الضربة الجوية الإيرانية والتي تم توجيها للكيان الصهيوني الغادر بمئات الطائرات المُسيرَة بدون طيار ، والصواريخ الباليستية ، مساء السبت الموافق الثالث عشر من إبريل نيسان الجاري وحتى فجر الأحد ، ردا على إعتداء الأخير السافر على القنصلية الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق في الأول من ذات الشهر ، بطائرة مقاتلة أمريكية الصنع ..
مما نتج عنه تدمير مبنى القنصلية تدميرا كاملا وقتل قيادات عسكرية إيرانية ، حيث توعدت إيران بالرد القاسي على هذا الإعتداء ..
وقد تباينت الآراء والتصريحات بخصوص الإعتداء والرد ، حيث صرح البيت الأبيض وقتها أنه لم يكن على علم مسبق
بنية الكيان الصهيوني والذي لم يعلن مسئوليته عن الإعتداء على القنصلية ، مرة ومرة أخرى بأنه تم إخطاره قبل
حدوثه بدقائق بعبارات مبهمة مُختصرة ..
وأيا ما كان الأمر والأحداث اللاحقة تفسر السابقة ، فإن حكومة الكيان الصهيوني اليمينية المتطرفة ودت لو أنفقت كل
العمر في الحرب وفي أوحال المؤمرات ومستنقعات الدم وبراثن الخيانة والكذب بمبرر وبغير مبرر …..
ثم يجيئ الرد الإيراني بمئات الطائرات المُسيرَة وعشرات الصواريخ الباليستية والأرض أرض عبر الأجواء العراقية
والسورية والأردنية وهل سَتُخترق ذات الأجواء إن جاء رد الكيان الصهيوني؟ ووفق محللين سقط جزء منها قبل بلوغ الهدف لأسباب
تقنية وأعطال فنية ، والجزء الأكبر منها تصدت له الدفاعات الفرنسية من قاعدتها الجوية ” الحسن ٥ ” بالمملكة الأردنية الهاشمية
بطائراتها الرافال ومعها سلاح الجو الأردني ،
وكذا سلاح الجو الملكي البريطاني ، وكان النصيب الأكبر بالطبع لقوات الولايات المتحدة الأمريكية في إصطياد
العشرات من المُسيرات والصواريخ من خلال قواعدها الجوية في العراق وسوريا وسفنها الحربية في البحر المتوسط ،
حيث كانت كل القوات في الإنتظار سيما وأن الضربة كانت شبه معلومة تفتقر إلى عنصر المفاجأة والمباغتة كلمة
السر في تحقيق الإنتصار في أغلب الحروب ،
وأن رحلة الضربة من حيث أتت في طريقها للهدف إستغرقت أكثر من ستة ساعات ، وبطبيعة الحال فالقوات الأمريكية
تحل منذ زمن في المنطقة كمحتل مهيمن يحرس مصالحه وينشر طالحه ويفعل ما يشاء ، ومن خلفها أذنابها الذين
يأتمرون بأمرها ..ليتبقى النذر اليسير من بعض المسيرات والصواريخ لتتصدى لها دفاعات الكيان الصهيوني الغاصب
من خلال القبة الحديدية ومقلاع داود ومنظومة آرو ١ ، ٢ ، ٣ ، عدا تسعة صواريخ أصابت خمسة منها قاعدة نيفاتيم
الجوية في صحراء النقب فأحدثت بها تلفيات في المدرج البالغ طوله ٣٤٠٠ متر ودمرت طائرة نقل سي ١٣٠
وبعض الدمار في بعض مخازن ومباني القاعدة ، وأربعة صواريخ أصابت قاعدة رامون الجوية بالنقب أيضأ وأحدثت بها
كذلك بعض التلفيات ولم ترتب الضربة أية خسائر في الأرواح اللهم إلا كلام لا يمكن الوثوق به عن بعض إصابات فردية
طفيفة هنا أو هناك ..
وسوق الإعلام والكلام والتحليل على كل المنابر زاخر هائج رائج لم يتخلوا عن الأحداث والكل يصف ويحلل ويكتب
المقال الطويل و التغريدة عبر مواقع التواصل ، يُنصِف على قدر ما تيسر من معلومات ، ويضلل الناس بقصدٍ لمأرب أو
عقيدة ما ،
وهذا هو الأغلب الأعم في مثل هذه الأحوال من ضلوا عن غير قصد ومن أضلوا عن قصد ، فلا شفافية في مثل هذه
الظروف وحتى في غيرها ولا مصداقية وأن الخصمان هنا وأكثر الكثير من غيرهم يتحلوا بالكذب الكبير ..
فالبعض يرى أن الضربة كانت مهولة حققت هدفها المنشود في إستعراض قوة إيران ويدها الطولىَ ، وإنجاز الموعود
به وضرب ذات القاعدة التي إنطلقت منها الطائرة التي دمرت قنصليتها ، والجرأة على الكيان الصهيوني ومن يعوله
ويتبناه ويزيده متى شاءت وتكبيده خسائر الصد للهجوم حسب ما أعلنه بمليار دولار وإرباك الداخل هناك وإحداث حالة
من الذعر ليتجرعوا مرار ذات الكأس
وأنها جاءت هذه المرة من الأصيل الجامع لا من الوكيل ولا مانع من إعادة الكَرة مرة بعد مرة وأشد إن يفكر الكيان
الجائر في الرد ، وإسعاد الرأي العام الداخلي في إيران المُثخن بالجراح ، بالثأر وما يشبه النصر بعدما الكيل طفح
ليقيموا الأفراح في كل ميدان في طهران وفي غيرها من المدن ،
وربما تأجيل الإجتياح البري لرفح ، وأن الكيان الصهيوني بدون الحلفاء الأشرار وتبادل الأدوار لكان عديم الذكر مائل
مجرد سطر مسيخ مسيح في كتب التاريخ ، وبئس القرار …..
والبعض الآخر ساخر لا يراه إلا فيلما سينمائيا إستعراضيا هزليا متفقا عليه سلفا تم دسه لحفظ ماء الوجه وجعل
الدول الجارة في الإقليم المغلوب على أمرها ترتعد فرائصها خوفا من إيران والفوز المزعوم فتلوذ بالقوى الإستعمارية
ذات النفوذ وتبذل النفيس وتزيده من الخضوع والطاعة ،
فالأعداء هنا في المنطقة أقرب ما يكون منك فوق ما تظن يحتاطونكم من كل حدب وصوب ، وأنها قدمت للكيان
الصهيوني هدايا من ذهب بإستعادة التعاطف العالمي الذي فقده جراء الإبادة الجماعية في غزة الأبية ، فألبسه ثوب
الضحية من جديد وعبأ له الجبهة الداخلية ولم شملها وأوقف التظاهر والمطالبة برحيل حكومة الدم ، وصرف الإنتباه
عما يحدث في غزة والذي لم يتوقف من أي إتجاه فكل يوم قتلىَ ودمار وجروح وظمأ وجوع ونزوح ، وعن حل الدولتين
في حين أن الدعم الأعمى للكيان الصهيوني قائم ودائم ومتكرر ولن يتغير …..
والأخيرة أن معظم الأسلحة القتالية الإيرانية المستخدمة في العملية كان بدون ذخيرة حتى خالها البعض بأنها مجرد
ألعاب نارية في مسابقة رياضية …..
ورد الكيان الصهيوني العوالة قادم لا محالة حسب ما تصرح به حكومة الحرب بشكل جنوني ، إلا القليل من المعارضة
هناك ، تلاحقه التوقعات بأنه سيكون في الداخل الإيراني ، أشدها ضربة صهيونية نووية على مفاعل آراك ، مما حدا
بالأرجنتيني رافائيل جروسي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى التنبيه بغلق المنشآت النووية الإيرانية منذ يوم
الأحد التالي للضربة العسكرية الإيرانية وحتى الآن ، أو على المنشآت العسكرية للحرس الثوري ومراكز التصنيع
العسكري ،
أو اللعب في البحر وضرب السفن الإيرانية أيا كانت عسكرية أو مدنية ، أو الإكتفاء بالتخطيط لإغتيال شخصيات قيادية
إيرانية بارزة مع المزيد من الهجمات السيبرانية على المواقع الحساسة هناك ..
أو الإستجابة لطلب الولايات المتحدة الأمريكية بعدم الرد لقناعتها التامة بفشل الهجوم الإيراني فشلا ذريعا وأن الكيان
قد إنتصر ، وبأنها لن تشاركه في رده ، إن صدقت ، على فرض حدوثه ، والإكتفاء بملاحقة إيران بوابل من العقوبات
الإقتصادية والسعي إلى الترويج بإعتبار الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية والحصار ..
ولكل ما عليه أولا ، وماله ثانيا إن فعل ، وما يثنيه والساحة مُستباحة لكل الورىَ !! ولسوف نرى !