كتب- مصطفى ياسين:
كما أن لشهر رمضان أجواء مصرية خالصة، فإن لأهل أسوان عاداتهم وتقاليدهم الخاصة والتى تميُّزهم، ومن أبرزها الترابط الأسري والاجتماعي فيما بينهم بشكل كبير لم يتأثّر كثيرا بالتغيّرات الثقافية الوافِدة، فمازال الغالبية منهم لا يعرفون الإفطار إلا أمام الدوَّار، خاصة ساكنى القُرى والمُدن الواقعة على الطُرق السريعة والعمومية، أو حتّى البعيدة، حرصا على استضافة المتأخِّرين عن منازلهم، وكذا لمزيد من تقوية علاقات الجِيْرَة وتواصل الأجيال.
يقول على الضبعة- حرس الحدود بالمعاس-: توارثنا هذه العادات أبًا عن جِدِّ، فهى تزيد العلاقات الاجتماعية، وتغرس قيم التعاون والتكافل، لذلك تربّينا على أننا أُسرة واحدة، فلا يستطعِم أحدُنا الإفطار داخل بيته.
يتدخّل محمود عبدالحافظ- إعلامى بقناة طيبة- مؤكّداً أن السِمات الشخصية لغالبية أبناء أسوان متشابهة، لذا يتعاملون كأنهم أُسرة واحدة مهما تباعدت مساكنهم فقلوبهم وأرواحهم متواصلة ومترابطة فى كل مناسباتهم، وبالأخصّ الاجتماعية والدينية ومنها الرمضانية.
يلتقط خيط الحديث حمدى المحفوضى- أوقاف أقليت- مؤكّداً أن رمضان فرصة ذهبية لتقوية العلاقات الاجتماعية في
مواجهة التحديات الاقتصادية والثقافية المصاحِبة لغزو السوشيال ميديا.
أجيال وراء أجيال
والجميل هو احتفاظ الأسوانية بتلك السمات الشخصية في كل مكان ينتقلون إليه، كما يشير محمد عبدالفتاح- رئيس
مجلس إدارة النادي الثقافي الاجتماعي لأبناء أسوان بالقاهرة- إلى حرصهم على تطبيق عاداتهم وتقاليدهم بل
تعليمها للأجيال الناشئة في مجتمعاتهم الجديدة، مضيفا: كما نجعل هذه المناسبات فرصة للترابط مع جذورنا فى
أسوان.
يتّفق معه نصر عمر قِنيده- نائب رئيس النادي- مؤكداً حرص النادى على تجسيد مُحاكاة حقيقية للعادات الأسوانية
من حيث التجمّع والمأكولات والسهرات وتبادل الزيارات.
يضيف جمال طه الجيلانى- رئيس مجلس إدارة جمعية الرغامة البلد، امبابة، جيزة-: نستثمر رمضان فى استعادة
تقوية علاقاتنا الاجتماعية التي تأثّرت بفعل التغيّرات الثقافية والتحديات الاقتصادية والشَبَكة العنكبوتية.
ويشير فرح شريف الجرفى- مسئول اللجنة الإعلامية- إلى تنظيم عدّة فعاليات وأنشطة دينية وثقافية واجتماعية
تساعد فى مزيد من ترابط أبناء أسوان خارج محافظتهم.
وقال أحمد الصول، وأحمد الغريب- مسئولا اللجنة الرياضية-: نظراً لأهمية الرياضة، ولتعلّق الشباب بها، نظَّمنا دورات
رياضية بمشاركة فِرق تمثّل المُدن والقُرى الأسوانية، ولا تقتصر على شهر رمضان فقط، كنوع من التعارف والتقارب