المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : عصيان التبَاع المَارِق .. وغثيان السائِق
لم يكن تمرد الصهاينة على أسيادهم ، وإن كان ذلك على الدوام دأبهم ، إلا تعرية لحقيقة مؤداها تمكُن اللوبيات الصهيونية وشبكات المصالح الدولية بنفوذها وأموالها في الغرب من تحكمها في زمام الأمر ، فيمن يجيئ الرئيس ويتربع على العرش وفيمن يجيئ ممثلا في النواب وفي الشيوخ بغية تحقيق مراميها وأطماعها بكل أبعادها وإحكام السيطرة على العالم ،
إذ تحتاطهم أموال التبرعات لحملاتهم الإنتخابية من كل جانب والرشاوى كثير ، وما على المذكورين أعلاه إلا التنفيذ لما بين أيديهم من كم الفواتير التي يتحتم عليهم سدادها وإلا فلن يعودوا ثانية وسيواجهوا بحملات مضادة لهم يمكن أن تعصف بهم وأجهزة المعلومات في خدمة ذات الهدف الرذيل
ومن منهم نبيل الطوية والهدف يكتشف ذلك مبكرا أو متأخرا يستنكف وحشيتهم ويستقيل ، وإن هم إلا قليل ،
ولذلك فالإمتثال المجرد متفق عليه مقدما مقبوض الثمن وكذا التمرد ضمن القواعد المرعية ما بينهم له ثمن يُسدد ..
ونحن نسمع ونشاهد رئيس حكومة الكيان الصهيوني يتشدق بملأ الفم أننا سنستمر في الحرب بأيدينا وبأظافرنا إن يتخلى عنا الحلفاء والأصدقاء ،
ويثق في أن زمرة الحلفاء والأصدقاء لن تتخلىَ عنه وعن كيانه السفاح لما أسلفنا بيانه تارة وتارة أخرى حتى يظل السلاح المسموم في أمعاء الأقليم والمطرقة الحشوم في وجه المنطقة المتفرقة وفيرة الثروات والعدد فقيرة الثقة في الذوات وفي القدرات وفي المدد ..
والدعم موصول توقيته بالمال وبالسلاح وبالفيتو في مجلس الأمن وما يتهدد المحكمة الجنائية الدولية إن تفكر في
إصدار أوامر إعتقال في حق نتنياهو ووزير جيشه ورئيس أركانه بالعقوبات
وقد يكون بما هو أدهى وأمر والخطوب هائلة والسكوت عن ذكر حل الدولتين ورفض العضوية الكاملة لفلسطين في
الأمم المتحدة والتصريح بأن الإدارة الأمريكية لا تعتقد في أن ما ترتكبه إسرائيل في قطاع غزة إبادة جماعية
ولابد لها أن تحارب حماس الإرهابية حتى القضاء عليها ، والكذب البواح في أنهم أجهزوا على المقاومة بالتمام في
شمال القطاع ولم يتبق منهم سوى بضع كتائب في أقصى الجنوب حيث رفح ثم العودة مرة أخرى لشمال القطاع
حيث المقاومة على حد زعمهم قد أعادت بناء جيشها
والقتل في الشمال وفي الوسط وفي الجنوب لا يتوقف والمقاومة على أشدها لا تتوقف ، فلا العنترية في التصريح ثم
الرجوع فيها ولا دموع التماسيح ولا التلكأ المميت بوقاحة عن قصد في إتاحة المساعدات الإنسانية والجوع والظمأ
ونقص كل شيئ كذلك يقتل ولا عدم الجدية في المفاوضات باتت تجدي ..
ولا التلاعب بالعقول والأسماع والعواطف والخداع المعهود في أن ما يعانيه المدنيون العزل في غزة جحيم الجحيم …..
ونحن نحذر من إجتياح رفح لأن إجتياح رفح لابد وأن يكون بعملية مدروسة محددة ، والمحصلة أننا لن نفرط فى الدعم
المطلق المتاح دائما للكيان الصهيوني ..
ولن يشغلنا عن ذلك لا التضخم ولا الإحتجاجات المدوية لطلاب الجامعات ولا العداء المزمن لروسيا القوية ولا التورط
في المستنقعات الأوكرانية ولا التخبط في التصريحات الحكومية والقرارات والكيل بمكيالين كالعادة ، ولا التربص
بالصين عسكريا وإقتصاديا من قريب ومن بعيد حتى لا تفاجئنا على غير حين من أي الدروب ،
فنحن ما جئنا إلا لنقذف بالعالم في آتون الحروب والأوبئة والكروب إن يكن العالم يقظانا أو نائما لنحيا نحن فقط كما
نريد سادة العالم …..
وأما عن مصر فنحن لن نتوقف عن الكيد لها ليل نهار وتطويقها من كل الحدود بحزام النار في ليبيا وفي السودان وفي
البحر الأحمر والمتوسط وما هو أكبر والإستفزاز موصول والتقول عليها بالزور بأنها هي من تغلق المعبر ومن تمد
المقاومة بالسلاح وأن قادة المقاومة قد هربوا لسيناء وأن سلامها معنا منذ البدء سلاما باردا لا روح فيه وأنها لم تزل
تعادينا وأننا عدمنا كل الحيل معها كي يكون لنا فيها قواعد عسكرية وترفض وأنها رغم كل الأخطار والتحديات قوية
قويه لا تزال تحتضن القضية وتتأهب أن تقاضينا أمام العدل الدولية
وكل الشعب فيها جنود يعشق تراب الوطن إلا أقل القليل من خائن أو كذاب أو جاهل جهول يستهويه الإصرار على أن
يكون حمار ، فلم تكن مصر العظيمة ولن تكون لقمة سائغة يلتقمها الكلاب ،
وقمة الجامعة العربية العادية الثالثة والثلاثين في منامة البحرين في السادس عشر من مايو آيار الجاري علها تأتي
بجد جديد ومستحد وعيد وجياد وفرسان وعدة وعتاد وبشائر توحد كالبنيان المرصوص ضد توحد الأعداء المدسوس
من كل حدب وصوب وإقتصاد حرب
فلا تضنون ولا تمنون إن خلتم أن الملك باق لضعيف كسير فدوام الحال من المحال فلا المال الكثير سيبقى للوحيد
كثير ولا السلطان ولا أنوار القصر المخصوص ستبقى ما دام اللصوص كثير وفي زيادة ، فنحن وإن لم نكن طغاة ولا
غزاة فلا أقل من أن نكون معا في أوطاننا سادة يهابنا أعدائنا ،
وعلينا الكثير يتحتم علينا إعماله حتى إكتماله دون إهماله ولدينا معا إن أخلصنا الكثير المكنون يتوجب إستغلاله حتى
النصر ولكم في مصر الحبيبة الوفية المتحابة الودود الترحابة ما تتمنون وما كنتم توعدون فهل من إستجابة ؟