الدكتور محمود فوزي بدوي يكتب : تحويل القبلة مدخل للجودة الروحية
الحبيب دائما عند ظن وأمل ورجاء حبيبه ، كان هذا في تلقائية ربانية كريمة باطلاع على قلب عبد أنعم الله عليه بالحب والاصطفاء والرحمة ، فكان سيد ولد آدم جميعهم ، وامام المرسلين ، وخاتم النبيين ، بل زد حبيب الرحمن ، إنه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وتابعيه وسلم تسليما كثيرا ، … أكرمه الله حينما هفى قلبه لقبلة المسجد الحرام ، وأن تكون هي قبلة المسلمين في كافة بقاع الأرض ونواصيها ،
فتم تحويل القبلة ، لتكون موحدا كريما ومناطا تجتمع عنده قلوب المؤمنين ، ويستشعر من على درب المحبين سالك
أنها هدية رب العالمين ، لمن رأى تقلب وجهه في السماء ، فولاه قبلة يرضاها ، إننا رضينا لأن حبيبنا قد رضى ، ولقد
آنس منا الحب دعة ورحمة ، لأن ربنا الله قد رحم الحبيب وأرضى …
يا له من جمال وجلال، أن يكافئ الحبيب حبيبه بما ترتضيه روحه، ويسكن اليه فؤاده، ويقر في الوجود عيونه، وما
أحوجنا أن نحول قبلتنا في اتجاه يحمده الحبيب، وما أحوجنا أن تستقيم مراداتنا وفق هذا التحويل الكريم، لكي تأتي
أفعالنا وتصرفاتنا في اتجاه يحمده لنا الحامدون، ويذكره لنا الذاكرون …
علينا تحويل مساراتنا في اتجاه الرضا والرضوان والاستقامة التي تؤدي الى النور وخير العمل، فربنا الله قد جعل لنا
قبلة يرضاها، ومناطا لا ينبغي أن نجاوزه، أو أن تحيد عنه أفعالنا وتوجهاتنا، أتعلمون ما هذه القبلة انها التسليم بما
أقره فينا ولنا، وما أقدره علينا وقضاه، ثم الحمد على ما أراده الله، ووالله انها لمكرمات وعطايا في قلب الوجود
الايماني ، وفي صدق الأداء الروحي ، وبه صفاؤها ونقاؤها وجمالها ، يقينا بعفو ربها الباري …
اللهم ببركة ليلة النصف من شعبان ، أكشف عنا البلاء ، وارفع الغمة ، وارزقنا رزقا لا يقاربه رزق ، وامنحنا يقينا لا
يكافئه يقين وأمنن علينا منا لا نسأل بعده في قليل أو كثير أبدا …سبحانك الرحمن الكريم القادر المقتدر العليم …
كل عام وأنتم الى الله أقرب وعلى طاعته أدوم ..
كاتب المقال أستاذ أصول التربية ووكيل كلية التربية لشئون
خدمة المجتمع وتنمية البيئة جامعة المنوفية