الدكتور محمود فوزى بدوى يكتب : أمك .. هل تجد لها في الحب سميا ؟!

الدكتور محمود فوزي بدوي
من روعات الاله الرحمن الرحيم ، الذي خلق عباده وأمكن لهم من أنفسهم ولأنفسهم ، عطايا للخير ، بها جمال أحوالهم ومبلغ الرضا في دنياهم ، أن وهب لهم على رأس هذه العطايا والمنح الكريمة الجزيلة ، قلبا وروحا ونفسا ، تحبه …، وليس الحب فقط ، هو ما تمتاز به هذه العطية ، بل ان لها في أصل وجود الانسان ، كل الرحمة والرعاية والاحتضان….،
فمنذ أن تشكل الانسان في رحمها ، وصار بروعتها وألمها وصبرها طفلا ترعاه بالحب
والحنان و تمنحه بالإرواء لبنا سائغا كريما طاهرا من روحها، وليصنع على عينها كمالا وفتوة
وشبابا وجمالا ، من المنح والايثار والاهتمام والتفضيل والسهر والنصب ، والدعاء والأمن
والسكينة والشكر ، وتمني الجمال وزواله عن نفسها أو صحتها ، ليتمتع الانسان بكل معاني السعادة والصحة والفتوة
والانتصار ، وليكون برحمتها ودعائها أكرم الخلق واطيبهم …
والله إنها لتتمنى من الله أن يكون ابنها هو سيد أبناء العالم ، وهي من تحبه الحب الحق ، فلا حب الا منها ، ولا
تفضيل أكرم من تفضيلها ، ولا زكاة أو رحمة الا منها ، فابنها قلبها الذي ينبض ، وروحها التي تبث فيها الحياة ، وعقلها
الذي تبصر به ، ونور عينها الذي ترى به كل خلق الله ، هو صحتها ، هو أمنها ، هو رجاؤها ، هو فلذة كبدها التي
تمشي على الارض ، هو مستقرها ، هو أملها في دنيا الله ، هو الوجود الذي يمنحها في كل لحظة السعادة ..
يا الله لقد رعت بالحب واجملت بالحب ، وضحت بالحب وأخلصت بالحب ، وسهرت بالحب ، واعطت بالحب ، ومنحت
بالحب ، ودعت بالحب ، ورجت بالحب ، ومازالت بالحب تعطي من زهرها ونهرها العزب الفياض الفضفاض …
إنها أمك … أمي … أمنا … ، إنها رحمة الله في دنياه ، وهي الجمال من عطاياه ، ووالله لو أنفقنا ما في الارض
لرضاها ما وفيناها ، ولو اعطينا كل عزيز في حبها ورعايتها ما قابلنا رحمتها وروعتها ، ولو ابتهلنا الى الله ما قدرناها ولو
جزء من حقها علينا …
اللهم يا رحمن يا كريم ، بحق ما وهبتها لنا رحما وقلبا وحنانا وعطفا ، ونورا ، ارزقنا أن نبرها وأن نحسن اليها ، وان
نرعاها ، ونخفض لها جناح الذل من الرحمة ، وان نقدم لها ما يرضيك عنا ، في حياتها وبعد الممات ، فهي والله لا
تحتاج منا بل نحن من يحتاج ببرها ، رضاك وعفوك المستديم ..
اللهم أكرم أمهاتنا وأمهات المسلمين أجمعين ، وارض عنا برحماتك يا أرحم الراحمين ..هي أمك ، فهل تجد لها يا
انسان ، في الحب سميا ؟
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.