المستشار عبدالعزيز مكي يكتب :سقطات العُوُد ورقصات القرود !!

المستشار عبد العزيز مكي
إنه طغيان الفيتو إن نسيتوا !!
الولايات المتحدة الأمريكية كالعادة تستخدم حق الإعتراض التوقيفي ،، الفيتو ،، لوقف مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر لمجلس الأمن بطلب الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والإفراج عن كل المحتجزين .. والذي حصل على موافقة ثلاثة عشر عضوا من  أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر الدائمين والمؤقتين ، وإمتناع بريطانيا عن التصويت
معللة لذلك بكلام عجيب مؤاده أن الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة سيطيل أمد النزاع وسيحول دون حل الدولتين وسيعرقل مفاوضات تبادل الرهائن !!
وأنها ستمرر من جانبها مشروع قرار بديل عنه مفاده هدنة مؤقتة يتم خلالها تبادل الرهائن والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وربما تُفضي في المستقبل إلى هدنة أخرى ثم قد تؤول إلى وقف إطلاق النار ، كل ذلك دون تحديد الوقت الذي ستقدم فيه مشروع القرار للعرض على مجلس الأمن ..
إستخفاف بالعقول ليس له حد كالذي يرفض نقل الجريح إلى المستشفى ولزوم الجراحة لإنقاذ حياته ، ومنع سيارة الإسعاف أن تصل ، خشية أن تنتقل إليه عدوى ما أو مخافة أن يقلق راحة الطبيب … ولزاما على العالم السليب أن يمتثل
الجمعية العامة للأمم المتحدة تطلب رأيا إستشاريا قانونيا من محكمة العدل الدولية بخصوص العواقب القانونية الناتجة عن إحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية منذ يونيه حزيران العام ألف وتسعمائة وسبعة وستين لتستمع المحكمة لمرافعات أكثر من خمسين دولة تندد بوحشية الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وسوء الأحوال التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس في ظل الإحتلال طوال هذه المدة …..
لتجيئ كلمة الولايات المتحدة الأمريكية في سياق مختلف كالمعتاد بأنه يجب الأخذ في الإعتبار أمن إسرائيل ، وعدم جواز إنهاء الإحتلال بشكل مفاجئ وأنها جادة في العمل على تنفيذ القرارات الصادرة من مجلس الأمن أرقام ٣٣٨ ، ٢٤٢ … بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره إلى آخره من العبارات المملة المعلبة سابقة التجهيز والتي لا تجد حظها من التنفيذ
ولو أحسنوا النية بمجرد الكلام لأحسنوا العمل ولكن ههيات فأنىًَ لمن ينشر الفساد ليسود كل جنبات الأرض أن يؤدي الحقوق لأصحابها أو ينتصر لمظلوم أو يغرس الورود بين الركام .. والمداد من العتاد والأموال لا مقطوع ولا ممنوع لا منها ولا من أذنابها ..
على حد ما قالته منظمة العفو الدولية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن كنت أخيرا تتحدث منتقدا العدوان
الصهيوني الوحشي على غزة بنبرة حادة فما الذي يمنعك من أن تمتنع عن إرسال السلاح والعتاد للكيان الصهيوني
والكيان الصهيوني المحتل يقاطع الجلسات ويكتفي بإرسال مذكرة مكتوبة إنطوت على أن الكيان إبان إحتلاله
للأراضي الفلسطينية في يونيو حزيران ما يناهز سبعة وخمسين عاما إحتلها من مصر والأردن لكون فلسطين آنذاك
لم تكن دولة ذات سيادة !
منطق لا يصدر إلا عن عقول يقطن فيها الفُجر والعُهر والقهر وفرض شر الأمر الواقع بالقوة والعنف كسابقتها سيدتها
والكل في زمن الغدر سواء هو ذاته المنطق الذي ساقهم لهدم منزل مملوك للناشط الفلسطيني فخري أبو دياب في
القدس الشرقية على بعد ثلاثمائة متر جنوب المسجد الأقصى بحجة أنه بناء بدون ترخيص
وتبين أن المنزل الذي لم يلبث أن تحول لكومات تراب وأدى إلى تشريد أسرة لا يقل عدد أفرادها عن عشرة قد تم
بنائه منذ ثمانية وثلاثين عاما ..
ولا عزاء للضعفاء ، وإن يركنوا للخير وللمواثيق الدولية والقرارات الأممية والإجتماعات والبيانات والشجب والتنديد
والإدانات وأكثر الكثير من الوقت قد فات ومئات الآلاف من الشهداء والركب نراه أسفل البشر نراه يتقدم للوراء
والكيان النشاذ الخليط البزرميط وكل الطواغيت وإن لم تأكلهم أنياب الفرسان الأحرار ذوات الأنساب فسيأكلهم التآكل
الذاتي ولسوف يقتلوا أنفسهم بأيديهم وقد بانت أشراطها ، ببن جفير وسموتيرتش وقرابة النصف مليون مستوطن
شاذ لَم من أشقياء القُرس والعجم دنسوا القدس والأرض
وتقدمهم المذهل بإنعدام الأخلاق وتمام الفُحش والبطش ، في العدة والمُعِدة والفضاء المحتل سيقضي عليهم أو
تسلطهم على الطبيعة بعبث التجارب والإفتراء وعظائم الأمور فربما تثور عليهم الرياح والحرائق والأعاصير والبحار
والأنهار والزلازل والبراكين والأوبئة والسيول وطوفان غير الطوفان وطيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل
لا نملك إلا الدعاء مخ العبادة وقد صدق من قال ،، خير ولد آدم ،، فالدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات
والأرض ، وعدو البلاء ، ينجينا من أعدائنا ويدر أرزاقنا ..
دعاء المؤمنين الصالحين .. اللهم آمين
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.