المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : الإختلاط المعمور .. والإرتباط المبتور !
الإختلاط مع الفارق في معظم الأشياء حُكم سائد بشدة .. والإرتباط بالجذور على ذات الأنماط عندهم عُقم وبِدة وأغلال وقصور وعائق ، والواقع المنظور منذ مدة أنهم سادة لا يُعصى لهم أمر يفعلون ما يريدون على كل أرض ، وحتى على القمر وعلى المريخ ، وقولهم بغير بينة حق في كل حال ، حتى لو كان هو الباطل بعينه ، على خلاف المنطق والعقل نقيض للحقائق ، وظلمهم بالبينة هو عين العدل ، فهم ولو بالقوة الجيرية رغم كل الأنوف ثقات وعدول ، فلديهم لكل معضلة حلول وحلول متباينة على حسب الباعث والغرض والمآرب والمآل ومن كل مشكلة ألف مخرج ، فلا يُحزنكَ أنهم من أصولٍ شتىًَ صنوف وصنوف ولو من خارج التاريخ وبُعد المُعتقَد والمقَر والمشارب وكلمة السر تكمن منذ زمن في أنهم باعوا ، رغم الإختلاف والبواطن ، كل مواطن الخلاف ، ولم يتشبثوا بعصبية
الجذورٍ والأعراق ولم يتشددوا وتوحدوا وبثوا بذور التوافق والإتفاق ، وإستوردوا النوابغ في كل العلوم من كل مكانٍ
وعكفوا بصبرٍ له العجب ورُشدٍ على البحث والدراسة والتحليل والتجريب في كل مجال من غير إعلان كثير ولا خُطب
ولا رفاهية زائدة ولا إسراف تجاوز كل حدٍ ولا تبذير ، فإعتلوا القمم في كل مناحي الحياة ، فسادوا الأرض وإستعمروها
وإستفادوا كثيرا وأفادوا ، وفي بعض حالات وبعض أوقات أفسدوا فسادا كبيرا وتجردوا من قيم الخير والعدل ومُثُل الوفاء
والضمير ..
والأخوة الأشقاء من جنبٍ واحد وظهر مديد والتاريخ شاهد لا أحد يُكذبه ، في شِقَاق وضعف وهوان وبلاء ، وكل قد ناء
بجانبه ما بين فقير لا يجد شيئا ، وبين من يحيا في ترفٍ منقطع النظير ، والثروات جد كثير للعرض لميعاد ، فلا أفادوا
ولا إستفادوا ولا عادوا كما كانوا سادة الأرض ، والواقع أصدق الأنباء ..
ولعلي من باب البيان جهرا للعيان أسوق بعض أمثال ليست حصرا .. فالرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن إيرلندي
الأصل والمولد ، وسابقه دونالد ترامب الأب ألماني والأم إسكتلندية ، وسابقه باراك حسين أوباما المسيحي
البروتستانتي ، الأب كيني مسلم الديانة والأم إنجليزية إيرلندية ، والرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون جده
لأبيه إنجليزي ، ورئيس الوزراء البريطاني الحالي الهندوسي ريشي سوناك الأبوين هندوس بنجابيون هنود من أصول
أفريقية ،
ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الأب بولندي والأم أمريكية ، ويقال أنه من مواليد السودان العام ١٩٤٩ وكان
إسمه عطالله عبدالرحمن شاؤول مما أتاح له إجادة اللغة العربية واللهجة النوبية وتركها في عهد الرئيس السوداني
جعفر محمد النميري الذي ضيق الخناق عليهم إبان فترة حكمه للسودان الفترة من مايو العام ١٩٦٩ وحتى إبريل من
العام ١٩٨٥ ، نازحا للأرض الفلسطينية وهو في عمر الخامسة عشر وبدَل إسمه لإسمه الحالي ، وشمعون بيريز
بولندي وكذلك إسحاق شامير ، وإسحاق رابين روسي وكذلك مناحيم بيجن ، وبيني جانتس الذي يعتبره البعض
رئيس وزراء الكيان الصهيوني القادم الأب روماني والأم مجرية ، وبتسلئيل سموتيرتش وزير المالية المتطرف من يملأ
الأرض نباحا وعويلا أوكراني ، ومعه الإرهابي إيتمار بن جفير وزير الأمن كردي من أكراد العراق .. و هلم جرا
وتلكم هي القاعدة في أغلب البنيان الغربي وكل البنيان الصهيوني تقريبا من كل أصقاع الأرض من غير ذي أساس
والحال مُزري ، حتى تهشمت الجرا فسال منها الدم والهم والظلم ولا يزال ..
والسيدة الدكتورة نعمت شفيق البريطانية الأمريكية عضو مجلس اللوردات رئيسة جامعة كولومبيا بولاية نيويورك
مصرية أصيلة لأبوين مصريين هاجروا للولايات المتحدة الأمريكية منذ الستينيات من القرن الماضي ..
والتي طالبت الأمن بقمع إحتجاجات طلاب الجامعة المعتصمين داخل الجامعة الذين يطالبون بوقف الحرب والعنف
المفرط في فلسطين ، وهددت بفصلهم من الجامعة ، فلله دُرهم وقد رأيتهم عبر الشاشات في إعتصامهم يمارسون
شعائر دينهم في تواد وتراحم ، المسلم والمسيحي واليهودي جنبا إلى جنب ..
فلا فلسطين الطيبة في أي حين كانت أرض يهود ولن تكون ، فلسطين لأهلها الأصليين ، مُحرمة على غيرهم من
المعتدين ومقبرة ، بأمر الواحد الديان بكل الدقة المتينة مهدا لكل دين ساحة مُتاحة بالسلام لكل الأديان ، وأهلها
العرب الطيبين خدام لكل الزائرين من كل مكان كأهل مكة المكرمة والمدينة المنورة ..
فلا الحريديم المُستغلة ولا المدارس التوراتية المُضلة ، والتي جعلت من التوراة الخَرَف سفك لدماء الأبرياء نساء
ورجال وأطفال وخراب ودمار ، وعندنا التوارة السليمة المُطهرة إماما ورحمة ، هدى ونور ، ولا المحتل الهجين الغاصب
ومن معه في مهمة دينية ولا في حربه أي شرَف