عبد الناصر البنا يكتب : الهرم .. المقلوب !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية

مشاهد ” مبكسلة ” .. والصورة عندما تكون مبكسلة فهى صورة غير مكتملة المعالم أو غير واضحة تماما كالأيام التى نعيشها ، ولذلك سوف يكون لنا وقفة مع كثير من تلك الصور التى أثارت جدلا ولغطا شديدا فى المجتمع المصرى طوال الأيام القليلة الماضية .

ولعل الكثير منا قرأوا عن ” مجزرة الطحين ” وهى الحادثة التى وقعت فى شارع الرشيد شمال غزة يوم الخميس 29 فبراير/ شباط ، والتي سُميت بـ “مجزرة الطحين” أو “مجزرة لقمة العيش”، وهى المجزرة التى راح ضحيتها أكثر من 112 قتيلاً و760 جريحاً ، قتلتهم إسرائيل ” بدم بارد” ولاحول ولاقوة إلا بالله ، إنه شعور بالرعب أن تقتل طلبا لـ كسرة خبز تنقذ بها طفلك من الموت !!والله لو قرانا حديث رسول الله ﷺ الذى قال فيه ” من وقف موقفا يضرب فيه رجل ظلما ، فإن اللعنة تنزل فى من

حضره ولم يدفع عنه ” .. الرسول ﷺ لايرضى بالظلم فى حق ” رجل ” كافرا كان أم مسلما ، فما بالك بأهل غزةالذين يبادون يوميا ، والحمد لله أننا نحن والعرب ” جميعا ” نتفرج على مايحدث فى غزة من جرائم حرب وإبادةجماعية بحكم محكمة العدل الدولية ، ونحن لاحول لنا ولاقوة ، ولم يتحرك لنا ولا فينا ساكنا ، حتى على الأطفالالذين يتضورون بل ويموتون جوعا .

يقول محمد بن إدريس الشافعى ” تموت الأسد في الغابات جوعاً . ولحم الضأن تأكله الكلاب ، وذو جهل قد ينام على حرير . وذو علم مفارشه التراب ” !!

أنتقل إلى مشهد آخر وقد طالعتنا وسائل الاعلام بحادثة لاتقل بشاعة عن ذى قبل من حوادث ” أركاديا ـ ومدينتى ـونادى هليوبولس ـ وموت إبنه الفنانه ليلى غفران .. وغيرها ” من ما يطلق عليها جرائم ” أولاد الذوات ” والمتهمة فى القضية هذه المرة كما أوهمت المسئولين فى جامعة العريش أنها إبنه أحد الأكابر وإتضح أن والدها أمين شرطة رقى إلى رتبة الـ ” رائد” ، القضية قيد التحقيق فى يد النيابة العامة ولا داعى لإستباق الأحداث فيها ، بعد أن أمرت النيابة العامة بإستخراج جثمان طالبة العريش ” نيرة الزغبى ” للوقوف على أسباب الوفاة وما أن كانت هناك شبهة جنائية أم لا فى وفاتها .

ملابسات هذه القضية تلقى الضوء على معيار القيم والأخلاق فى المجتمع المصرى ، ولماذا إنقلبت هذه القيم رأسا على عقب . ؟ سؤال يجب على أساتذة الإجتماع دراسته بتأنى وإلقاء الضوء عليه ، ما الذى حدث للمجتمع من شروخ ؟ وما الذى أدى إلى تفكك وتهلهل الأسر المصرية ؟ ،

على طول التاريخ كانت هناك فترات رخاء وشدة ، ولكن أبدا لم نسمع عن تدنى الأخلاق بهذه الصورة ، بالقدر الذى

لم يعد هناك قدوة ، وقد كثرت الرشاوى والمحسوبيات فى المجتمع وتفشت جرائم السرقة والنصب وخيانة الأمانة ..

إلخ . وحسبنا الله ونعم الوكيل .

وفجأة وبدون مقدمات هبطت علينا صفقة ” رأس الحكمة : ذهب ، ياقوت ، مرجان .. أحمدك يارب . وقل “شراكة ” ولا

تقل ” بيع أصول ” وحفظوهالنا فى وسائل الاعلام ، المشروع الاستثمارى الأكبر فى تاريخ مصر ، وهات يا طبل وزيطة

وزمبليطة .

فكرتنى بالمحامى خالد أبو بكر أول ماعرفته قبل أن يصبح نجم فضائيات عندما طل علينا على رأس لجنة إستراد

أموال حسنى مبارك ” المهربة ” للخارج ، وخلوا كل واحد من الشعب المصرى مسك له آلة حاسبة علشان يعرف

نصيبه كام من الصفقة .. وتوتا توتا حلوة ولا ملتوتة !!

إتكلموا عن الصفقة وعن التدفقات النقدية ” الكبيرة ” المتوقعة ( 35 مليار مقدم ـ مصر لها ٣٥ % من أرباح المشروع _

150 مليار خلال فترة المشروع ـ ضخ أكثر من 200 مليار دولار .. إلخ ) والأشيا معدن وكل شىء حلو وحسينا أن بكره

السما ح تمطر دولارات ” أوعى وشك ” أكيد كنا محتاجين الشارع يهدى شويه . بس مش كده بالراحة .. بالراحة

أحسن الناس تموت م التخمة إللى هتحلم بيها . ولا إيه يا موسى ويا ديهى وياعم باز كله بالأصول برضه ،

أصل كان فى دكتور بس يبدو أنه مش شاطر قام عمل عملية لواحد عيان ، ولما خلص من العملية قابل أهل المريض

قال لهم ” والله العظيم العملية نجحت 100% بس العيان من الفرحة مات ” !!

لازم نصبر شويه حتى على الأقل علشان نحس بطعم الصفقة وحلاوتها ماينفعش يا إخوانا الستات تزغرد فى الكفور

والنجوع علشان الدفعة الأولى من الصفقة وصلت ، عيب إحنا دولة كبيرة ، ماينفعش نظهر كأننا مادين إيدينا قدام

مقام السيدة زينب أو سيدنا الحسين منتظرين ” الإمارات ” تحن علينا . منظر مش حلو ، علشان إحنا كبار ، وأكبر من

كده بكتير .. ولا إيه ؟ !!

وبالعقل كده بدون انفعال أو تشنج خلونا نشوف الطرف التانى من الصفقة” شركة ابوظبى التنموية القابضة ” كيف

عالجت هذا الموضوع بحكمه شديدة وعقلاتية فى وسائل إعلام الامارات وفى تصريحات المسئولين للقنوات المحلية

والعالمية ؛ كان لديهم الكثير من العقلانية وجانبهم الصواب ؛ بعيدا عن القعقعة والمبالغة الرهيبة التى قابل بها

إعلامنا الصفقة بالقدر الذى اخرجنا عن وقارنا !!

وهوب قبل الفرحة ما تكمل إتخبطنا على حين غفلة وبعيدا عن ليلة الخميس وعن الصب فى المصلحة بقرار المركزى

” تحرير سعر صرف الجنية مقابل الدولار ” ورجعت ريما لعادتها القديمة ، لجان إخوان الشياطين فى الداخل والخارج

تشكك ، ورجال السياسة والإقتصاد يحلفوا بشرف أمهم أنها فى صالح البلد ؛

وان ليها إيجابيات وتعالى أقولك ( استقرار للأسعار ـ نهاية أزمة الدولار ـ ضرب السوق الموازية فى مقتل ـ تقليل

التضخم ـ تعزيز تحويلات المصريين فى الخارج ـ تعزيز الإنتاج وزيادة الصادرات ـ خلق فرص عمل مباشرة وغير ـ تعزيز

الاستثمار الوطنى ـ جذب إستثمارات أجنبية مباشرة وغير ـ تعزيز السياحة .. إلخ ) كل دا والمواطن الكادح الغلبان

فاتح بقه علشان مش فاهم حاجه ، وكل إللى مزعله أنهم ما قالوش المرة دى أنه ” صب فى المصلحة ” .. ليه ؟

ياعم إهدى شويه الخير جاى والله يقولك : أنا أعرف أنه جه لما تقولى الفرخة بقت بكام ، تقوله : يعنى أنت كل همك

على الأكل ؟ يقولك : أيوه .. إحيينى إنهاردة وموتنى بكره .

وعلى الناصية كده واحد ” لئيم ” عامل زى إللى لابد فى الدرة . قال : أنا مش مهم عندى كل دا ، إن شالله حتى

ناكلها بدقه وبلدنا توقف على رجليها ، المهم الفلوس الجايه هنصرفها فين ؟ وهو دا مربط الفرس ، ولا هترجع ريما

لعادتها القديمة ؟ .. أنا بصراحه قلت له ؛ الله أعلم !!

كل سنه وانتو طيبين ورمضان كريم وما تنسوش تترحموا على شهدائنا بمناسبة ” يوم الشهيد ” ونقرأ الفاتحة على

أرواحهم الطاهرة ، علشان لولاهم ماكنش لنا وجود دلوقتى ،

وإن شاء الله ربنا فرجه قريب ، ومصر محفوظة فى كتاب الله ، والرسول ﷺ يقول : هذا حبل الله ، من استمسك به

نجا واعتصم في دنياه ، ولم يضل في آخرته ، دمتم فى أمان الله .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.