الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: عشر منجيات .. و ست مأمولات
لا يختلف اثنان على صعوبة الظروف والملابسات الداخلية والإقليمية ، بل والدولية التي تزامنت مع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم في البلاد قبل عشر سنوات وتحديدا في الثامن من يونيو ٢٠١٤ ، ومع ذلك تحمل المسؤولية بشجاعة واختار المواجهة على كافة المستويات سواء فيما يتعلق بالتصدي لجحافل الإرهاب وقوى الشر وأعوانها فى الداخل والخارج والتى أطلق عليها معركة بقاء الدولة المصرية وعدم انهيارها مثل كثير من دول المنطقة ، وكذلك الحال بالنسبة لمعركة البناء التى كانت أكثر ضراوة من معركة البقاء ، حيث شهدت البلاد انطلاق وتنفيذ آلاف المشروعات التنموية والخدمية في شتى ربوع الوطن وهو ما يجعلنا نطلق على السنوات العشر الماضية ” المنجيات” في إشارة إلى الحفاظ على الدولة المصرية وحماية مؤسساتها الوطنية وفي نفس الوقت السعى قدماً إلى مد يد العمران إلى مختلف المحافظات وفي شتى المجالات.
أقول ذلك بمناسبة قرب أداء الرئيس السيسى اليمين الدستورية إيذانا ببدء ولاية رئاسية جديدة تبلغ ست سنوات تستمر حتى الثاني من أبريل ٢٠٣٠ ، تلك السنوات التي يعلق عليها المصريون آمالا كبيرة في تحسن الأحوال أكثر وأكثر ، لاسيما في انخفاض الأسعار وزيادة دخول الأفراد ، خاصة مع حدوث الانفراجة الاقتصادية والاستثمارية التى شهدتها البلاد مؤخراً في أعقاب توقيع عقد تطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة بالتعاون مع دولة الإمارات الشقيقة باستثمارات مبدئية ٣٥ مليار دولار تصل مع نهاية المشروع إلى ١٥٠ مليار دولار ، علاوة على توقيع عقود صفقات أخرى مماثلة مع دول عربية وأجنبية تزيد تكلفتها الإجمالية على ١٠٠ مليار دولار ،
إضافة إلى موافقة صندوق النقد الدولي على تقديم قرض قيمته ٨ مليارات دولار ومثلها تقريباً منحا و قروضا ميسرة من الاتحاد الأوروبي ، وهو ما يجعلنا أكثر تفاؤلاً فى مستقبل مشرق فى ظل القيادة الحكيمة للرئيس السيسى ونحن مقبلون على ولاية جديدة نتمناها سعيدة إن شاء الله وأن تكون بداية جيدة للجمهورية الجديدة التي أرسى قواعدها الرئيس السيسى وباتت واقعا ملموساً .
الكثيرون يطلقون على الفترة المقبلة ولاية الحصاد بعد عبور الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسى معركتى البقاء والبناء أو معجزتى البقاء والبناء إن صح التعبير .
وكما ذكرت في البداية فإن الرئيس السيسى اختار الطريق الصعب وأعلن التحدى لكل الظروف وراهن على وعى وصمود الشعب المصري وحبه لوطنه وكان القرار خوض معركتي البقاء والبناء في نفس الوقت وبشكل متواز .
فرغم كل تلك الظروف والتحديات الصعبة واجه الرئيس السيسي كافة المشاكل و الصعاب وخاض الحرب على الجبهتين للقضاء على جحافل الإرهاب وفي نفس الوقت خاض معركة البناء والعمران
وفي بضع سنين أصبحت مصر دولة قادرة على تجاوز المخاطر والتغلب على المشاكل ولا أدل على ذلك من نجاحها
فى إدارة الأزمات العالمية الاقتصادية الصعبة إثر تفشى جائحة كورونا ومن بعدها نشوب الحرب الأوكرانية الروسية ،
ثم مؤخراً اندلاع حــرب غزة في أعقاب إنطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي
و مع ذلك لم يتوقف البناء والتنمية في مختلف أنحاء المحروسة ، وهذه شهادة نجاح تحسب للدولة المصرية بقيادة
الرئيس السيسى تصل إلى مرحلة الاعجاز في عبورها لمعركتي البقاء والبناء ، وها هي على أعتاب مرحلة أو معجزة
الحصاد و جنى الثمار .
و لعل أكبر دليل على ذلك التدفق الكبير و التزايد الملحوظ فى حجم الاستثمارات والمشروعات الهائلة المزمع
تنفيذها على أرض مصر خلال الفترة المقبلة ، بأكثر من مائة مليار دولار
فإلى جانب صفقة رأس الحكمة هناك استثمارات سعودية ب 10 مليارات دولار لتطوير منطقة رأس جميلة علاوة على
10 مليارات أخرى في مشروعات كهربائية بسوهاج و 25 مليار دولار استثمارات قطرية متوقعة لمشروعات بالقرب من
العلمين ، وكذلك 4 مليارات دولار من ايطاليا ، إلى جانب استثمارات مع النرويج ، واستثمارات مع رجال أعمال من
الإمارات .
كل ذلك ما كان ليتم لولا ما نفذته مصر من مشروعات بنية تحتية متكاملة من طرق وكبارى ومحاور وموانئ ومدن
ذكية وغيرها من مشروعات تنموية وخدمية كلها باتت جاهزة لموسم الحصاد وإستقبال الصفقات العملاقة ومنافسة
أكبر الدول فى جذب رؤوس الأموال الضخمة .
وسوف تشهد الفترة المقبلة افتتاح المزيد من المشروعات التنموية والخدمية والسياحية في مقدمتها المرحلة
الأولى من العاصمة الإدارية الجديدة ، حيث تقام مراسم واحتفالات تنصيب الرئيس السيسى لولاية جديدة ، وسيتم
رفع العلم المصري على أعلى سارى فى المنطقة تأكيدا لافتتاح عاصمة الجمهورية الجديدة وكذلك سيتم خلال
الفترة المقبلة افتتاح محطة سكة حديد ” بشتيل” التى تخدم محافظات الصعيد ، إضافة إلى العديد من محطات مترو
الانفاق ضمن الخطين الثالث والرابع ، علاوة على افتتاح مشروع القطار المعلق ” المنوريل ” الذى يربط شرق البلاد
وغربها ، وفي نفس الوقت يجرى العمل على قدم وساق في مشروع القطار السريع بمراحله الثلاث.
وتشهد الفترة المقبلة أيضا افتتاح متحف مصر الكبير وهو أكبر متحف للآثار في العالم ، حيث يقام على مساحة ١١٧
فداناً ويحوي أكثر من مائة ألف قطعة أثرية نادرة تحكى تطور الحضارة الفرعونية ، وهو ما يسهم في زيادة الحركة
السياحية الوافدة إلى مصر في إطار سعى الدولة إلى استقبال ٣٠ مليون سائح سنوياً.
وفي الزراعة واستصلاح الأراضي تشهد الفترة المقبلة الانتهاء من مشروعات استصلاح وزراعة أكثر من خمسة
ملايين فدان بمناطق الدلتا الجديدة و توشكى و شمال سيناء وشرق العوينات وغيرها في مختلف المحافظات .
وستشهد مشروعات الطاقة الكهربائية والبترولية ،بدء تشغيل محطة الضبعة النووية خلال عام ٢٠٢٨ والتى يتم
تنفيذها بالتعاون مع روسيا ، علاوة على افتتاح وتطوير العديد من محطات الكهرباء النظيفة التى تعمل بالرياح والطاقة
الشمسية ، و كذلك الحال فيما يتعلق ببدء العمل والإنتاج في عدد من حقول البترول والغاز في الصحراء الغربية
والبحرين الأحمر والمتوسط ، وعلى نفس المنوال مشروعات الإسكان والصحة والتعليم والصناعة التى تحتاج إلى عدة
مقالات منفصلة إن شاء الله.