للأمم المتّحدة سنويا تقريرا يرصد انتهاكات حقوق الأطفال، إضافة لاستهداف المدارس والمستشفيات في نحو 20 منطقة نزاع حول العالم، ويُضمّنه ملحقا يُدرج فيه المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
ويُطلق على هذا الملحق اسم “قائمة العار” لاحتوائه على أسماء جهات متّهمة بارتكاب انتهاكات بحقّ أطفال في
النزاعات، بما في ذلك قتلهم أو تشويههم أو تجنيدهم أو اختطافهم أو ارتكاب أعمال عنف جنسي بحقّهم.
وذكر القرار أن “إسرائيل تفقد شرعيتها بسبب تصرفات الحكومة الحالية” ، ووفق تقديرات الأمم المتحدة فإن نحو 15
ألف طفل قتلوا خلال الحرب، ونزح منهم قرابة 900 ألف آخرين لا يحصلون على ما يكفي من الماء والغذاء والدواء.
وتضمن تقرير عام 2023 عدة دول وجهات غير حكومية مسئولة عن انتهاكات جسيمة ضد الأطفال، منها أفغانستان،
إسرائيل، ميانمار، الصومال .
وقبل إدراجها مؤخرا ، تعرضت دولة الاحتلال للانتقاد بسبب أعمالها العسكرية السابقة في غزة التي أدت إلى العديد
من الضحايا الأطفال، ووفقا لتقارير إعلامية، تواجه الدول المدرجة عقوبات دولية تشمل تجميد الأصول، حظر السفر
على المسئولين، وقيود أخرى تهدف إلى إجبارها على تحسين سلوكها .
الغريب في الأمر أن ” إسرائيل نتنياهو ” واصلت تعنتها واعتداؤها على الشعبالفلسطيني ولعل سقوط ٢٥٠ شهيدا
ومئات الجرحى خلال العدوان على مخيم النصيرات لتحرير ٤ أسرى خير دليل على الغطرسة والوحشية الإسرائيلية ،
و كذلك تجاهلها لقرارات المنظمات الدولية فبعد عدم اكتراثها بقرارت محكمة العدل الدولية و المحكمة الجنائية الدولية
أكدت مجددا تطاولها على المنظمات الدولية، .. حيث علق مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي “النتن ياهو ” على قرار جوتيريش ، وقال في بيان عبر منصة “إكس”: “أدخلت الأمم المتحدة نفسها إلى القائمة السوداء للتاريخ حين انضمت
إلى مناصري حماس – على حد زعمه – بل و تمادى فى غطرسته مدعيا أن الجيش الإسرائيلي هو “أكثر جيوش
العالم أخلاقية”، ولن يغير من ذلك أي قرار يصدر عن الأمم المتحدة، حسب تعبيره.
ووفق التقييم الناتج عن النقاشات التي جرت داخل مجلس الأمن القومي والجيش الإسرائيلي، فإن الأمم المتحدة
ستعلن ولأول مرة بالفعل أن الجيش الإسرائيلي هو “منظمة تؤذي وتقتل الأطفال” ، وسيكون القرار الأممي بضم
إسرائيل للقائمة حال اتخاذه بالفعل ساري المفعول لمدة 4 سنوات، ومن سيتخذه بشكل نهائي هو الأمين العام
للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الذي ساءت علاقته بإسرائيل منذ بدء الحرب في غزة.
أخيرا وليس آخرا ، فإن قائمة العار لا تقتصر فقط على دولة الاحتلال وجيشها ، ولكنها يجب أن تشمل أيضا كل من
يدعم أو يساند هذا الكيان الصهيوني دولا كانوا أو أفرادا سواء بالسلاح أو بالمال ، وكذلك الحال بالنسبة لاولئك الذين
يغضون الطرف ويلتزمون الصمت تجاه حرب الإبادة الجماعية التى يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني ضد الشعب
الفلسطيني الأعزل .