الكاتب الصحفي إبراهيم نصر يكتب : “حمص حلاوة”
لقد أعجبنى وأثلج صدرى ما قاله فضيلة الإمام الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء منذ ما يزيد على عشر سنوات، حين طلب إليه مقدم برنامج “والله أعلم” – الذى كان يذاع على قناة سى بى سى – أن يرد على أولئك الذين يتطاولون على الإسلام وعلمائه ويشككون فى السنة النبوية المطهرة، فأجمل وأوجز رده فى كلمتين: هؤلاء “حمص حلاوة”.
فسأله المذيع المحترم مبتسماً عن معنى حمص حلاوة، فقال فضيلته: زمان حين تم تسيير قطار سريع من القاهرة إلى الأسكندرية دون توقف فى طنطا أراد بعض الصبية أن يوقفوا ذلك القطار فى طنطا فأحضروا الحمص الذى يستخدم فى صناعة الحلوى ووضعوه على السكة الحديد قبالة محطة طنطا، فجاء القطار ودهس الحمص بل طحنه ولم يتوقف.
فهؤلاء الأدعياء من أشباه الرجال فى نظر العالم الجليل الدكتور على جمعة، ليسوا إلا “حمص حلاوة”
لن يوقفوا قطار العلم الحقيقى الذى يقوده الراسخون فى العلم الذين وهبوا حياتهم لتحصيل علوم الدين من مظانها الأصيلة
التى يتربع على عرشها الأزهر الشريف الذى أنشئ فى مصر منذ أكثر من ألف عام ومازال يصدّر للدنيا كلها العلماء الأجلاء
فى مختلف علوم الدين، الذين أسهموا ومازالوا يسهمون فى تأسيس معاهد وجامعات فى مختلف أنحاء العالم الإسلامى
على غرار الأرهر الشريف الذى يهاجمه أولئك الأدعياء ذات جهل وغباء.
الهجوم على الثوابت
بالله عليكم ماذا ترجون أو تنتظرون من نفر قليل، يتوهمون أنهم وحدهم الذين يمتلكون القدرة على التفكير،
ويعطون أنفسهم الحق فى الهجوم على الثوابت، وما ظنكم بهؤلاء الذين يجترون شبهات قديمة أثارها أعداء الإسلام منذ عشرات،
بل مئات السنين، وقد تم الرد عليها جميعا، ردودا مفحمة لمن أثاروها، وأسكتتهم وفضحت جهلهم.
ومن أسف أن نجد الآن من يجتهدون فى لى أعناق النصوص لإثبات أوهام باطلة تملأ رؤوسهم الفارغة إلا من الضلال،
وتجدهم يرفضون أن يكون هناك معلوم من الدين بالضرورة، ويرون أن آية {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]
أكبر عملية نصب فى التاريخ .. كبرت كلمة تخرج من أفواههم .. ثم لا يعترفون بإجماع الفقهاء، ويستهزئون بمصطلح “متفق عليه”
الذى يعبر به علماء الإسلام على وجود الحديث فى البخارى ومسلم وذلك يجعله فى أعلى درجات الصحة.
وثالثة الأثافى التى هى فى أحد معانيها “اكتمال أركان الشر” أن هؤلاء ينتقون بعض آيات الله ويجتهدون رأيهم فيها
ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلها، رغم أنها تدخل فى المحكم من كتاب الله وليست من المتشابه، وبذلك يكون قد فاق ضلالهم ضلال من قال الله تعالى فيهم:
(.. فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله
والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب) 7 – آل عمران.
ليسوا أهلا لأخذ الدين عنهم،
اللهم إنا نجعلك فى نحورهم، ونسألك أن تجعل منهم عبرة وآية، حتى لا يفتتن شبابنا فى دينهم، وعزاؤنا أن مثل هؤلاء
ليسوا أهلا لأخذ الدين عنهم، ويكفى أن أقول لك عزيزى القارئ أن علماء الأزهر الشريف بعد مناقشة طلابهم
الذين يتقدمون لنيل درجة الدكتوراة، يقولون لمن وافقوا على منحه الدرجة:
“الآن تستطيع أن تقرأ وحدك”، أى أنه قبل ذلك يحتاج لمن يأخذ بيده من الأساتذة الكبار
الذين أشرفوا عليه فى الماجستير والدكتوراه لإرشاده وتوجيهه، وإنارة طريق المعرفة أمامه،
وتدريبه على كيفية البحث والاستقصاء وعدم الخوض فيما لا يدرك حقيقته على وجه يقترب من اليقين.
هؤلاء هم علماء الأزهر الشريف، فمن هؤلاء وما هى مؤهلاتهم، ومن أعطاهم حق الخوض فى دين الله والمجادلة فى آياته
بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير؟.