تتغير الظروف وتتبدل الأحوال في العالم من حولنا ، ويذهب أشخاص وقيادات ويأتى آخرون ، وتبقى مصر ثابتة الموقف، واضحة الرأى بشأن كافة القضايا الإقليمية والدولية، وفى القلب منها القضية الفلسطينية التي تمثل القضية الأولى لمصر شعبا وقيادة على مر الزمان منذ نكبة ١٩٤٨ وحتى يومنا هذا، مهما كاد الكائدون وزايد المزايدون .
وعندما نتحدث عن مصر ودورها التاريخى فى مساندة ودعم القضية الفلسطينية ، لا يجب أن نغض الطرف عما قدمته ولاتزال من تضحيات وما اتخذته من مواقف جعلها دائما فى مرمى نيران الأعداء والمتربصين بها ، وما أكثرهم فى الداخل والخارج ، وان اختلفت الطرق والوسائل وفقا لكل عصر واسلحته التى يستخدمها هؤلاء ضد مصر وقياداتها ، بل وشعبها أيضا .
ووفقا لما ذكره الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته المهمة أمام القمة العربية الثالثة والثلاثين التى استضافتها العاصمة البحرينية المنامة مؤخرا فإن مصر ستظل ثابتة على موقفها الداعم للقضية الفلسطينية ، والمساند لشعبها الشقيق قولا وفعلا ، رافضة أى محاولات للتهجير القسرى لأبناء غزة أو الضفة الغربية من أرضهم بهدف تصفية القضية الفلسطينية وفرض سياسة الأمر الواقع .
كلنا ، بل العالم أجمع يعلم أن الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه مسئولية قيادة البلاد يتعامل مع قضايا وهموم الوطن العربي برؤية ثاقبة وواضحة ترى أن الأمن العربى واستقراره ركيزة أساسية ترتكز عليها سياسية مصر الخارجية، ويتعامل الرئيس مع كافة القضايا العربية على منطق الشرف رافعا شعار «مسافة السكة» في أي أزمة يتعرض لها أى بلد عربى شقيق ، حيث تكون مصر حاضرة في الحل والدعم والمساندة .
ولعل ما أكده الرئيس أمام قمة المنامة مؤخرا بشأن اللحظة الفارقة التى تفرض على جميع الأطراف المعنية الاختيار
بين مسارين إما السلام والاستقرار أو الفوضى والدمار خير دليل ،وذلك لصعوبة الموقف والخطر الداهم الذي يهدد
باشتعال المنطقة بالكامل ، في حال استمرار الكيان الإسرائيلي وحكومته المتطرفة فى سياسة الابادة الجماعية
والدمار الشامل ضد فلسطين دولة وشعبا ، لاسيما فى قطاع غزة ، وهوما أسفرعن استشهاد اكثر من ٣٥ ألف
شخص معظمهم من الأطفال و النساء ، علاوة على جرح وإصابة ٨٠ ألف اخرين حتى كتابة هذه السطور .
الرئيس السيسى أكد فى كلمته أن حقوق أطفال فلسطين الذين تم قتل وتشريد عشرات الآلاف منهم ستظل سيفا
مُسَلَطّا على ضمير الإنسانية حتى إنفاذ العدالة مؤكدا أن مصر تنخرط فى محاولات جادة لإنقاذ منطقتنا من السقوط
، مشيرا إلى أن الوضع الحرج لا يترك لنا مجالاً إلا أن نضع أيدينا معاً لننقذ المستقبل قبل فوات الأوان ولنضع حداً فورياً
لهذه الحرب المدمرة ضد الفلسطينيين.
واذا قرأنا رسائل الرئيس فى قمة المنامة بتعمن ودقة نجد انها تأتي استكمالًا للرسائل التى عبرت عنها القيادة
المصرية عبر ١٠ سنوات فى القمم العربية المختلفة التى شارك فيها الرئيس السيسي منذ توليه المسئولية وحتى
الآن بداية من قمة شرم الشيخ ٢٠١٥ مرورا بقمم القاهرة وعمان والرياض وصولا إلى القمة ٣٣ التى استضافتها
مملكة البحرين الأسبوع الماضي .
ولا أجد أفضل مما ذكره الرئيس السيسي في مستهل كلمته أمام قمة المنامة لاختتم به هذا المقال ، حيث قال أن
مصر التي أضاءت شعلة السلام في المنطقة عندما كان الظلام حالكا وتحملت في سبيل ذلك أثمانا غالية وأعباءً
ثقيلة لا تزال رغم الصورة القاتمة حاليا متمسكة بالأمل في غلبة أصوات العقل والعدل والحق لإنقاذ المنطقة من