المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : مَردة الكيان الشيطان .. لا أمن بدون إستيطان

المستشار عبد العزيز مكي

أكثر من إثني عشرا وزيرا من حكومة اليمين المتطرف يتراقصون في ثمالة ومجون وإستهتار مُحتقَر في مؤتمر هائج مائج تحت شعار ،، لا أمن بدون إستيطان ،،
والحلم المسعور بالعودة إلى غزة رقصات الصبور ……
وكان على رأسهم بالطبع الكردي بن جفير وزير الأمن والأوكراني سموتيرتش وزير المالية وسُلة من الحاخامات المهاويس الضالين على رأسهم الحاخام إيتان كاهان ومعهم سُلة من القوميين المسيحيين المتشددين ..
يدعون إلى أن يكون قطاع غزة مستعمرات
إستيطانية لليهود من كل الأنحاء وفق أدبيات صهيونية سافرة وذلك بعد تشريد ما يتبقى من أهلها إلي حيث يُطردُوُن ويدَعُون ضالين مُضللين بأن التوراة قد أمرتهم بهذا للخلاص من الفلسطينين وإقامة دولة إسرائيل التوراتية
أي توراة هذه فتلك التي أنزل الله من قبل أن تحرفون فيها الكلم عن مواضعه ، هدى ونور وهي منكم ومما تعملون براء .. أم أنكم تقصدون التوراة الحالية والتي كتبها كهنة يهود في عهد الملك يوشيا ملك يهوذا في القرن السابع قبل الميلاد ..
كما جاء في كتاب ،، التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها ،، وهو من تأليف عالمان يهوديان الديانة أولهما : أ٠د٠ ،، إسرائيل فنكلشتاين ،، رئيس قسم الآثار بجامعة تل أبيب ،
والثاني هو ،، نيل أشر سيلبرمان ،، المؤرخ الأمريكي المعروف

فهلا قرأتم الكتاب لتعرفوا أن فلسطين منذ قِدَم القِدَم
لم يسكنها إلا اليبوسيون والكنعانيون والفلسطينيون والعرب ولم يكن الإسرائيليون آنذاك إلا قلة قليلة فوضوية منبوذة يعيشون في التلال والمرتفعات

توراة ماذا التوراة المكتوبة أم التوراة الشفوية المفسرة في التلمود وماذا عن الهالاخاه والفتاوى الشرعية بقتل الأبرياء وإغتصاب الأرض والسلب والنهب والحرق
وماذا عن الهالاأغادة والأساطير وخرافات بعض الكهنة الأشقياء والتفسير الحرفي للنصوص والمعاني الباطنية

وأنكم جنس متميز عن كل بني البشر وأنكم شعب الله المُختار .. والحقيقة والواقع على مر التاريخ عكس ذلك
أم توراة التلمود البابلي المُفصل أو التلمود المقدسي أو كما تسمونه تلمود أورشليم المُختَصر وماذا عن التلمود الفلسطيني

أم التوراة الصهيونية لتيودور هرتزل وديفيد بن جوريون والتحريض على إقتراف أبشع الجرائم ولو خالفت صحيح النصوص في كل الكتب السماوية والقيم الجوهرية للإنسانية بأسرها

دمتم شتات في شتات أشلاء شر أحياء وشر أموات تحترفون العنف وتزييف التاريخ وقلب الحقائق ألف مرة في غضون ذات الدقائق

فما معنى لا أمن بدون إستيطان .. هل معناها عندهم
بأنهم لن يعيشوا في أمن وأمان إلا إذا أخذوا ما ليس لهم بحق وسرقوا وسلبوا وقتلوا ونشروا الخوف والفزع

وكبيرهم المدعو نتينياهو في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من العام الماضي في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين يقدم خريطة للشرق الأوسط الجديد تُبين ما أسماه بدولة إسرائيل وتشمل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية مجمل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام ١٩٦٧ .. وعلى ذات الخريطة الدول العربية التي وقعت إتفاقيات سلام أبراهام كالإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب ملونة باللون الأخضر الداكن وأنه على حد قوله سيحقق إختراقا سياسيا
خارقا في التطبيع مع المملكة العربية السعودية سيتم في عهد الرئيس جو بايدن المنزعج من تقارب المملكة مع الصين والتفاهم مع إيران .. والذي قد لا يتحقق لاحقا إلا بشرط المملكة وأولها حل القضية الفلسطينية إن يبقى السفاح الكذوب أو تطيح به الأحداث في غياهب الدروب أو يرحل بايدن أو يبقى غارقا في متاهات الخطوب .. وعلى الرغم من أن قاعة الجلسة قد خلت تقريبا من الحضور إلا أنه قد إصطحب معه جوقة لتصفق له طوال النصف ساعة تقريبا مدة كلمته وكان ذلك قبل طوفان الأقصى بخمسة عشر يوما فقط

ومن قبله خريطة سموتيرتش والتي عرضها في باريس
وفيها كل الأراضي الفلسطينية قاطبة ومعها الأراضي الأردنية وقال يومها لا يوجد على الأرض شيئا إسمه الشعب الفلسطيني إن هي إلا مجرد كلمة تتردد منذ مائة عام فقط ….. ملعونين أينما ثُقِفُوا ……

فماذا يننتَظر من أمثال هؤلاء وساء مثلا وهم في الهوة السحيقة من اللاإنسانية الخريقة والوحشية الطليقة والفجوة شاسعة الإتساع .. فلا الحِلم ولا الإقناع بالمنطق وفرش المتاع في السوق شر البقاع سيجدي معهم نفعا ..
إلا القوة ثم القوة فجينات العبيد المتجزرة في أحشائهم والعروق والفطرة المعوجة ليس لها دواء إلا الإجتثاث …….

وثمن الإنتظار فادح والبارحة خير شارح والتجارب باهظة التكاليف والخسارة الجارحة في الوثوق بهم
مرار ودمار محقق دون أدنى شك

فهل وضحت الصورة لمن يأبى أن يرى الحقيقة من رمدٍ أو أن يعرف طعم الماء من سقمٍ أو أغشىَ السمع من صممٍ والعرق دساس .. أم على قلوبٍ أقفالها قد ران عليها الصدأ وأطبق .. وما سبق طوفان الأقصى من أحداث …….

فمن بدأ ، ومن سيبدأ ، وإن يأتي متأخرا ولو بوسيط خير من ألا يأتي ، ومن هدأ وأعتبر الخطب بسيط ومن سيهدأ ، ومن إستهوته المكالم والمظالم فراح يغط غطيط النائم وليس بنائم ولكنه لا ينفك ينتظر !!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.