المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : الشرق لن يُفرِط فيما إكتسب ، والغرب مُتَورِط بما كذب وسلب ..

المستشار عبد العزيز مكي

الدوائر الإنتخابية تغلق أبوابها بعد ثلاثة أيام تمت خلالها مجريات الإنتخابات الرئاسية الروسية بالطرق العادية وعبر عمليات التصويت الإليكترونية لكتلة تصويتية قوامها مائة مليون وإثنى عشر مليون صوت لتجاوز نسبة المشاركة الثلاثة وسبعين في المائة من إجمالي الأصوات

ليفوز الرئيس فلاديمير بوتين بولاية رئاسية جديدة لست سنوات قادمة بحسب المؤشرات الأولية بأكثر من نسبة سبعة وثمانين في المائة على منافسيه الثلاثة رئيس الحزب الشيوعي ، ورئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي ، ورئيس حزب الناس الجدد وذلك بُعيد إغلاق مراكز التصويت والبدء في الفرز ..

حيث جرت العملية خلال أيامها الثلاثة بكل ثلاثة لم يعكر صفوها إلا بُعيض الإحتجاجات

الداخلية هنا وهناك ، ومئات الآلاف من الهجمات الإلكترونية السيبرانية على منظومة الإنتخابات والتي تبين أن

مصدرها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا ، وعشرات الطائرات المُسيرة الأوكرانية التي جابت الأجواء

الروسية والمناطق الجديدة المُنضمة لروسيا والتي تم التصدي لها وإسقاطها من جانب الدفاعات الجوية الروسية

وكذا عشرات الإرهابيين الذين حاولوا التسلل للأراضي الروسية عبر مدينة بيلجورود جنوب غرب روسيا والواقعة على

الحدود الروسية الأوكرانية وقد تم القضاء عليهم ، كل ذلك بغية إرهاب المواطن الروسي في محاولة يائسة لعرقلة

الإنتخابات

المواطن الروسي المُدرك جيدا لحجم الأخطار والمؤامرات الغربية المُحدقة بوطنه ، المواطن الروسي

العاشق لقياداته القوية النابهة الجريئة التي تضع الوطن في قلبها وعقلها وعينها وفوق رأسها وتعبر الشدائد وتتقدم

في كل المجالات ،

وجُل الغرب المُغَرِر يناصبها العداء بغير داع ولا مبرر سوى أنها قوية لا تستكين ولا تخضع لهيمنة ولا لطغيان الولايات

المتحدة الأمريكية الطاغية الباغية ، ولا ترتضي لنفسها ما إرتضته لنفسها أوروبا العجوز من تبعية وهوان وتخبط وتورط

في متاهات الغدر والأزمات التي لم يكن لها أية ضرورة لو أنها حزمت قراراها ونأت بنفسها وملكت إرادتها وإستقلت

برأيها ، ولا ريب في أنها ستُضحِي في النهاية الضحية وكبش الفداء

المواطن الروسي الذي رأى بعينيه وسمع بأذنيه ساسة الغرب دعاة الحرب و آلتهم الإعلامية الكاذبة يحرضون على

قتله ويسرقون أمواله ويحاربونه في لقمة عيشه ويتآمرون على وطنه بأكثر من ستة عشر ألف عقوبة في أعنف حرب

إقتصادية ضد وطنه ويشككون في إنتمائه لوطنه وفي ولائه لقيادته المخلصة ويتهمونه كذبا بالتخاذل والهروب من أداء

واجبه تجاه جيشه في الحرب الوجودية المفروضة على وطنه فرضا ،

حتى في الإنتخابات الرئاسية الآنية والتي يراقبها الآلاف والآلاف من المراقبين الدوليين من مئةٍ وستة دولة ومنهم

حفيد شارل ديجول ، وشهدوا لها بحيادية تامة بأنها قد تمت بكل شفافية ونزاهة ، لتنعي عليها بعض محطاتهم

الفضائية بأن عملية التصويت فيها كانت إلزامية إجبارية كعملية التجنيد !!

حرب عسكرية ضروس تواجه فيها روسيا جُل الغرب بحلفه الناتو وإتحاده الأوروبي وحرب إقتصادية تغوص في الأمعاء

وحرب سياسية ودبلوماسية وإعلامية في كل الجبهات على كل الروس وروسيا القوية تتقدم على كل الأصعدة

وتتكامل وتصطف وتنتصر ولم تبرح المعركة حتى في خضم العملية الإنتخابية ، وفي ظل كل هذا فلماذا لا تلتف

الغالبية الساحقة وزيادة حول القيادة ؟

والمظاهرات في عواصم الغرب تموج تندد بالحكام السوالب هناك وتطالب بالخروج من حلف شمال الأطلسي الناتو

ومن الإتحاد الأوروبي وتغالب الأزمات والتضخم والخوف من المستقبل المحفوف بالأخطار والصَغَار والعار الذي يلُف

حكامهم جراء المشاركة في الإبادة الجماعية للأبرياء العُزَل في غزة وإهدار أموال الشعوب في أوكرانيا دون أي طائل

وفضح أكاذيبهم

وخبيث الأطماع والحديث الكبيس منزوع الثقة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية والعدالة الإنسانية والمساواة

وإحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية ، وفي الأروقة والمكاتب المغلقة حديث وقح ، ليتضح أمام

الشعوب بكل اليقين أن كل ذلك لم يكن إلا خداع وهراء ليروا حكامهم والحال غارقين متورطين في أوحال غزة وأوكرانيا

والصهيونية المجرمة الفانية وشرق الدنيا قادم والجنوب يستعد ،

فهلا تغيرت الفكرة والنظرة والأهواء وكل الحسابات بالتمام تحررت بجدٍ والدروب ؟

والسلام على الأحياء والأموات !!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.