الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : رجل دولة

الكاتب الصحفي عصام عمران
العنوان أعلاه جملة أو تعبير نقرأ عنه ونسمعه كثيرا ، خاصة فى أوقات الأزمات أو الظروف الصعبة التي تمر بها الدولة .. أى دولة .. ويرتبط بأشخاص بعينهم مما يجعلهم محط أنظار الغالبية العظمي من أبناء الشعب ، ولكن يبقى السؤال من هو رجل الدولة، وما هى مواصفاته وإمكانياته التى تؤهله لنيل هذا اللقب وتلك الثقة؟! .
بداية ووفقا لما ذكرته العديد من المصادر والدراسات فإن مصطلح رجل الدولة يطلق على الشخصيات التي تتولى مناصب مهمة في الدولة..
حيث يجمع بين أمرين؛ اولهما ، ممارسته لمهام وظيفية عامة تخدم المجتمع، والتي يمكن ممارستها بشكل فردي أو عبر إحدى مؤسسات المجتمع المدني، وحتى هنا يمكن أن يسمى شخصية عامة، بمعنى أنّه وهب نفسه وما يمتلك من مواهب وقدرات وموارد لخدمة مجتمعه ووطنه الذي ينتسب إليه ، ومن هذا المنطلق لا مانع أن يتقدم أي فرد من أفراد المجتمع لممارسة هذا الدور بشكل تطوعي كامل، أو نصف تطوعي عندما يتلقى مقابلاً رمزياً يستعين به في حياته، وحتى يتمكن من الاستمرار في أداء وتنفيذ هذا الدور المهم لخدمة المجتمع.
وبالتأكيد أنّ هذا المواطن يتميز عن غيره من بقية أفراد المجتمع الذين لا يهتمون ولا يتحملون شيئاً من مهام الشأن العام لخدمة المجتمع.
كما أنّ هذا المواطن يتمتع بقيم ومقومات لا يمتلكها غيره، وبالتأكيد هي التي دفعته لممارسة هذا الدور الخدمي العام، لعل في مقدمتها ، الإيجابية، والمبادرة، والعملية، والإيثار بتقديم المصلحة العامة على الخاصة، والعمل بروح الفريق الجماعي، كما يمتلك قدراً من مهارات وأدوات العمل التنظيمي والإداري والقيادي، القدرة على إدارة ومواجهة الجماهير، وكثيراً ما كانت مؤسسات المجتمع المدني ميداناً خصباً لإعداد الكثير من قادة وزعماء العالم.
وعندما يتم ترشيح واختيار مثل هذا الشخص الممارس للعمل العام لخدمة المجتمع، عندها يتم اختياره لمهمة
ووظيفة حكومية عامة في مرتبة متقدمة من الجهاز التنظيمي للدولة ليتحملها بشكل رسمي، وتوكل إليه مهام
وظيفية ومسؤوليات تتبعها سلطات وصلاحيات لازمة لتنفيذ المهام الموكلة إليه، ليصبح بذلك أحد الممثلين الرسميين
للدولة في الموقع الذي يتولى مهمته ويتحمل مسؤوليته، هنا يختلف الأمر كثيراً عن العمل التطوعي الذي كان
يمارسه من قبل بشكل هاوٍ، ولا يتعرض كثيراً للمساءلة والمحاسبة، أماً الآن فقد أصبح مسؤولاً عن المجتمع
والوطن، كلّ الوطن في المجال الذي يتحمل مسؤوليته،
كما أنّه لم يعد يمثل نفسه أو المؤسسة التي كانت يعمل فيها، حيث أصبح يمثل الوطن والدولة كلّ الدولة، وأصبح
مؤتمناً على ما يمتلك من موارد وأدوات الدولة التي تقع تحت صلاحياته، كما أنّه أصبح مسؤولاً ومحاسباً من أجهزة
الدولة الرقابية، والمجالس النيابية التي تمارس الرقابة والتقويم باسم الشعب، كما أنّه مسؤول تاريخياً عن الفترة
التي تحمل فيها المسؤولية، ناهيك عن حسابه النهائي أمام الله تعالى ليس عن نفسه أو أسرته إنما عن ملايين
البشر من أبناء مجتمعه ووطنه.
ومن اهم المواصفات و السمات التي يجب أن تتوافر في رجل الدولة ،  الاستقامة والنزاهة المشهود بها ،   القدرة
على التفكير المنهجي المنظم والتفكير الإستراتيجي وإنتاج الأفكار والحلول والمبادرات ، الاهتمامات والإنجاز المشهود
له في الشأن العام، وتقديمه له على شأنه ومصالحه الخاصة  “الكاريزما” والحضور الدائم في المشهد العام ، علاوة
على امتلاك رؤية مستقبلية واضحة وجادة في أحد مجالات الشأن العامة و الانفتاح والتواصل مع أبناء مجتمعه من
كافة الطوائف، وامتلاك قاعدة علاقات عامة متنوعة ، حيث هو موظف عام خادم للمجتمع كلّه وليس لحزب أو طائفة
معينة، فهو ابن وأجير الشعب، والمحاسب عن الشعب .
واخيرا وليس آخرا امتلاك عقل وفكر سياسي عام لا ديني او طائفى فقط، وتجاري خاص ، امتلاك خيال سياسي قادر
على رؤية المشهد والمشاركة فيه.
ناهيك عن  القدرات الإدارية والقيادية القادرة على حسن إدارة واستثمار الموارد المتاحة من البشر والأموال والمعرفة
لتحقيق أهداف الجهة أو المؤسسة التى يعمل فيها على وجه الخصوص و المجتمع بصفةعامة .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.