الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: المستهلكون قادمون !!

الكاتب الصحفي عصام عمران

حققت دعوات المقاطعة الشعبية ضد موجة الغلاء نجاحا كبيرا خلال الأيام القليلة الماضية، حيث كانت مبادرة أهالي محافظة بورسعيد الباسلة لمقاطعة سوق السمك بمثابة الشرارة الأولى للتحرك الشعبي تجاه جشع التجار والسعي وراء تحقيق مكاسب جنونية على حساب المواطن حيث اطلق أبناء المحافظة مبادرة قبل أسبوعين تقريبا تحت شعار «خليه يعفن» لمواجهة الارتفاع الجنوني في أسعار الأسماك، ولما احدثت صدى واسعا بين المواطنين، تلقفتها باقي المحافظات وبدأت في الامتناع عن شراء الأسماك، وهو ما أدى إلى انخفاض ملحوظ في أسعار الأسماك بنسب متفاوتة في عدد من المحافظات.
الجميل أن المقاطعة لم تقف عند الأسماك، بل امتدت لتشمل أيضا اللحوم والدواجن، لتبدأ حملة مماثلة لمقاطعة اللحوم والدواجن لارتفاع اسعارها على الرغم من وعود الحكومة بانخفاض الأسعار في أعقاب السيطرة على الدولار وتوافره في البنوك.
تأتي تلك الحملة أو المبادرة المهمة التى أطلقها عدد كبير من المواطنين عبر منصات التواصل الاجتماعي بنفس شعار ” خليها تعفن ” تزامنًا مع اقتراب عيد الأضحى، لمقاطعة شراء اللحوم في محاولة لإجبار الجزارين على خفض أسعارها بعد تسجيلها 450 جنيهًا للكيلو ، بل تجاوز ٥٠٠ جنيه في بعض المناطق ، وهو ما دفع القائمين على الحملة إلى دعوة المواطنين للامتناع عن شراء اللحوم لمدة أسبوع لإجبار الجزارين على خفض الأسعار ، خاصة أن الأسعار المرتفعة غير مبررة ، ولابد من مقاطعتها لحين عودة الأسعار القديمة حتى تكون في متناول المواطن.
ووفقا لمحمود العسقلاني رئيس جمعية «مواطنون ضد الغلاء»، فإن حملات المقاطعة بدأت تأتي بنتائج إيجابية وهي سلاح قوي وله تأثيره رأيناه في نجاح عدد من الحملات السابقة، وهو ما يعطي تحذير للسوق أن” المستهلكون قادمون “.

مؤكدا أن جمعية مواطنون ضد الغلاء قررت تبني المقاطعة في القاهرة ووجدت أن معظم الإنتاج الذي يتم توفيره في

أماكن المقاطعة ووجه بحري بشكل عام يجري تسويقه في سوق العبور، فاطلقت المبادرة لوقف سوق العبور

ولحدوث شلل تام في هذه التجارة حتى يتم الالتقاء بممثلي هذه التجارة سواء كان من روابط الصيادين أو التجار أو

الغرف التجارية.

كشف رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء فى تصريحات صحيفة أن نهاية أي عمل نضالي لابد أن يكون له تفاوض خاص

والتفاوض يأتي على أرضية وطنية، ونسعي للوصول لحل أمثل ينهي المشكلة .. مشيرا إلى أن حملة المقاطعة

تحتاج سعر عادل لا يؤذي المستهلكين بالشكل الذي تعرضوا له في الشهور الماضية وعلي الجاني الأخر يتواكب مع

الحالة العامة للأسعار، خاصة أن الأسماك ليست سلعة مستوردة لذلك يجب أن تنخفض أسعارها، و نحن نحرص إلا

يحدث ضرر للتجار أو الصيادين فيجب كل الحلقات تتمتع بوفرة مالية وربحية ولكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب

المواطنين، والمقاطعة سلاح ذو حدين من الممكن أن تؤذي التجارة أو تأتي بنتائج عكسية . لافتا إلى أنه يجب تكاتف

جميع المحافظات مع حملة المقاطعة في القاهرة وعمل فريق واحد ضد الغلاء.

و من هذا المنطلق يجب الوصول لنقطة فاصلة عندها تنتهي المقاطعة وتبدأ مرحلة التفاوض لتكون مقاطعة مرحلية

وبعدها تضاف مرحلة أخرى للمقاطعة على طريقة «إذا عدنا عادوا» نطرح هذا الكلام بشكل عملي وإيجابي.

يأتى ذلك في الوقت الذي ناشد فيه العديد من رواد التواصل الحكومة بتوفير منافذ لبيع الدواجن والأسماك بأسعار

مخفضة لتشجيع المواطن على مقاطعة اللحوم لحين خفض أسعارها التي أصبحت وفقا لما ذكره حسين أبوصدام،

نقيب الفلاحين، فوق طاقة المواطن، حيث وصلت كما ذكرت في البداية إلى ٥٠٠ جنيه في كثير من المحافظات لا

سيما القاهرة والاسكندرية .

وكان مصريون قد دشنوا حملة كبيرة لمقاطعة الأسماك لمدة شهر بعد ارتفاع أسعارها لأرقام قياسية غير مسبوقة ،

ونجحت الحملة خلال أيامها الأولى في تخفيض الأسعار ورغم ذلك مازالت مستمرة وسط إصرار المواطنين على عدم

الشراء.

وتعرض تجار الأسماك في 8 محافظات شملت الإسكندرية وبورسعيد ودمياط والإسماعيلية والشرقية وبني سويف

والسويس والغربية لخسائر فادحة بسبب الحملة ، لذا أتمنى أن تتسع الحملة لتشمل العديد من السلع الأخرى

وذلك لكبح جماح جشع التجار ، وليكن شعارناجميعآ بيدي لا بيد عمرو ، و التعاون مع الحكومة في مواجهة تلك

الظاهرة السلبية وعندها يمكننا القول حقآ ” المستهلكون قادمون ” .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.