الشائعة من أخطر الظواهر التى تؤدي إلى خطورة بين الناس لأنها نوع من الوباء الذي يصيب العلاقات وبالتالى ينعكس علي المجتمع لسرعة إنتشارها وقوة تأثيرها على الفكر والسلوكيات وخصوصا الذين يتأثرون دون تفكير والبعض الآخر يشاركون في الخطأ لأنهم لا يعرفون ما يحدث حولهم وبدون وعي بالآثار المترتبة على ترويجهم للشائعة،فمنذ أول التاريخ الشائعات تنتشر في الوسط البشري وأخذت تتطور وتتبلور حسب العصر الذي روجت فيه، إلى أن وصلت إلى ذروتها مع إحتدام الصراع بين المجتمعات فأصبحت علما يدرس للحفاظ على الأمن والأمان الاجتماعي، ومما لا شك فيه أننا اليوم في زمن السرعة والإنترنت ومواقع التواصل الأجتماعي نتعرض يوميا لكم هائل من المعلومات والأخبار التى لا يتحقق الكثير من صحة المعلومة و مصدرها ولا يسعون للبحث عن مصداقية الخبر..
ومن المؤكد أن الشائعات من أصعب أساليب الحرب النفسية التى ينتج عنها آثار هدم وتفكك العلاقات وأنتشار الشك والتشكيك والشرود الفكري بين الناس، وبالتالى يتم أستنزاف المجتمع على صعيد ثقافة الحوار وخلق المشكلات بالوهم والتهويل مما يؤدي إلى التشتت والاختلاف بين الناس والإنقسام داخل المجتمع.
ولذلك تداول الشائعات من أخطر الوسائل التي تستهدف تدمير المجتمعات حيث أن آثارها تخرج من الفرد إلى المجتمع وتضيع الحقيقة وتتولد الفتنة والوقيعة الفكرية بين الناس ويسئ الظن بعضهم ببعض، وتتدهور الأمور لتصل إلى عدم الثقة بينهم وهذا نتيجة لعدم الوعي ولذلك لابد أن نكون على قدر كبير من الفهم والتحصن بالثبات الفكري و الالتفات لخطورة الشائعات.
والمطلوب أن نتخذ الدروع الواقية ونقف خلفها ونهاجم ونحذر من الغيبة والوقيعة والكذب والبهتان بين الناس، ومن ثم
لابد من علاج الشائعات بتجنب ترويج معلومات من مصادر غير موثوقة على شبكات التواصل الاجتماعي ولا نستجيب
بسهولة لأي أقوال تتردد من حولنا او يبدو علينا التأثر بها.. وايضا لا نصحح خطأ بخطأ أي لا نحاول تكذيب المعلومة
بترويج معلومة مضادة.. إلا إذا كان لدينا أدلة حقيقية تفسد الشائعة فنفعل او نلتزم الصمت.. والبعض لديه الفضول
لسماع اي اخبار ولكن من الخطأ تكوين فكرة أو أتخاذ قرار بناء على ما سمعته فأنتقال الكلام يحوله إلى شائعة تضر
من حولنا حيث أن الهدف من الشائعة مصالح فردية او جماعية او زعزعة الاستقرار وأنتشار الخلافات بالتفتيت الفكري
والشروخ النفسية الخطيرة التى قد تشمل المجتمع كله.
اخيرا.. علينا جميعا الالتزام بالتأكد من مصداقية الخبر من مصدره وأن نستوعب أن شبكات التواصل الاجتماعي ليست
جهات رسمية تمدنا بالحقائق ولكن كل حرف يكتب هو نابع من فكر خاص وله أهداف تخص صاحبها فينبغي على كل
من لديه عقل سليم يزن الأمور حتى لاينجرف وينزلق في بئر الشائعات والاكاذيب المغرضة لإقتحام العقول والنفوس
لهدم أغلى وأعز وأجمل ما أعطاه الله سبحانه وتعالى لنا.. فمصر والمصريين بخير ووعي وترابط وعلى قلب رجل
واحد.ولا يتأثرون بدخان الأكاذيب الحارقة لقلوبنا ونفوسنا.. حماكي الله يا مصر بأبنائك المصريين.