كعادتهم سنوياً وللعام العاشر على التوالي ابهر أهالى المطرية العالم من جديد ، وذلك بإعداد حفل إفطار جماعي لسكان المنطقة ضم قرابة ٢٥ الفا من المواطنين على مختلف انتماءاتهم ومستوياتهم ، بل ودياناتهم أيضاً ، وهو ما يمثل الروح المصرية والنسيج الوطني لهذا البلد الأمين.
حرص العديد من الشخصيات العامة والرسمية في مصر مشاركة سكان منطقة المطرية في عادتهم السنوية التي بدأوها قبل 10 سنوات وفي مقدمتهم وزير الشباب والرياضة دكتور أشرف صبحي و دكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية والنبيلة السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة السابقة ، ووزيرة الهجرة الحالية سها جندي ،
الأمر الذي دفع الكثيرين من وسائل الإعلام المحلية والعالمية ووكالات الأنباء الدولية إلى تغطية ومتابعة هذا الحدث الإنسانى والاجتماعي الهام.
المفرح أن منطقة المطرية كانت بمثابة لوحة فنية رائعة حيث تزينت عن بكرة أبيها في مشهد جميل واصطف الصائمون على موائد أعدت خصيصاً لهذا الغرض و كأنها مائدة رحمن مفتوحة يزيد طولها عن 1000 متر مربع و تراصت 750 مائدة تحوي أشهى أنواع المأكولات الشعبية المحلية،
فضلاً عن الحلويات الشرقية والغربية بجميع أنواعها في مشهد بات مألوفاً لدى سكان المنطقة التي تشهد توافداً جماهيراً من شتى بقاع مصر للمشاركة في اليوم المشهود. فيما لا تخلو الموائد المتراصة من كافة أنواع العصائر التي تعد خصيصاً من البيوت المتجاورة والمحال التجارية المشاركة في هذا الحدث الاستثنائي الفريد.
و حرص الأهالي كعادتهم سنوياً على إعداد الطعام للصائمين، من خلال إنشاء مطبخ على مساحة كبيرة جداً ليستوعب كميات الأكل التي يتم تجهيزها لتقديمها للصائمين ، والذى بدأ الإعداد له قبل شهرين من اليوم المعلوم للولائم ،ويتولى منظمو هذا المشهد المهيب أمور وتكاليف يوم الإفطار الجماعي، فيما تستغرق عملية دعوة “المعازيم” من خارج المطرية نحو 15 يوماً.
اللافت هذا العام أن وزراء مصر وكبراءها جلسوا جنباً لجنب مع فقرائها و بسطائها في مشهد جمع بين “الغفير
والوزير” كما يقال في الأمثال الشعبية المصرية الدارجة، فجمع الشهر الفضيل بينهم على مائدة واحدة.
وكان للوافدين من خارج مصر بحسب منظمي الحفل، حضور مميز حيث حرصوا على دعوة أكبر قدر ممكن من داخل
مصر وخارجها بهدف الاحتفال بهذا المشهد العظيم الذى يمثل مصر بسماحتها وترابطها ووحدة شعبها وكرمه المعهود
عبر آلاف السنين .
وفي لفتة رائعة كرمت الدولة المصرية الفريق الذي أشرف على هذه الاحتفالية المبهجة حيث حرص الدكتور مصطفى
مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على استقبال أعضاء الفريق بمقر المجلس بالعاصمة الإدارية الجديدة، أعضاء الفريق ،
معبرا عن تقديره للجهد الكبير الذي بذلوه ؛ من أجل تنظيم هذه الاحتفالية الضخمة التي شارك فيها الآلاف من سكان
منطقة المطرية وغيرها من المحافظات، وأيضا من مختلف الجنسيات والأديان، مؤكدا أن هذه الاحتفالية تعبر عن
الترابط والتلاحم بين أهالي المنطقة، كما تعبر عن روح التعاون التي تميز المصريين بشكل عام، وخاصة في أوقات
الأزمات والمناسبات، مما يزيد من أواصر المحبة والإخاء وتسود روح المواطنة بين الجميع.
وأعرب عن تقديره و سعادته للقاء منظمي “إفطار ١٥ رمضان في المطرية”، التي تعد مبادرة عظيمة تعكس مدى
أصالة هذا الشعب وحضارته، مؤكداً أنه تابع العديد من المواد الإعلامية عن حفل إفطار المطرية، من صور وفيديوهات،
والتي أظهرت التلاحم الذي جمع كل طوائف الشعب المصري خلال هذه الفعالية.. مشيرا إلى أن المشهد الأروع في
هذه الفعالية هو دور الشباب، و طاقاتهم، واعتزاز أبناء “المطرية” بهذا الحي الجميل.
وتوجه مدبولي لهم بالشكر نيابة عن الحكومة كلها، على المبادرة التي يقومون بها، داعياً إلى مواصلة تنظيم هذه
الفعالية، حيث إنها تحمل رسالة إلى الجميع بأن الشباب المصري ينجح في كل تحدٍ وقادر على صنع أي شيء،
وتنظيم وإخراج فكره بشكل من أروع ما يكون، وبمنتهى الجمال، وبصورة تناقلها العالم.
من جانبهم عبر منظمو الإحتفالية عن شكرهم وتقديرهم لرئيس الوزراء على حفاوة الاستقبال والترحيب بهم في مقر
الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مؤكدين أن هذا الاستقبال يحمل تقديرا معنويا كبيرا لديهم، و يزيدهم إصرارا
وتصميما على مواصلة هذا العمل للمساعدة في إفطار آلاف الصائمين كل عام، الذي يشارك فيه أهالي المنطقة من مسلمين ومسيحيين.