مثلما فعلت ألمانيا النازية وسلفها .. فإن الجيش الصهيوني الخرِب لم يترك جريمة وحشية في حق الشعب الفلسطيني إلا وإقترفها بمنتهى القذارة والدونية الأخلاقية اللاإنسانية
فهو على الأرض لم يحقق أي إنتصار يُذكر اللهم إلا التدمير الشامل والممنهج لكل المنشآت وللجامعات والمدارس وللمستشفيات وللمعالم الأثرية وللمراكز الثقافية وللمساجد والكنائس وللأبنية السكنية ولكل ركائز البنية التحتية ، ليخلف حالة من الدمار ليس لها مثيل من قبل ، بقدر ما أنفق في سبيل أن يحقق ذلك من مليارات وإستهلك من آليات ومعدات وذخائر غبية محظورة وغازات سامة بآلاف الأطنان وخسِر .. فهل في هذا أي إنتصار قد تحقق ؟
وقتل المواطنين المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ بعشرات الآلاف وحتى الزوار ، وتشريد مئات الآلاف دون مأوى أو مأكل أو دواء ، وتجريد الآلاف من ملابسهم والتمثيل الوقح بهم بكل الخِسة والإستقواء والتسلي بقتلهم ليلا أو في وضح النهار وفيهم الصغار وكبار السن ومنهم من تجاوزوا الثمانين في الأعمار .. فهل هذا إنتصار ؟!
والقتل المُتعمَد لأساتذة الجامعات وعائلاتهم بالعدد المحدد سلفا وكذا معلمين ومعلمات المدارس ورياض الأطفال وكل المتخصصين المتميزين في سائر الأعمال ، حتى الفرق الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر وأطباء بلا حدود على إختلاف فئاتهم لم تسلَم من التنكيل ولا الإعتقال والقتل دون سابق إنذار
وقتل الصحفيين والمراسلين لمجرد أنهم بحكم عملهم ينقلون الواقع على الأرض بالصوت والصورة دون أي تجاوز ..
مخافة أن يلاحقهم العار في كل المعمورة إن هي رأت ما يفعلون من مجاذر وحشية ودمار وبئس القرار ، وينكرون ذلك ويبررون لذلك بأنهم في حالة دفاع عن النفس ، فهل للمحتل مغتصب الديار الذي يمارس القتل والغصب منذ عقود خلَت ، الحق في الدفاع عن النفس ؟ .. وهل في ذلك ثمة إنتصار ؟
وهل في إخفاقهم الذريع رغم كل جرائمهم الشنعاء المُشينة في تحرير أي رهينة من المحتجزين لدى فصائل المقاومة وكلما هموُا ليحرروهم قتلوهم ومن إستغاثوا بهم من جنودهم المُحتجزين كذلك قتلوهم ، حتى قتلوا منهم سبعين ، وما نسجوه من أكاذيب وأهازيج وأساطير حول تحرير رهينتين في مبنى سكني بقلب مدينة رفح في الثاني عشر من فبراير الماضي بعملية خاصة إشترك فيها الجيش بالدبابات والجنود والدعم الجوي الإستخباراتي والقتالي وجهاز الأمن الشاباك والشرطة ، فقتلوا مائة شهيد من أهل رفح في ساعة وحرروا الرهينتين ،، فرناندوا سيمون ،، ستين عاما ،ولويس هار سبعين عاما ،، واللذين كانا آنذاك بصحة جيدة لم يصيبهم أذى جراء الإحتجاز ..
وللمقاومة رواية أخرى عن الحادث مؤداها بأن الرهينتين لم يكونا في قبضة المقاومة وإن هيا إلا فرية إبتدعوها من وحي خيالهم المريض البغيض الموغل في الفشل ، حيث الرهينتين لم يكونا في قبضة المقاومة .. بل كانا لدىَ أسرة مدنية كريمة في منزلها إستضافتهم وأكرمتهم ، كسائر الناس هناك ..
وهل في تفننهم المريع وبغِيِ طيشهم في تجويع أكثر من مليوني إنسان وتعطيشهم المميت ، ومن ينسى مجزرة دوار الكويت في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة في الخامس والعشرين من يناير الماضي ومجزرة دوار النابلسي بالقرب من شارع هارون الرشيد جنوبي غرب مدينة غزة في التاسع والعشرين من شهر فبراير شباط الماضي وقتل المئات وجرح المئات ممن كانوا ينتظرون الطحين في معارك الأفواه الجائعة والأمعاء الفارغة .. فيا للعار والضَغَار على جيش الفجار .. فهل هذا إنتصار ؟
وأيا ما يكون الأمر والذي إن دلًَ فإنما يدل على الإفلاس والفشل الهالك وأما الكذب وهم أهله الأشرار على طول الزمان .. فأي إنتصار في أيديهم حتى الآن بينما دخلت مأساة الحرب وآلامها النواعي يومها المائة والخمسين مع تداعي كل الأسباب لذلك وهلاك النتائج
فهب أنهم قتلوا من المقاتلين عشرة آلاف وفي العدد بعض ريب ، من خمسين ألف أو حتى من أربعين ألف وقتلت
منهم المقاومة الباسلة مثل العدد وجرحت أكثر ، فمن كسَب السباق ومن خسَر النِزال ، والمقاومة تتكاثر بين عشية
وضحاها ولا تنتهي والأنفاق فاعلة لا تزال
وجيش القُنب المخدر والكحول والإضطرابات النفسية وترك العشرات للخدمة في الميدان والإستقالات بالجملة من
مركز معلومات الجيش ومن مكتب المتحدث العسكري المُعاق المبتسرالمحتال دانيال هجاري ، والمجندات الثوائب
بأدوارهن الدواخل المذهلة وأسرارهن الهائلة والرذيلة ، منذ عهد موشي ديان ، يتهالك ويتناثر وسيندثر ، والإقتصاد
ينهار والرأي العام في الداخل هناك شيئا فشيئا يغضب يوشك أن ينفجِر وكل ذلك ليبقى السفاح النازي الأشر
المهزوم في المنصب من قبل أن يُلقىَ به في المزبلة
والتهديد بإجتياح رفح لإطالة أمد الصراع الدموي ليستمر لأجل غير معلوم والمزيد والمزيد من القتل والدمار المُنتظَر
فأي إنتصار بعد ذلك يُنتظَر ؟!
وأحرار العالم أعدوا عدتهم وقد سبروا أغوار قادتهم المجرمين والذين تداعوا على تل أبيب كالذباب منذ أول وهلة
للدعم المطلق بالمال والسلاح والرجال ليمرغوا أيديهم في قصعة الدم والنباح بأنشودة الخراب الصاعقة كمجرمي
حرب وتجار دم ، وخرق كل الأعراف الدبلوماسية الدولية في عدم وجوب الزيارة لبلد في حالة حرب والمهزلة ، فلابد
من أن تلقوا بهم كلهم بعد أن تكشفت عوارتهم المخزية إلى ذات المزبلة إلى غير ذي رجعة
وترحموا على الطيار في سلاح الجوالأمريكي ،، آرون بوشنيل ،، صاحب الخمس والعشرين ربيعا الذي حرق نفسه
أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن إعتراضا على الإبادة الجماعية في غزة وتذكروه دوما ولا تنسوه رغم تعتيم
إعلام الشر والإدارة هناك على مماته ، فقادتكم هم من قتلوه
ولا تنسوا أن تُذَكِروُا من عندكم إن يفيق من سباته أو ينَم لا يفيق للأبد بأن من أرسل أكثر من مائتين وخمسين
طائرة مجرمة محملة بالسلاح للكيان الصهيوني الهالك الهش لقتل الأبرياء في فلسطين ولم يزل ، ولولا أسلحتكم
لأضحى ككومات قش عفِن ، فلا حاجة لهم على الإطلاق لإرسال ثلاث طائرات تحمل لهم وجبات غذائية قد تكون
مُحرَمَة … إن كان يظن أي منهم واهما أنه مازال إنسان !!