الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: أرض المعجزات

كتبت في هذا المكان منذ بضعة شهور مقالا بعنوان ” أم البلاد وعون العباد” تحدثت فيه عن مصر ودورها في خدمة البشرية عبر سبعة آلاف عام ، هي عمر الحضارة المصرية الضاربة فى عمق التاريخ، وهو ما يجعل مصر وآثارها الخالدة مثار إعجاب الملايين حول العالم، الذين يأتون لزيارتها في محاولة لاكتشاف أسرار تلك الحضارة الملهمة، ولم لا ومصر جاءت ثم جاء التاريخ.
تذكرت ذلك المقال وانا اتابع ردود الأفعال وما أثير في الصحف والفضائيات العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي حول زيارة الملياردير الأمريكي الجنسية ، هندى الأصل ” انكور جين ” لمصر مؤخرا وحرصه على إقامة حفل زواجه وسط آثار مصر الخالدة، وتحديدا أهرامات الجيزة أهم عجائب الدنيا السبع الباقية تتحدى الزمن .
وحقق مقطع فيديو بثه عالم التكنولوجيا الامريكي (انكور جين) وشاركته معظم وسائل الاعلام العالمية نسب مشاهدات كبيرة حيث تجاوزت المليار مشاهدة في اقل من 4 أيام ، وهو المقطع الذي يتحدث عن حفل زفافه الاسطوري من عارضة الأزياء الشهيرة ونجمة المصارعة “أريكا هاموند ” ، وهي صاحبة العلامة التجارية الشهيرة “Equinox” .
رجل الاعمال الأمريكي إختار(ام الدنيا .. أرض الأحلام والمعجزات) عنوانا للمقطع الذى اشتمل على عدة لقطات له ولزوجته في أشهر المعالم الاثرية المصرية .. حيث اقام “جين” حفل زفاف اسطوري في سفح الاهرمات استمر اربعة ايام .. ووصف بانه الأكبر في التاريخ ..الجميل أن جين، رائد الأعمال الأمريكي ،ذا الأصول الهندية كما ذكرت في البداية ، والذي سبق له أن شغل منصب
نائب رئيس شركة “Tinder”، عبر بتغريداته عن شغفه بمصر ووصفها بأنها أم الدنيا ارض المعجزات .. في اشارة الى
الحضارة التي شيدها المصريون قبل آلاف السنين لتكون اول وأعظم حضارة في الدنيا ، فيما قالت زوجته (اريكا
هاموند) : كان امامنا خياران لإحياء زفافنا .. إما الفضاء وإما أعظم مكان في الأرض .. فوقع الاختيار على مصر ..
فاكتشفت انها أعظم مكان في الأرض والفضاء.
نعم مصر أعظم مكان في الأرض والفضاء فعلى أرضها تجلى المولى عز وجل واوصى النبي محمد صلى الله عليه
وسلم بأهلها وشهد لجندها بأنهم خير اجناد الأرض وأن أهلها سيبقون في رباط إلى يوم الدين ، وهو ما جعلها تتجاوز
المحن والصعاب التى واجهتها قديما وحديثا، وستظل كذلك إلى يوم يبعثون .
و إذا عدنا للحديث عن هذه الزيارة التاريخية وحفل الزفاف الاسطوري، اتمنى ان تستغله وزارة السياحة و الآثار
كأفضل دعايا لمصر وتراثها، ولجذب المزيد من هذه الفعاليات والاحتفالات التى أصبحت نوعا مهما من انواع السياحة
مثل السياحة العلاجية وسياحة المهرجانات والمؤتمرات ، خاصة وأننا نستعد حاليا لأكبر وأهم حدث ثقافي واثرى
يشهده العالم فى هذا القرن ، وهو افتتاح متحف مصر الكبير الذي يعد الأكبر في العالم و الأهم أيضا .. حيث يقام
على مساحة ١١٧ فدانا ويحوى اكثر من مائة ألف قطعة أثرية تحكي تاريخ الحضارة الفرعونية، في مقدمتها مجموعة
آثار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون ، و استغرق العمل به قرابة العشرين عاما بتكلفة تجاوزت المليار دولا، وهو ما
يحتاج إلى عدة مقالات نتناول فيها بالتفصيل مراحل تنفيذ هذا المشروع الثقافى والحضارى الأعظم فى العالم …. ،
وللحديث بقية ان كان في العمر بقية.