المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : الناتو .. في أرذل العمر

المستشار عبد العزيز مكي

حلف شمال الأطلسي ،، الناتو ،، ..حلف عسكري يتكون من إثنتين وثلاثين دولة تحت إمرة الولايات المتحدة الأمريكية ، قوامه ثلاثة مليون جندي ومائتي ألف ، ومرامه بأن أي عدوان على أية دولة عضو في هذا الحلف يعتبر عدوانا على كل الدول الأعضاء ،
تأسس في الرابع من شهر إبريل من العام ١٩٤٩ ، في أعقاب الحرب العالمية الثانية بخلفية إستعمارية إمبريالية تؤسس لعالم القطب الواحد تحت الهيمنة الأمريكية ، وذلك بعد نهاية الحرب العالمية الثانية
حيث تحمل الإتحاد السوفيتي وحده معظم أهوال ومضار الحرب في مواجهة قوى الشر من أجل أن
تبقى قوى الخير وبدأ إنتشار المد الشيوعي في
أوروبا وأمريكا وبلغت أعداد الأعضاء في الأحزاب الشيوعية بالملايين وإنتشرت الحركات التقدمية واليسارية مما حدا إلى التفكير في إنشاء حلف عسكري دفاعي يجنب أوروبا ويلات ما حدث في الحرب العالمية الثانية ، ويمكن للولايات المتحدة الأمريكية من بسط سيطرتها ونفوذها على العالم ،
ويكون في وجه الإتحاد السوفيتي ، بمعنى أنه لم يكن مشروعا تنمويا ولا مؤسسة خيرية تسعى للخير وتقدم العون والمساعدة للمحتاج ، بل كان على العكس من ذلك ، فمنذ نشأته بدأ يسود التوتر وعدم الإستقرار في كل أرجاء العالم .. خصوصا وأن الغرب محكوما بمجموعة من الحمقى على حد ما قاله الراحل ،، هنري كيسنجر ،، .. أو ما قاله ،، شارل ديجول ،، أننا لسنا في حاجة لمثل هذا الحلف ففرنسا قادرة على حماية نفسها ، أعني فرنسا ديجول ، وليس فرنسا ماكرون الذي ما إنفك يتحدث لا يتوقف ويقول كل يوم حديثا يناقض
حديثه بالأمس ، ويتهمه معظم شعبه بأنه عميل للولايات المتحدة الأمريكية ، والكل إما عملاء أو ضعفاء أدوات طيعة ، والإنتخابات بيننا ..

فكان الحلف الحليف للصهاينة المغتصبين في الزحف اللعين نحو السطو على دولة فلسطين من بعد النكبة السوداء ، وكذلك في العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦ ،

وكذا في نكسة حزيران ٦٧ ..ثم في العهد الحديث الذي رأيناه بأم أعيننا وسمعناه في تدمير العراق بدون أي مبرر وإعدام قائده ، نعم العراق المتهم بأن لديه عشرة في المائة من إحتياطيات النفط العالمي فلماذا يتركوه لأهله ولا يستكثروه على أهله .. ثم ليبيا وقتل القذافي ودمار ليبيا والسعي اللاهث بألا تقوم لها قائمة حتى الآن والمهم سرقة الموارد والثروات الطبيعية والودائع واللعب بالرجال مهاويس السلطة والمال الضائع والعبث بمقدرات الشعب ..
ثم سوريا بموقعها العبقري وشعبها الثري وثرواتها والمهم إحتلال منابع النفط والغاز وتقوية الكيان الصهيوني ونصرته في كل ظلمه ..
وأفغانستان و و و وحتى الآن ..

والتغول والتناور والتخابر على الحدود الروسية وكل طرائق الإستفزاز .. وإنضمام فنلندا والسويد في الفترة الأخيرة

لتتحول أراضي الأولى إلى مراكز تدريب وقواعد عسكرية أمريكية وإغلاق الحدود والمعابر وتقريب الناتو من الحدود

الروسية ألف ومائتي كيلو .. والثانية التي ظلت على الحياد لمدة مائتي عام حظيت خلالها بالإستقرار والتقدم ..

وأعجب من القول بأنه حلف دفاعي وأنه أحد أهم أدوات الولايات المتحدة الأمريكية في إثارة المشاكل و القلاقل

والتوتر حتى تنتعش أسواق بيع السلاح .. وما أوكرانيا إلا حلقة في هذا المسلسل المدمر بقصد إستنزاف وإضعاف

روسيا على المدى البعيد خطط خمسية وحتى العام ٢٠٢٧ لتسليح وتدريب الجيش الأوكراني ، ثم صندوق بمائة

مليار يورو لمساعدة أوكرانيا أو ما تبقى منها أو ما سيتبقى منها ، في خمس سنين وذلك وفق ما أعلن الأمين العام

للحلف ستولتنبرج رئيس وزراء النرويج السابق والقابع في منصبه هذا منذ الأول من شهر أكتوبر العام ٢٠١٤ ، وكأنه

إستثمار في أمن أوروبا ..

وحرب إعلامية مسعورة لشيطنة روسيا وإرهاب .. وكل هذا كان لماذا ؟ .. وستنتصر روسيا الكبيرة بتنوعها العرقي

والديني والأيديولوجي والتي تحسم مصير العمليات العسكرية في أوكرانيا تدريجيا وبتريث ولم تنوي بعد الخروج الكبير

الكفيل بإنهاء الوضع سريعا …..

ثم توجه الولايات المتحدة الأمريكية البوصلة السامة للحلف .. بعدما بدىَ لها فشل الحصول على شبه جزيرة القرم

وهو كل ما كانت تنشده ، لمن يريد أن يعرف الحقيقة ، من الحرب الأوكرانية ، وهو أن تستأثر لنفسها بالجزيرة فمن

يسيطر عليها يملك حوض البحر الأسود .. صوب جنوب القوقاز وآسيا الوسطى لمواصلة الإستفزاز والتنغيص على

الصين أولا ،

ثم روسيا ، ثم الهند ، بعد ما فقدت قاعدتها في أفغانستان ، الزحف صوب ،، أوراسيا أوراسيا ،، حيث يوجد ثمانين

في المائة من موارد العالم ..

وكل ذلك نذيرا بكل ما لا تحمد عواقبه على العالم بأسره ..

وكل ذلك وأكثر ما هي إلا نتائج تراكمية لطغيان وفساد وسيطرة القطب الواحد الرهيب على العالم .. لعله إلى زوال

عن قريب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.