الإعلامي محمود عبد السلام يكتب : من أين تأتينى البهجة ؟
من أين تأتينى البهجة ؟! .. من نسمة بحرية .. زقزقة عصفور ، تفتح زهرة .. موسيقى كونية .. لحظة صمت أو لحظة بوح ، ونظرة من عينك !.
ومن أين يأتينى الخوف ؟! .. من الفراق ، الموت ، الشك ، غيمة شتائية ، وحدتى آخر الليل ، أمل زائف ، غنوة منسية ، ولحظة انفلات يدك من يدى !
ومن أين تأتينى الرغبة ؟! ..من لفحة عطرك ، بحة صوتك ، انسدال شعرك ، همسك ، اختلاج أنفاسك ، موسيقى جسدك .. اذ ترفعينى من التراب إلى شفق الشمس فأتوهج !..لكن هذا الصيف بلا أبجدية ، ماتت حروفه على الصفحة البيضاء ، ما جدوى الكلمات دون أحساس ، أو جدوى اللقاء فى حضور الغياب أو جدوى العمر مع الأغتراب .
هذا الصيف يا ملاكى صيف معتاد ، يخضر الشجر ويرحل المطر وتشرق شمس آتية من رحلة ليل متعبة ، فلا وهج يلفح جسدى ولا مفاجأت صباح أو مساء ..
هذا الصيف ياسيدتى صيفاً كباقى الأيام ، كباقى الأحلام ، كباقى الأوهام شيئاً جداً معتاد ، كاعتياد النداء على
الأسماء وتكرار الكلمات والسباحة فى نهر الذكريات
هذا الصيف لا يذكر ولا شئ فيه سوى التكرار المعتاد .. أذكر صيفاً أتى كان مختلفاً ، صيفاً مزركشاً بألوان البهجة ،
صيفاً أدرك كامل الأحساس
وضع فى قلبى ها هنا بذرة نمت مع الأيام ، بذرة شجرة منحتنى ظلاً ظليلا ، ودفئاً ونغماً وملمساً من حرير ، لكن
هذا الصيف مضى كما تمضى الدقائق والساعات والأيام والسنين والأعمار
هذا الصيف يا صديقتى يجعلنى حزين والحزن ياسيدتى فى قلبى حزن قديم معتق برائحة البنفسج مبللاً بالدمع ،
منغماً بأيقاع الرحيل ..
هذا الصيف سيمضى كما مضى قبل عشرات من مواسم البهجة المستعارة ، لا تلومينى إذا رحل صيف وأتى من
بعده خريف ، فلا تلومينى ولا تتهمي القدر ، هذا اختيارنا وليس أختيار القدر . هذا أختيارنا .. هذا أختيارنا !