الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : مصر .. و الرسائل العشر !!
بين الحين والآخر يخرج علينا من يحاول المزايدة على مصر ودورها التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق، رغم كل ما قدمته مصر دولة وقيادة وشعبا لنصرة القضية منذ نكبة ٤٨ وحتى الآن .
أقول ذلك تعليقا على التقرير المهم الذى نشرته “الجمهورية” مؤخرا بتوقيع الزميل العزيز والكاتب الصحفي المتميز شريف عبد الحميد حول الرسائل الكثيرة التى وجهتها مصر والمواقف الحاسمة التى اتخذتها منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب بين الكيان الإسرائيلي و فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس في أعقاب انطلاق عملية ” طوفان الأقصى ” في السابع من اكتوبر الماضي وما تلاها من مجازر ارتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الاعزل راح ضحيتها اكثر من ٣٥ ألف شهيد و قرابة ٨٠ ألف جريح حتى كتابة هذه السطور .
كانت مصر كعادتها دائما فى مقدمة الدول المساندة والداعمة للشعب الفلسطيني وبعثت العديد من الرسائل القوية سواء على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسى او رئيس الحكومة دكتور مصطفى مدبولى و سامح شكرى وزير الخارجية أو من خلال مؤسساتها واجهزتها المختلفة ،
وذلك من أجل وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على أبناء غزة و فى الضفة الغربية، حيث حذرت مصر مؤخرا من العواقب الوخيمة لأى عمليات عسكرية إسرائيلية في رفح الفلسطينية ، وهو ما جعلها تدرس الإنضمام الى جنوب أفريقيا فى دعواها امام محكمةالعدل الدولية بشأن جرائم الابادة الجماعية التى يرتكبها المحتل الإسرائيلي في غزة،
علاوة على ذلك أعلنت مصر منذ اللحظة الأولى لاندلاع الصراع الرفض القاطع لأى محاولات للتهجير القسرى لابناء غزة أو الضفة بهدف تصفية القضية الفلسطينية.
وطالبت مصر بضرورة التوصل إلى حل لوقف فورى ومستدام لإطلاق النار لمنع سقوط المزيد من الضحايا، وكذلك العمل على منع توسيع دائرة الصراع حتى لا يؤدي إلى اشتعال المنطقة بالكامل، مع ضرورة الانفاذ الكامل والدائم للمساعدات إلى قطاع غزة دون عوائق، في الوقت الذي يجب مواصلة الجهود للوصول إلى هدنة لتبادل الأسرى بين الجانبين، محذرة من مخاطر التصعيد العسكري وعدم الالتزام بالمسار التفاوضى.
مصر أكدت مجددا أن الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وحل الدولتين هو السبيل الوحيد للوصول إلى تحقيق
السلام الشامل و الأمن والاستقرار بالمنطقة ، مطالبة المجتمع الدولي بالاطلاع بمسؤولياته تجاه هذه القضية،
لاسيما الدول المسماه بالكبرى أو العظمي ، محذرة من تداعيات الاجتياح الإسرائيلي البرى لرفح الفلسطينية،
مؤكدة فى نفس الوقت أنها جاهزة ومستعدة لكافة السيناريوهات.
أخيرا وليس آخرا أتمنى أن يستمع المجتمع الدولى لنداء مصر ويعى جيدا الرسائل العشر المهمة التى أطلقتها من
أجل وقف الصراع وعدم اتساع دائرته ، الأمر الذي يهدد باشتعال المنطقة بالكامل ، في ذات الوقت أطالب هؤلاء
المزايدين فى الداخل قبل الخارج على مصر ودورها التاريخى لدعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب
الفلسطيني الشقيق كما ذكرت التوقف عن اساليبهم الرخيصة وأن يقرأوا التاريخ جيدا، فسوف يجدون مصر حاضرة
فى كل صفحاته ، وفى القلب منها ما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق قولا
وفعلا ،
ولم لا ومصر خاضت العديد والعديد من الحروب والمعارك ضد الكيان الإسرائيلي منذ نكبة ١٩٤٨ كما ذكرت في البداية
، مرورا بالعدوان الثلاثى عام ١٩٥٦ ونكسة ٦٧ ، وصولا إلى حرب اكتوبر المجيدة التى قضت على غطرسة الكيان
الصهيوني و كشفت أكذوبة الجيش الذى لا يقهر محققة اهم وأكبر نصر عربي
وإن لم يكن الانتصار الوحيد على هذا الكيان المحتل ، ثم خاضت مصر معركة دبلوماسية وقانونية لا تقل شراسة
عن المعركة العسكرية حتى تم تحرير كامل أرض سيناء الغالية ،
في الوقت الذي طالبت فيه أن تتضمن اتفاقية السلام تحرير كامل الأرض العربية في فلسطين وسوريا ، ولكن
للأسف خرجت بعض الأصوات العربية التى اجهضت ذلك ،
وها هي مصر الآن تقود المساعى العربية والدولية من أجل وقف نزيف الدم الفلسطيني والوصول إلى حل الدولتين
لتحقيق السلام الشامل والدائم بين الطرفين. .