الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : ابن أبويا !!
عندما استشهد والدى محمود عمران يوم ١١ سبتمبر ١٩٦٩ وهو نفس العام الذي استشهد فيه القائد والبطل الفريق أول عبد المنعم رياض رئيس أركان القوات المسلحة في ذلك الوقت ، كنت في بداية عامى الثاني ولذلك لم أعش أو بمعنى أصح لم أشعر بمعاناة و احاسيس فقد الأب في هذه السن الصغيرة ، ولكن شاءت إرادة الله أن أشعر بها وأنا فى عمر الخمسين خلال حضورى ومشاركتى فى الاحتفال الذي تقيمه الشئون المعنوية بالقوات المسلحة سنوياً بمناسبة يوم الشهيد وتحديداً في التاسع من مارس كل عام وهو اليوم الذي استشهد فيه البطل عبد المنعم رياض .
ولا أخفيكم سرا إذا قلت إنه في هذا اليوم تتباين المشاعر والأحاسيس داخلي ، بل وداخل كل من يحضر الاحتفالية، وفي القلب منهم الرئيس عبد الفتاح السيسى نظراً للقصص والمشاهد المثيرة والمؤثرة فى نفس الوقت لتضحيات أبطالنا من الشهداء والجرحى في الجيش والشرطة وكذلك المدنيون سواء في مواجهة العدو الصهيوني أو حتى خلال التصدى لإرهاب أهل الشر وأعوانهم فى الداخل والخارج طوال السنوات العشر الماضية.
نعم تتباين المشاعر والأحاسيس بين السعادة بما حققه الابطال من انتصارات أنقذت البلاد والعباد مما كان يحاك ضدهم ، وبين الألم و الحزن على أسر هؤلاء الأبطال ونحن نرى دموع الفراق تملأ عيونهم ، خاصة الأطفال الصغار
الذين فقدوا والدهم ، بل ومنهم من لم ير والده الذي تركه جنينا فى بطن أمه.
نعم يتكرر هذا المشهد وتلك الاحاسيس والمشاعر سنوياً ، ولكن هذا العام كان أشد قسوة وألما خاصة بعد الكلمات
التى ألقتها زوجة الشهيد البطل العقيد حازم إبراهيم حول مشاعرها الحزينة وهى ترى ابنهما الصغير آدم وهو يذهب
إلى المسجد وحيدا وهو ما جعلها تطلب من زملاء زوجها أن يأتوا ليكونوا بجانب ادم و يحكوا له قصة بطولة والده ،
وكانت المفاجأة السارة لها و لآدم أن يكون زوجها البطل ضمن المكرمين في يوم الشهيد هذا العام و يشاهد الملايين
ما فعله ، وهو ما اعتبرته افضل واجمل هدية لابنها آدم و شقيقتيه .
هناك قصة أخرى أثارت انتباه بل انبهار الجميع خلال الاحتفال ، والتى تخص رقيب اول أحمد حسنى الذى أصيب وهو
يدافع عن الوطن من الارهاب فى سيناء سنة ٢٠١٦ و كان خاطبا فتاة جميلة وبعد إصابته ببتر فى القدمين وعجز
فى احد الذراعين اعتذر لها ان يكمل معاها مشروع الزواج ، لكن الفتاة المصرية الأصيلة رفضت و أصرت تكمل معاه
المشوار وقالت له اصابتك شرف ولن اتخلى عنك ، وهو ما جعل الرئيس السيسى يطلب منها تنزل وتقف جنب البطل
لتتلقى التحية من الجميع مع زوجها البطل وقد عوضهما ربهما بالخير ورزقهما الذرية الصالحة الجميلة .
أخيراً وليس آخرا قصص البطولات التي قدمها أبطالنا فى الجيش والشرطة وكذلك المدنيون في سبيل حماية الوطن
تحتاج إلى عشرات المقالات والصفحات ، ولن ابالغ إذا قلت والمجلدات لكى نرصد ونوثق ما قدمه هؤلاء الأبطال
وكذلك أسرهم وذووهم ، فلك أن تتخيل أن هذه السيدة البسيطة التى تطالب بأن يلتحق ابنها بالكلية الحربية أو
كلية الشرطة ليكمل مشوار أخيه الشهيد و يثأر له و لزملائه ، وكذلك الابن الصغير الذي يتمنى أن يمضى الزمن
بسرعة ليكبر و يدخل إحدى الكليات العسكرية لاستكمال مسيرة وسيرة والده الشهيد أو المصاب ، وهذا هو الفارق
بين شعب مصر وغيره من شعوب العالم ، وهو ما ينطبق أيضا على جيشنا الوطني ، ولم لا وهو من نبت هذا الشعب
العظيم وليست مرتزقة مثل الكثير من جيوش الدول الكبرى قبل الصغرى .