الدكتور علاء رزق يكتب : شراكة شرعية أوروبية (٢)

الدكتور علاء رزق
تناولنا فى المقال السابق ، السعى الدولى نحو ترفيع العلاقات مع مصر، والتى كان أخرها سعى الإتحاد الأوروبي إلى تعزيز الشراكة الإستراتيجية والشاملة مع مصر، وهو ما يؤكد تفهم الدور المحوري لمصر، وأن إنعقاد القمة المصرية الأوروبية ما هو إلا إنعكاس لدور مصر الريادي وحجم قوتها في المنطقة، مع التأكيد على أن مصر حققت عدة مكاسب من وراء هذه الشراكة، أبرزها أن هذا التعاون يجلب حزمة قدرها 7.4 مليار يورو تصب لصالح الإقتصاد المصرى، مما يساهم بقوة فى تخطى أزماته الحالية،
إضافة إلى هذه القمة بمثابة شهادة دولية وعالمية تساهم في جذب كثير من الإستثمارات الأجنبية لمصر والتى أكدها دعوة مجلس الوزراء إلى التحضير للجلسة الثانية للمجلس الأعلى للاستثمار برئاسة الرئيس السيسى،مما يعزز من موقف مصر السياسى والدبلوماسى في أي مواقف تتبناها، إضافة إلى مصر وظفت هذه القمة لصالح خدمة القضية الفلسطينية، للتأكيد على أن مصر تمثل لاعباً أساسياً في منطقة الشرق الأوسط، وبرغم كل هذه المكتسبات
،لكن تبقى مجموعة من التحديات يجب على الحكومة مواجهتها، أهمها ضرورة تنفيذ إصلاحات إقتصادية هيكلية وتحقيق الإستقرار الإقتصادي على المدى الطويل ،وذلك عبر المضى قدماً نحو تعميق مرونة الإقتصاد المصري، وزيادة تنافسيته ،وتوطيد صلابته في مواجهة الصدمات بمختلف نطاقيها المحلي والدولي،عبر مرحلتين للإصلاح الاقتصادي، المرحلة الأولى ،الإصلاح المالي والنقدي.
أما المرحلة الثانية فهى الإصلاح الهيكلي،والتى يجب أن تقوم على تنفيذ حزمة إصلاحات هيكلية جذرية وهادفة
على مستوى خمس منظومات رئيسية تشمل المنظومة الديموغرافية وتنمية الأسرة والمجتمع، منظومة التمويل،
منظومة اللوجستيات، منظومة الأداء الحكومي، ومنظومة التشريعات ،
وهنا لا بد من إعادة النظر فى مدى اتساق عملية الإصلاح الهيكلي مع رؤية مصر 2030 والأهداف الأممية للتنمية
المستدامة،ودون تحميل المواطن أي أعباء جديدة،مما يضمن تفعيل واستدامة رؤية مصر المستقبلية، ويدعم قدرة
الإقتصاد المصري على تحقيق النمو الاحتوائي المتوازن والتنمية الإقتصادية والإجتماعية والبيئية المستدامة.
وبالتالى فإن ما نؤكد عليه أن عملية الإصلاح الهيكلي فى مصر يجب أن تقوم على تأهيل وتعزيز مشاركة القطاع
الخاص، فضلاً عن زيادة تنافسية ،وزيادة حجم الصادرات المصرية وتحقيق هدف الدولة للوصول بحجم الصادرات
المصرية إلى قيمة 100 مليار دولار سنوياً.ايضا ضرورة تنويع وتعزيز المدخرات المحلية، وتسريع
وتيرة التحول الرقمي والشمول المالي، مع استكمال المشروعات التي تخدم استراتيجية الدولة للتحول الرقمى في
جميع القطاعات.ويبقى الأهم وهو القاسم المشترك للنماذج التنموية العالمية المتمثل فى تضيق الفجوة التنموية
بين أقاليم الدولة المختلفة عبر توطين الإصلاحات الهيكلية في جميع المحافظات المصرية خاصة صعيد مصر ،والذى
يحتاج إلى مزيد من الإجراءات الإصلاحية. لذلك نأمل ان تستهدف حزمة الإجراءات الإصلاحية الهيكلية، العمل على
إعادة الاستقرار إلى الاقتصاد الكلى لمصر، وخفض مستويات الدين الحكومى وصولاً إلى ضمان استدامته، واستعادة
استقرار الأسعار فى الأسواق المحلية، وخفض معدلات التضخم، مع الاستمرار في الدفع بالإصلاحات الهيكلية
العميقة لتعزيز النمو الاقتصادي الذي يقوده القطاع الخاص، بما يسهم فى زيادة تنافسية الاقتصاد المصرى وخلق
فرص العمل.لتحقيق هدف مصر القومى بالوصول إلى 145 مليار دولار صادرات مصر بحلول عام 2030.
كاتب المقال رئيس المنتدى
الإستراتيجى للتنمية والسلام
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.