في سراديبها المظلمة الدائمة عصابات مجرمة تقتل إن يجيئ رئيس أو يرحل ، ففي كل مناحي الحياة التي يعيشها العالم كيانات ضخمة وتكتلات تسيطر عليه في كل مجال من مجالات الحياة في السياسة وفي الإقتصاد وفي الإعلام وفي النواحي العسكرية لا جدال ، تحتكر كل دقائقه العميقة ولا تكتفي وتخفي أسراره وحقائقه وفي أغلب الأحوال تفتقر إلى وازع رهيف من ضمير أو دافع لخلة من الأخلاق الإنسانية يحركها أو الرفق بفقير جائع تفي بحاجته أو بدواء لوجيعة ضعيف حائر ، اللهم إلا في بعض المظاهر القائمة والشكليات اللازمة أحيانا ، إمعانا في تزييف الواقع وخديعة الناس بأي حيلة تقتفي ، فلا توجد صداقات دائمة مع أحد ولا عداوات شتى كذلك تدوم ضد أحد ولا الإنصاف حتى في التصالح لمن يطلب إنما هي المصالح والغاية تبرر الوسيلة والحقيقة من الأساس كيف نسود ونحكم كيفما نشاء ونغلب ونتحكم في المصائر وفي كل شيئ في العالم بالموجب كان أو بالسالب
لا نحفل بمشاعر الود ولا بالوفاء كذلك ولا بالإعتراف بحق مستحق لأحد إن يطالب به أو يقتصر
ولأجل ذلك نتحد كلنا كالنصل البتار ونجتمع رغم كل الإختلاف ما بيننا في الأصل وفي الهوية وفي الحكايا والإتفاق في نوايا الغدر وفي المثالب وفي المآرب والمهم ننتصر بأي طريقة ، والمخطط اللئيم باق من قديم ..
ففي بحار السياسة نتبادل الأدوار ما بيننا والشعار ونمتطي الصغار كدواب طيعة ونثني على البعض ممن ينتظر الثناء ونطعنه في الظهر إن نشاء وننهر من نريد في الوجه بالوجه العكِر ويشاطر بعضنا البعض حتى تكتمل الخديعة ، ونبغض الأقوياء ممن ليسوا في فلكنا ويأبوا أن يلفوا لفنا إن هبوا وسادوا وأرادوا أن يكونوا مثلنا فهم لا ريب إذا ضدنا ، ونبالغ في ذكر المخاطر والإعلام إعلامنا الشاطر متاح في كل المحافل حاضر غاز ، ليحيل الباطل المائل حق ويجعل من الحق باطل بواح ويثير القلاقل في المكان الذي نبغي لا نبالي بمن مات ومن يعش ومن ذهب ومن عاد ، لينتعش الإقتصاد ونبيع السلاح أضعاف الأضعاف
وإن ترتفع أسعار النفط والغاز تزيد معه طرديا أسواق الذهب ونرفع قيمة الفائدة في مجلس الإحتياطي الفيدرالي
البنك المركزي الأمريكي لنجتذب الدولار من كل مكان ويشح وترتفع قيمته وتتدنى قيمة ما دونه من عملات أخرى
ويزيد التضخم في سائر الأماكن وتنهار الإقتصاديات الناشئة بالأحرى والشركات البادئة وتكثر الأزمات والصراعات
والمشاكل ، للهوة السحيقة نجرهم جرا فتزداد قبضتنا قوة وعصفا كلما إزداد غيرنا ضعفا .. ولا مانع في سبيل تحقيق
هذا المطلوب الهائل من المغامرة والمقامرة والتضحية كالعادة ببعض السوائل أكباش الفداء المغلوب على أمرهم
مسلوبي الإرادة .
وربما يسأل سائل جاد الطوية عن هذا .. لماذا الإعتقاد في نظرية المؤامرة ؟
وما الضرر إن كان الدافع لوجهة النظر من باب تحري المزيد من الحذر والحرص على الوطن فسوء الظن وعصف الألباب
طالما من غير إثم من حسن الفِطَن
سيما أنك لن تعتدي ولا تملك أحيانا حتى مجرد الدفاع عن النفس فلا بأس
والواقع السقيم جد صعيب والأحوال والأهوال والمظالم تملأ العالم المكروب المتناقض والعجائب والقلوب باتت بلا نبض
، والقبض على معارض هنا أو هناك إن كان على حق أو كان سليط اللسان أو كان عميل يهدد الأمن القومي يقيم
الدنيا ولا يقعدها في كل الأماكن ويستنطق الصم والبكم ، ودم الأبرياء المنهمر بغير حق لا يحرك ساكن وكذا حقوق
الضعفاء تضيع ، وطغيان الأقوياء وتَجبرُهم بالشدة المفرطة أضحى أمر واقع ومن منا بات يستطيع أن يُجبرهم على
العدل والمساواة
وعليه فمن يتقدم لسُدة الحكم من غير علم بهذا ومن غير حول مستطاع ولا قوة ، فقط ليتنعَم برغد العيش والأثاث
وفاخر الثياب ، والحالة عدم وندم وضياع شعوب وبلاد ..
فالأولىَ ألا يتقدم ، ومن يترقىَ للحكم من يد ليد بالميراث فلابد له أن يعلم . وإلا سنفقد لا محالة .