الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : .. و سيبقى الأثر

عصام عمران
العنوان أعلاه مستوحى من الشعار الذي اتخذته القوات المسلحة للاحتفال بذكرى يوم الشهيد هذا العام ، والذى يوافق التاسع من مارس سنويا ، وهو اليوم الذي استشهد فيه القائد والبطل المصري الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان القوات المسلحة
وذلك وسط جنوده على جبهة القتال ضد الكيان الإسرائيلي إبان حرب الاستنزاف عام ١٩٦٩ ضاربا اروع الأمثلة في الشجاعة والفداء وهو ما جعل مصر تتخذ هذا اليوم عيدا للاحتفاء بشهدائنا الأبرار و تخليد ذكراهم و ما قدموه للوطن من تضحيات وبطولات ليكونوا قدوة ومثالا يحتذى للأجيال الجديدة.
و حسنا فعل المسؤولون بالدولة المصرية وتحديدا القوات المسلحة باختيار ” .. ويبقى الاثر” شعارا لاحتفالية يوم الشهيد هذا العام لأنه بحق يعبر عما يجيش في خاطر كل مصري شريف محب لوطنه مقدر لتضحيات أبطالنا فى الجيش
وكذلك الشرطة الذين قدموا الكثير والكثير للحفاظ على وحدة الوطن وسلامة أرضه وصون عرض أبنائه طوال ٧٥ عاما وتحديدا منذ عام ٤٨ أو ما يسمى بعام النكبة الفلسطينية وما أعقب ذلك من معارك وحروب كانت مصر بجيشها وشعبها حاضرين بقوة فيها جميعا ،
لا سيما حرب اكتوبر المجيدة التي كسرت شوكة العدو الصهيوني المتغطرس وقضت على أكذوبة الجيش الذي لا يقهر ، وكانت النتيجة و الأثر الذي سيظل باقياً دائما و أبدا هو تحرير الأرض المصرية كاملة واستعادة سيناء الغالية ،
وكنا قاب قوسين أو أدنى من تحرير كل الأراضي العربية المحتلة في سوريا وفلسطين لولا رفض البعض للخطوة
التاريخية التى اتخذها الرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام بشأن استعادة الأرض المحتلة بالتفاوض
والطرق السلمية بعد الانتصار العسكرى .
ورغم مرور أكثر من خمسين عاما على نصر اكتوبر المجيد ، إلا أن تضحيات أبطالنا فى الجيش والشرطة مازالت
مستمرة من أجل حماية الوطن والمواطن وإن اختلف الأعداء وتغيرت وسائل وأساليب القتال والمواجهة ،
خاصة فيما يتعلق بالقضاء على جحافل الإرهاب خلال عقدي الثمانيات والتسعينيات من القرن الماضي وحتى التصدى
للمؤامرة الكبرى التي كانت تستهدف إسقاط الدولة المصرية وتفتيت مؤسساتها الوطنية في أعقاب أحداث ٢٥ يناير
٢٠١١ وما تلاها من مخططات في إطار ما أطلقوا عليه الربيع العربي ، لا سيما بعد وصول جماعة الإخوان الإرهابية
إلى سدة الحكم في البلاد وسعيها إلى طمس الهوية الوطنية ، وكادت أن تنجح فى مخططها الشيطانى ،
ولكن الله سلم وسخر لمصر شعبا عظيماً وجيشا قوياً وشرطة وطنية وقائدا مخلصاً التفوا جميعا حول وطنهم فى
ثورتنا العظيمة في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ التى أنقذت البلاد والعباد مما كان يحاك ضدهم.
ويكفي القول أنه فى سبيل إنقاذ البلاد من هذا المخطط الخبيث قدم أبطالنا فى الجيش والشرطة ، بل والمواطنون
المدنيون الآلاف من الشهداء والجرحى خلال السنوات العشر الماضية حتى تم القضاء على مؤامرة أهل الشر
وأعوانهم فى الداخل والخارج ، خاصة فيما يتعلق بمخطط استقطاع ارض سيناء وعزلها عن الوطن وهو نفس
السيناريو الذي يحاولون إعادته مرة أخرى في أعقاب اندلاع عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي
وجاء الرد المصري حاسماً وحازما رافضاً لأى محاولات تستهدف النيل من السيادة على كامل أراضيها التى ارتوت
بدماء شهدائنا الأبرار على مر الزمان .