فى مقال سابق بعنوان ” الإمام الطيب.. الاسم والصفة” تحدثت عن أخلاق وصفات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ، والتى لا يختلف عليها اثنان ، ولم لا وهو سليل أسرة عريقة ومحترمة من قلب صعيد مصر وتحديدا من منطقة القرنة غرب الأقصر ويتمتع جميع أفرادها بالأخلاق الحميدة والصفات الحسنى ، لا سيما الشيخ ” محمد الطيب” الشقيق الأكبر لفضيلة الإمام ، والذي له دور كبير فى إنهاء العديد من الخصومات والنزاعات القبلية في محافظات الصعيد .
تذكرت ذلك المقال وأنا أتابع ما يثار حول حلقات برنامج ” أسماء الله الحسنى .. مع الإمام الطيب ” الذى يقدمه الصديق الاعلامى والصحفي المتميز دكتور محمد سعيد محفوظ ، خاصة الحلقة التي تحدث فيها شيخ الأزهر عن خطورة توغل وانتشار المدارس الأجنبية في مصر على حساب التعليم العام أو باللغة العربية إن صح التعبير .. حيث حذر فضيلته من تلك الظاهرة التي انتشرت كثيرا في البلاد خلال الفترة الأخيرة ، مشيرا إلى وجود فئة معينة هدفها قيادة العالم ولذلك يتم تدميره الآن، متحدثا عن انتشار المدارس الأجنبية بشكل كبير ، بل ومخيف !! .
المؤكد أن الإمام الطيب لا يمانع وجود المدارس الأجنبية بشكل نهائي أو في المطلق ، حيث أكد فضيلته أنه فى أيام عباس العقاد كانت هناك المدارس الأجنبية لكن لم تكن بهذا الانتشار الرهيب، بل كان الذي يتعلم بالمدارس الأجنبية يشعر بالإحراج !!
وفي هذا الإطار طالب شيخ الأزهر بضرورة أن يحفظ اولادنا أجزاء من القرآن الكريم، فلها بصمة، فلابد أن نحمي
أطفالنا بهذا النسيج ، موجها رسالة للأمهات و الآباء من أجل غرس أسماء الله الحسنى في نفوس الصغار مناشدا
فى نفس الوقت الآباء والأمهات، خاصة إذا كان لديهم تلاميذ في المراحل الأولى في الدراسة، أن يقللوا قدر الإمكان
من اتصالهم بالأجهزة التي في أيديهم ” المحمول وخلافه”، فهذه الأجهزة فيها سموم مصنوعة صناعة خاصة لهذا
الأمر أو لهذا السن وجذابة لأبعد الحدود، وجذابة للأسف للشباب الكبير ،وبالنسبة للصغار فهي مرض وقتل.
و اختتم شيخ الأزهر حديثه المهم بأنه ممن يؤمنون بالأهداف، أن العالم كله يدمر لتقوده فئة معينة، قائلا من قرأ
يفهم كلامي، وهذه ثمرات أن تكون قبضة العالم في يد فئة بعينها ، ومن هذا المنطلق طالبهم أن يهتموا اهتماما
كبيرا جدا باللغة العربية حتى لو أتوا بمدرس خاص، لأن اللغة هي الشخصية، فدمرت اللغة نتيجة المدارس الأجنبية
التي أصبحت “موضة ” .. على حد تعبيره .. مشيرا إلى أن أولاد الطبقة المتوسطة والعليا جميعهم ليسوا في
المدارس الحكومية، وللأسف نسلمهم لقمة سائغة لمن يعبث بمشاعرهم وأفكارهم وولائهم لهذا الوطن !! .