الكاتب الصحفي يسري السيد يكتب : الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم ؟!

لاأعرف كيف بدأ اللقاء أو بالأصح لا أتذكر ..
ما أذكره رغم أنه لم يمض على اللقاء إلا ساعتان على الأكثر إننى كنت معزوما على الإفطار في رمضان في منزل أحد المعارف الذي لا أتذكره أيضا ووجدتنى في ركن من المكان أتحدث معه.
الحديث كان ودودا جدا رغم أنه لم يعرفني بدليل إننى قلت له إن لي صديقا يحبك جدا لدرجة أنه عقد قرانه في ضريحك في مسجدك في كوبري القبة؟؟ نظر لي بعينيه الثاقبتين و لم أخف من بريقهما الذي وصفه البعض بالمخترق للنفس والجسد معا .. لماذا؟
لا أعرف!! يمكن لأنني كنت قريبا منه جدا نفسيا وبالقرب الجسدى فى الجلوس والذي لا يشي أو يوحى أو يولد رهبة أو خوفا ، لكن أقل ما يوصف به هو الود والمعرفة القديمة، على عكس اللحظة والواقع في هذا الحلم الغريب..
المهم وأنا أواصل مد جسور الحوار معه وبسلاسة كأنك تتحدث مع صديق قديم تقابله مرة أخرى بعد غياب طويل..قلت له : إن صديقي الذي عقد قرانه في ضريحك في مسجدك بكوبري القبة اسمه فتحي خطاب (الكاتب الصحفي ومدير موقع العرب اليوم الأردني في القاهرة والكاتب في قناة الغد) رد على بصدق غير مغلف بمشاعر المجاملة
قائلا: أعرفه أنه صديقي!!
فرحت لأن الزعيم جمال عبد الناصر صديق صديقي فتحي خطاب..
أنتقل الحوار بنعومة وأستمر الحوار الذي لا أذكر تفاصيله الآن، وليتني كنت سجلته بالصوت والصوره حتى تصدقوني
.. المهم بدأ المعازيم يتوافدون ومنهم قس في الأربعينيات من العمر وعلى وجه ابتسامه حقيقيه وهو يداعب طفلا
معه ويتحدث إليه ضاحكا، ومن التحية المتبادلة مع الزعيم من بعيد ودون سلام باليد إيحاء للجالس أن هناك صداقة
وود ولقاءات متتالية وتبدى ذلك في السلام من بعيد مثل لقاء الأصدقاء معتادي اللقاء..
حين أذن المؤذن للمغرب وأنتقل البعض لترابيزة السفرة الممتدة وجدتني أغبط من دعا لهذه العزومة الكبيرة وهذا
العدد الضخم من المعزومين الذي لا أستطيع تنظيمه أو إقامته أما لقلة ذات اليد أو خوفا من زوجتي وبخلها .. لا
أعرف!!
المهم وجدتني أتسلل بهدوء وأخرج من المكان ولم يشعر بي أحد وذهبت لمنزلي وقمت بتغيير ملابسي بملابس
تليق بلقاء رسمي ووجدتني أقول لنفسي وأتساءل هل من الذوق العودة مرة أخرى لمكان تركته ؟!
أخيرا قررت العودة قائلا لنفسي : سأعود بعد إنتهاء الإفطار لإستكمال الإستماع والاستمتاع بهذا اللقاء أو الحوار مع
الزعيم الذي تحول إلى صديق أو تعارف جديد أريد استكمال الحوار معه،
وحين رجعت وجدت المكان وقد تحول إلى قاعة كبيرة مثل قاعات الفنادق الكبرى ولقاء مفتوح مع الزعيم ويتحدث
ويحاور الزميلة تحيه عبد الوهاب (الصحفيه فى روز اليوسف) وحين أنتهى من رده عليها ، رفعت يدى وأنا واقف فى
نهاية القاعه طالبا الكلمه ، لا حظنى الزعيم حين نبهته الأستاذة تحية عبد الوهاب وتلقيت نظرة منه ، رددت عليها
بابتسامة خجلى .. وأستمر فى استطراده وحين انتهى من كلامه بدأ ينظر للقاعه ليجيب عن سؤال جديد وقد
نسى نظرته لى منذ دقائق وهنا رفعت الزميله والصديقه سميه عبد الرازق (الكاتبه الصحفية بالجمهوريه) يدها
وصوتها وموجهة رأسها لى وانا فى اخر القاعة قائلة: الاستاذ يسرى السيد، فأومأ الزعيم برأسه بأنه يعرفنى قائلا:
طبعا الاستاذ يسرى السيد!!
وفجأه وجدتنى على المنصه بجواره أساعده وقد أنتحى جانبا وهو يجهز لاب توب وبعض ملحقاته كى يستعين بهم
فى رده على الحضور .. وحين أنتهى وبعد أن ساعدته في المهمة بود وتعاون الأصدقاء الذين تربطهم علاقة قديمة،
كان يبدو عملاقا وترتسم على وجه ابتسامة ممزوجة بالود تعلو جسدا عملاقا يرتدى بذلة رمادية وكرافت “شيك”…
كان يبدو من الأحداث أنه ترك رئاسة الجمهورية منذ فترة طويلة رضاء وأنه رغم إعتزاله الرئاسة ما زال مهتما بالشأن
السياسي كرئيس سابق فقط دون غرض ويحتفظ بود مع من جاء بعده من الرؤساء … المهم منحنى الزعيم الكلمه
أو أخذتها بناء على تصريحه السابق الممهور بنظرته والدالة على معرفه سابقه قبل صعودى الى جواره فى مهمة
اعداد اللاب توب للعمل .. قلت وكأننى أخطب بجواره:
لأننى أعرف أنك زعيم عروبى ومن أشد المؤمنين بالقومية العربيه ما رأيك فيما يحدث فى المنطقه وماذا تفعل لو
كنت رئيسا؟!
حين هم بالإجابه، وأقسم بالله العظيم أننى صحوت حتى لا يظن أحد أننى أتهرب من ذكر الإجابه !
ورغم حزنى على عدم سماع الإجابه فقد صحوت وأنا أشعر بنشوة وسعادة لا توصفان ولأول مرة ومنذ زمن طويل لم
أشعر بالجسد المنهك والمتعب والمكسر مثلما أشعر عند الإستيقاظ من النوم يوميا !
،وأقسم ثانيه مره أخرى بالله العظيم اننى صحوت من النوم تاركا الزعيم جمال عبد الناصر يجيب، فهل تخبرنى
الزميلة سميه عبد الرازق او الزميلة فتحيه عبد الوهاب عن الإجابه التى لم أسمعها… ربما!!
yousrielsaid @ yahoo. com