والحقيقة تبدو للبعض بين الحين والحين وسط الظلام معصوبة العينين حافية القدمين تعدو على الألغام ..
وآلة الإعلام المذهلة الممولة بموفور المال تفور بالزَبَد والأجهزة السيادية سيئة السمعة معها لا تستقر لا تقدم خبزا يأكل الناس منه ولا وقودا للإنارة والنقل والتدفئة ولا سِمَادا يعين التربة في الحقول من أن تبور لتعود للإكثار في يوم الحصاد ..
ولا حتى تقدم بالأحرى دواءا لفئة من أسوُدٍ قد هِرمَت وشاخت ونَسيَت وتنَاست من قتلت ومن تقتل ومن ستقتل ولمن سترسل عتادا وسلاحا ليداوم على القتل ليستمر .. وكل الذي على المقتول أن يستسلم لا يقاوم ولا يُحكِم العقل فيمن سلب جم ماله و أغتصب كم أرضه وإستباح نقي عرضه ثم قتله وقتل عياله .. وكبح ذكي العقول في أن تتحرىَ أسباب ما جرىَ والعواقب المدوية للقضية والعدالة والمسئولية حتى وإن تصل للفاعل إن كان مجهول أو معلوم الإدانة لا يهم
فاليد القوية المُتسلطة المنهالة على جُل العالم لا تعرف ضميرا ولا تخشى نذيرا ولا تبالي بعصف الألباب ولا بمدلول الجواب ..وهكذا العالم وحاله منذ زمن سجين في ذات الزنزانة على قسوتها وإتساعها يدفع لها الثمن طائعا ولو كان جائعا
إلا من يرى كل ذلك ويسمع ويأبى إلا أن يكون قويًُ عزيزًَ ، غير مملوك لطاغية ، عصي على الهوان ، حاضرا قادرا ، لا يجذع ولا يهرع ولا ينحرف عن جادة الصواب الصادقة ، ليسدد باهظ الأثمان للمنصر العجوز الخرِف ليشتري صكوك الذل والتبعية ..
فيبدد أمانته ويجرد رعيته ويقذف بها للتهلكة ولا يدفع عنهم الشر الجاهز كدوي الصاعقة .. ويلوذ بالعقل والعدل والحقل والمصنع والمدفع ويُحكِم لجامه في الداخل وفي الساحل وفي الفضاء الشاسع ويبصر أمامه
الحرب الأوكرانية الروسية .. الإرهاصات والإستفزازات والنجاحات والإخفاقات والمآلات ومراكز الدراسات الإستراتيجية .. منذ العام ٢٠١٤ تحديدا في مارس آذار تم عمل إستفتاء شعبي على ضم شبه جزيرة القرم لروسيا وجاءت نتيجة الإستفتاء بالموافقة بنسبة سبعة وتسعين في المائة على ضم شبه الجزيرة لروسيا
وحينذاك تدخل الغرب لإنهاء التوتر بين روسيا وأوكرانيا مع إبقاء الحال على ما هو عليه بمعني أن تفرض روسيا سيادتها على شبه جزيرة القرم .. ومنذ ذلك الحين والغرب يعد العدة للإنقضاض على روسيا لينفث سمومه القديمة
.. وراح في سبيله لتحقيق ذلك يجهز الجيش الأوكراني وينشأ مختبرات الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في أوكرانيا .. وذلك من واقع ما صرحت به السيدة أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية السابقة وكذلك السيد فرانسوا أولاند الرئيس الفرنسي ..
بالإضافة إلى ما قاله داهية السياسة العالمية هنري كيسنجر بأن التوسع الزائد لحلف شمال الأطلسي الناتو على الحدود الروسية وإستقطاب الدول المجاورة للحدود الروسية للإنضمام للحلف ومنهم أوكرانيا بالطبع .. وذلك بهدف حصار روسيا من كل الإتجاهات هو السبب في الحرب الروسية الأوكرانية ..
وروسيا تحاول أن توضح لأوكرانيا حقيقة الوضع والمخطط الشيطاني الغربي الذي يستهدف الزج بأوكرانيا في محاولة للقضاء على روسيا أو على الأقل إنهاك قواتها وإستنزاف مواردها في حرب طويلة وحتى أخر جندي أوكراني وترسل الوفود الدبلوماسية للتفاوض خلال الشهور أكتوبر نوفمبر ديسمبر من العام ٢٠٢١ دون أي جدوى
فالمخطط قد تم وضعه من الغرب للتنفيذ وأقمار التجسس تعمل على أشدها والجواسيس والرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي قد جيئ به لمعترك السياسة غريبا فيها لتنفيذ المخطط حتى دقت طبول الحرب طبولها في الرابع والعشرين من شهر فبراير العام ٢٠٢٢ وحتى الآن ..
لتضحي أوكرانيا وشعبها من مات منه ومن نجىَ أكباش فداء فلا الهجوم المضاد ولا كل عتاد الناتو وخططه ورجاله الشجعان على أرض القتال ولا سلاحه المحظور سيحقق النصر المرتجىَ لا الآن ولا في القريب المنظور اللهم إلا في خيال زيلينسكي …. والآن تصبو نفسه لصفقة سلام الآن !! .. فقط أدركت الآن
وعلى تايوان أن تحذر ذات الكرب اللعين إن هيَ إنساقت خلف مؤمرات الغرب وتمردت على الصين ..
ليس هذا وحسب بل اضف إلى ذلك ما تعرض له إقليم الدونباس بمقاطعتيه دونيستك وليجانسك من قمع وقتل ودمار فاق الوصف من الجيش الأوكراني في الحرب على الإنفصاليين الراغبين في الإنفصال عن أوكرانيا لكون غالبية قاطنيه من أصول روسية عاشوا هناك منذ زمن الإتحاد السوفيتي
حيث كانت أوكرانيا ضمن الدول المُدمَجة في الإتحاد قبل التآمر على تفكيكه وإنهياره في نهاية العام ١٩٩١ والنتيجة
المتحصلة في الواقع من هذه الحرب ورغم أنف الغرب وبمحض إرادة الشعب دونيستك أصبحت جمهورية دونيستك
الشعبية وكذا أصبحت ليجانسك وكذلك خيرسون وزاباروجيا أراضي روسية تتمتع بالحكم الذاتي وإن لم يعترف العالم
بهم .. فغدا ربما تتبدل أحوال العالم وتتصالح المصالح
فهل كان ينتظر الرجل ليشاهد أمنه القومي يُخترق وفضائه الإستراتيجي يُنتهك من دولة كانت جزء لا يتجزأ من
حدوده ويصطبر وقد خبر خيوط اللعبة منذ البدء بعقيدة راسخة بأن بلاده لا تبدأ حربا ولكنها قادرة على أن تنهيها
ورغم كل ذلك وسيل العرم من العقوبات المنهمر على روسيا وتجميد أصولها والتي تربو على الستمائة مليار دولار
في بنوك الغرب وما سيتجد وحظر تصدير النفط الروسي والغاز والحبوب والأسمدة للغرب وتدمير خطي السيل
الشمالي نورد ستريم ١ ، ٢
فالإقتصاد الروسي يحقق أعلى نسبة نمو في أوروبا بتقدمه الملحوظ في قطاع التصنيع العسكري وقطاع البناء
والإنشاء وقطاع الخدمات وزادته العقوبات إصرارا على المزيد والمزيد من النجاح والتقدم
وعلى الجانب الآخر من الأحداث حيث أوروبا التعيسة تتجرع مرارة الكأس وتجتر آلامها فقد تكبدت قرابة التريليون يورو
نتيجة هذه الحرب الخبيثة والنوايا الخبيثة للولايات المتحدة الأمريكية والإبتزاز وفرق سعر النفط الروسي النظيف
رخيص السعر والغاز
وهل أدركت أن روسيا كانت يوما ما أحد أهم الأسباب في إزدهارها وأن التبعية العمياء للولايات المتحدة الأمريكية لا
محالة صيرورة للتهلكة فلم تكن لحرب أوكرانيا أية ضرورة ولا حرب العراق ولا حرب أفغانستان وتشريد الشعب
الأفغاني ولا تمويل الإخوان ولا دمار ليبيا وسوريا ولا صناعة داعش ولا دعم الكيان الصهيوني اللقيط والذي عندما نطق
لسانه عصاني وهجاني وعندما إشتد ساعده رماني
فلاديمير بوتين القيصر الأمير في القصر كل الإحترام دمت مصدر إلهام لمن لا يخشى اللئام الظالمين ويقدر الواجب
ويقدس الأوطان ولا يتردد في رد كيد الكائدين والخائنين للعهد الواجب وينتصر دمت صاحب ضمير حي منتصر تحب
السلام ، دمت إنسان …
فالرب أحد واحد بصير ديان تواب حارس … دمت إنسان صادق …فأنت فارس هُمام وعندنا مثلكم فارس هُمام ..
وأنا معكم كذلك فارس ..فلربما إقترب الوقت ليتبدل القطب الواحد أقطاب وتتأدب الجيوش وتتبدل العروش .. ويلتئم