عبد الناصر البنا يكتب: الحكومة الجديدة .. المأمول والمتاح !!

عبد الناصر البنا

تلقيت خبر قبول إستقالة حكومة م. مصطفى مدبولى وتكليف م. مصطفى مدبولى بتشكيل الحكومة الجديدة أثاء زيارتى العابرة للصعيد ، ودعونى فى البداية أنوه إلى أن ناس الصعيد دايما خلقهم ضيق وكلامهم قليل زى مايكون الكلام عليه فلوس ، الناس قرفانة وتقول لك ” هات م الآخر ” أو هات من بعد صلاة النبى ﷺ .

وقع خبر تكليف م. مدبولى بتشكيل الحكومة الجديدة على الناس شكل صدمة كبيرة وخيبة أمل على كافة المستويات ، وبنظرة عابرة على وسائل التواصل الإجتماعى والـ Social Media هتلاقى عجب العجاب وسيل من السخرية على هذا الخبر وعناوين كتير تحتاج الإجابة عنها لمجلدات عينة ” ماذا يريد الرئيس من الحكومة الجديدة ـ ماذا يريد المواطن ـ هل سوف ينجح مدبولى فى مافشل فيه مدبولى .. بخلاف تعليقات كثيرة تعبر عن عدم رضا المصريين عما يحدث والاستسلام للأمر الواقع !!

تغريدة تقول : مش يمكن لما مدبولى إستقال وإتعين تانى الدنيا تظبط .. زى كده مابنطفى الراوتر ونشغله تانى وأكيد كلنا عارفين كويس سخرية الشعب المصرى حتى فى وقت الشدة يستحيل تسلم من لسانه الطويل ، خلونا م السخرية وتعالوا نتكلم جد شوية ، صدمة تكليف مدبولى بتشكيل الحكومة الجديدة لم تكن على مستوى رجل الشارع العادى فقط ، وإنما على مستوى النخبة من ” المثقفين والسياسيين والتنظيمات الحزبية والنقابات والطلبة .. إلخ ” أو مانسميهم ( الكتلة الحرجة ) فى المجتمع المصرى ممن أصيبوا بخيبة أمل .

خاصة وأن الغالبية العطمى منهم لديهم إعتقاد راسخ بأن الحكومة المستقيلة ” حكومة فاشلة ” منذ تشكيلها ؛ حكومة كل مقوماتها ” هز الراس ” ، ذلك المصطلح الذى طال شخص رئيس الوزراء نفسه ؛ وهى الـ أقرب إلى كونها حكومة ” تسيير أعمال ” منذ نشأتها فى يونيو 2018 بوصفها الوزارة الـ 24 بعد المائة في تاريخ مصر ؛ وهو ماعبر عنه أهل الصعيد ” مش ناقصه مص لمون .. وصلت لـ هنا ” وأشاروا إلى أنوفهم وكان أبلغ تعبير لديهم عما يحدث ” العجل ف طينه ” ولمن لايعرف أى لا أمل فى ماهو آت !!

أما عن ماذا يريد المواطن من الحكومة الجديدة ؟
سقف طموح المواطن محدود للغاية ، المواطن يريد أن يحيا ” حياة كريمة ” عاوز يشوف برلمان معبر عن إرادته ، برلمان له صوت يراقب آداء الحكومة ، برلمان يسأل ويستجوب ويسحب الثقة ، برلمان فعال له صوت عالى مدوى ، تخيلوا الناس بتسأل هو فين البرلمان ، وبيقولوا : طالما عضو البرلمان بيدفع الملايين للأحزاب علشان يدخل البرلمان ضمن قايمتها ، يبقى فى برلمان يمثل إرادة الشعب ، والبقية طبعا كلنا عارفينها فى الإختيارات ،

المواطن عاوز مستشفيات يتعالج فيها علاج صح ، عاوز دواء متوفر فى الصيدليات ، عاوز فرصة عمل ليه و لولاده ، عاوز سكن كريم ؛ عاوز خدمات فى متناول إيديه عاوز يحس أنه عايش !!

على أرض الواقع البلد فيها أزمات كتيرة تحتاج لحلول جذرية وليس مسكنات ، البلد فيها فساد متجذر فساد وصل للأنوف بعد ما كان ” للركب ” على حد قول د. زكريا عزمى ، إذن الموضوع محتاج لوقفة قوية ، البلد فيها أزمات
إقتصادية طاحنة تحتاج لناس مقاتلة ( فايتر) ناس عندها رؤية وليست ” السكرتارية ” التى نراها من المسئولين لأنها لاتبنى دول ، كنا نأمل أن يكون رئيس الوزراء رجل إقتصاد فى المقام الأول له برنامج واضح خلال فترة محددة ينتشل الدولة من عثرتها ويصل بها إلى بر الأمان .

مصر لديها أزمة كبيرة فى التعليم ما قبل الجامعى ، وفى الصحة ، والصناعة ، وفى ترتيب الأولويات فى المشروعات التى تقيمها الدولة ، ولنعلم أن المستقبل للتكنولوجيا ، لـ أفريقيا ، وأأمل أن تستحدث وزارة تختص بأفريقيا ـ لتنمية الصادارات وجعل التصدير هدف ، لوقف القروض وتعظيم الناتج المحلى ، لـ ترشيد الـ إنفاق والبذخ الحكومى ، لقطع رؤوس الفساد وفتح ملفات المشروعات وإعادة دراستها ومن تربح من وراءها ، دا إذا كنا عاوزين نبنى مصر على نضيف .

وبالمناسبة أنا كمواطن ليست مشكلتى رفع الدعم عن الكهرباء والغاز والبنزين والعيش وخلافه أو نحرر سعر الصرف طول مافى قرارات مبنية على أسس علمية سليمة ودراسات جدوى ، إنما كونها قرارات عشوائية غير مدروسة يترتب عليها نتائج كارثية زى قرارات محافظ البنك المركزى السابق على سبيل المثال .. دى الكارثة . بعينها ، مشكلة المواطن أن الدولة أو وزارة المالية إختارت البديل السهل فى سد عجز الموازنة من جيب المواطن ، وأفرطت فى فرض الرسوم والضرائب ومقابل الخدمات بالقدر اللى جعله يقول : مين بيصرف على مين !!

بقى أن أشير إلى تعريف الحكومة وكيفية إختيارها ومهامها وأشكالها والفرق بينها وبين الدولة ..
الحكومة هي النظام السياسيّ الذي يتمّ من خلاله إدراة البلد ، أو المجتمع وتنظيمه ، وقد تشمل السلطات الثلاث ” التشريعية والتنفيذية والقضائية ” أو تقتصر على السلطة ” التنفيذية ” التى تنفذ القوانين وتدير المرافق العامة ، وذلك وفقا لدستور عام ١٩٧١ المصري هى ” الهيئة التنفيذية والإدارية العليا للدولة ، وتتكون من رئيس مجلس الوزراء ونواب الوزراء ونوابهم ويشرف رئيس مجلس الوزراء على أعمال الحكومة . ومهامها كما هو واضح ” الدفاع عن البلاد ضد العدوان الخارجى ـ إدارة النظام الإقتصادى للدولة ـ ضبط الأسواق ـ توفير الخدمات .. إلخ ،

أما أشكال الحكومات وفقا للفلاسفة ” سقراط ـ أفلاطون ـ أرسطو ” فأنصح بالرجوع إليها لأنها فى غاية الأهمية ، أما أشكال الحكومات الحديثة ، منها الملكية المطلقة والملكية الدستورية والديمقراطية والديكتاتورية والجمهورية والفاشية .. وغيرها

الفرق بين الدولة والحكومة ، الدولة هى ” شعب وإقليم وسلطة ” ولها وظائف أساسية هدفها تحقيق رفاهية الفرد والعمل على تقدم المجتمع من خلال وظائفها الأساسية ” التشريعية ـ التنفيذية ـ القضائية ” وعلى ذلك يكون مفهوم الدولة أكثر إتساعا من الحكومة ، الحكومة هى الوسيلة التى تؤدى من خلالها الدولة سلطتها ، والحكومة غير الدولة لأنها مؤقته .

الحقيقة .. لايسع المقام لكيفية إختيار الحكومة فقط أشير إلى أنها يجب أن تبنى على أهل الخبرة ، وكفى من اهل الثقة الذين ثبت فشلهم

وأخيرا وليس آخرا الحكومة يجب أن تكون حكومة فعالة ، وكفؤة في أداء واجباتها وتتسم أعمالها بالشفافية ، وتستجيب لاحتياجات مواطنيها ، وتثمّن مشاركتهم وخبرتهم ومعرفتهم في صنع القرار ، وأن تكون حكومة شاملة يمكن لجميع المواطنين الوصول إلى خدماتها ، حكومة تعتمد على التكنولوجيات المتقدمة لـ تعزيز الحوكمة وتقديم الخدمات .. وأكتفى بهذا القدر

Elnaser66@yaoo.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.