المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : يا ليتنا كُنَا .. فلا بِنَا ولا هُنَا
أيا عصفورة البَر والجو ما أسعدك ، وقد مكثت للتو مسرور اُلاحظك وقد لبثتي بين الأغصان في مرور حر جميل ومسرة
وقد لبستي أجمل حُلة تعيدين الكَرَة لا شيئ يُقيدك ، بأقل القليل إن يفي تقتاتي في كل مرة وتغني غير مُتلفظة بإثمٍ ولا تئني بعارضٍ وعش القش يكفي ، لا أحسدك ولكني أُغبطك ، من بعد الفجر مُستيقظة في هِمةٍ وتفاؤل متكرر وبهجة مُقرة بالذي خلق مُسَبِحَة المُلك لك لك يا مالك المُلك ، لا شيئ يُحبِطك ،
ميقاتي لا يُخِل عِظة للسائل وللكل فلا عُذر ولا واه حُجَة ولا تمارض ولا غِش ولا مبرر يُخجِلك ولا غِل لأحد ولا خِل يُفسدك ببينه وجفاه ولا كثرة التمني لجاهٍ أو سلطان أو ثروة أو شكوى بحقٍ من ظُلم أو حُكم ليس وفق الهوى أو تظالم بغير حق ولا منهج أو دعوى في المحاكم تُمنِي أو ثورة مُستعارة بظلمٍ تلهج لحكمٍ بزُعمٍ ممنهج أو تلاوة الآه والجوىَ بالعشرِ الزِياد لمُلتَاعٍ وحسرة الندم كالمعتاد في معظم الأحيان عند البشر ..
أما عن الصياد وإن قِدِر ليس مستحيل فهو قَدَر وكل مُيسَر لِمَا خُلِق له إلا في حَجٍ لمن إستطاع إليه السبيل ففيه حظر وحذَر وكُفارة ومن يعث ليقتلك عبثا وإنتقام بغير حق يُقتص منه يوم الحق المبين وسيد الخلق الصادق الأمين يحتضن الغلام الصغير الذي مات عصفوره الأليف ويواسيه مكرُمة لكي ..
فيا عصفورة السماء الجميلة الصورة الوقورة وقد خُلقتي من ماء ووفاء ووصال ، أحببتكي بأمانة بغير وِزر ولا بيِن شقي لمن نسىَ وقد حُمِلنا معشر البشر أمانة ثقيلة وإن تعمدنا وما تعمدنا أبيِن أن يحملنها الجبال وأشفقن منها السموات والأراضين ، ونحن بأمر الله وقدرته وقد تعبدنا الإله الواحد المُعِين ، محض راضيين
عسىَ أن يتغمدنا الله برحمته