المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : قوافل العمر تعود بالفروض والنوافل
قوافل العمر تجوب الكون في الصخب وسط زحام البشر .. وفي السكون تنام في وحشة الوحدة وللوحدة مس ودس وهفو وجفو وسخط بسوافل الفكر وهواجس الشر تسبح في غياهب النفس تصبو في السر بشبح إنتقام ونواقص ، وقد رَبَح من كَبَح وترك ومَلَك فليس على الأرض يحيا مَلَك
وللوحدة هيام وتسام وعلو وشفاعة وقناعة وتوحيد وصلوات وإستغفار ومحاسن الظن وتماس وتوارد أفكار وعيون كواحل وإلتماس أعذار وصفو وعفو جَمَلَك وضمير صحو رغم أصداء أخطاء قد آثرك
ثم لا تلبث القوافل أن تمر عبر المنافذ في الحر الهجير تعبر الحواجز تتجاوز التخوم ثم تمضي تحت المطر الغزير وتصبر
على البرد الزمهرير والحرمان والنَصَب .. والنجوم أوافل والقمر قد نام في أحضان الغيب والخيال براح .. توقد الشمع
وتٌكفكِف الدمع تَعبُر الصعب لا تئن وتُواصِل المسير والتفاصيل طوال الليل شتىَ ، تستنقِذ بعض ذرات الأمان الأسير
ضمن سبايا الرعب والشكِ ، تنزَعُ أقل القليل من نبرات الصوت من بين فَكيِ االسكوت بأناةٍ .. حتى تتبين ألوان
الخيوط
إن الفجر لاح لتٌوَزَعُ الأرزاق ويستيقظ الطير المِلاَح بحلو الغناء والشذىَ وهدايا السماء وأكاليل الضياء تظهَر وهديل
الآمال يقترب على إستحياء .. ويُستأنَف السيرَ دون توقف وإن يتغير المساق .. فهكذا الحياة من هذا وذاك أمل وقنوط
، خوف وأمان ، هجر ولقاء ، غدر ووفاء ، عزيمة وسعي وعمل ونجاح ، وإستسلام وهزيمة محققة ، ثم إقدام ونصر
مؤذر ،لو دام الحال أو تتغير الظروف ..
فسبحان الأحد الباقي الفتَاح المتعال الذي لا يتغير ، من خلق الإنسان بوُتَقَة تَتَسِع لكل مُتغيِر وماء النهر العذب يتجدد
ويتغير يطرد الشوائب وإن يتجمَد يفسَد .. ومهر الصبايا المِلاَح من أيسر الأعمال وما تيسَر ….
متاح رهن الطلب الآن يسر غال ولن يشاد أي أحد كائنا من كان وإن يتشدَد بمُوبِقة إفكٍ أو تنطُع أو كذِب ، إلا غلب
وغَلَب ، فالخير المعروف بالفطرة المأثورة ، إن تألفه يألفك بغير شك ،
فيستَقِر لك الأمر المعلوم بالضرورة ويستمر معك لا ينفَك عنك فتستَقِر وتستَغفِر من دون أي تردد أو إحباط ، فمناط
الإستقرار لزوم الإستغفار بإستمرار والفروض وما تيسر من النوافل
وإلى أن ينتهي مسير القوافل بغير تخيير متى ينتهي وينفذ العمر بغير تأخير ساعة أو تقديم ، وتُسلِم كل التسليم
بأن عملك على وفرته في الصالحات لن يُقلدَك سُترة النجاة ، إلا أن يتغمدك الكريم برحمته