المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : بهدوء إن صرَحت … تحت الضوء

المستشار عبد العزيز مكي

لا أحد بضرورة الصحة والثبات ، يُنكِر الضرورة الملحة في كل الأوقات ، لوجود معارضة وطنية لأي نظام حاكم مُختَار من أغلبية الوطن ،

شريطة أن تعشق الوطن وتُبصر ما يحيط بالوطن من أخطار وما يُحاك ضده من مؤامرات في السر وفي العلن ، وأن تدلي بدلوها فيما تختص فيه عن حِلم وعن عِلم مُتقدَم وتقدم الحلول البديلة لما يُلم بالوطن من مشكلات وأزمات قد تغُم على من بيده القرار المُحكَم يحمل حملا ثقيلا قد تنوء به الجبال ولابد له من العون من كل أهل الوطن على قلب رجل واحد فالوطن للكل ، معارضة متمرسة متجردة من التنطع والمأرب لا تسعى لكسب مادي أو شهرة أو منصب أو عَمَالة مدفوعة دون تبصرة أو مدفوعة الثمن تُقطًَع أوصال الوطن

فلا أحد كائنا من كان يقدر على أن يصادر على حرية أحد أو أن يجاهر بكراهيته للديمقراطية متى كان من يقول يدرك ما يقول وما يفعل وما سيؤول إليه عمله إن كان لصالح الوطن من عدمه غير مخالفا لحكم الدستور والقانون ويعلم بأن الديقراطية كما شهد نفر من أهلها بأنها كالحذاء له مقاسات متعددة ..

ومن يقول في أكثر الظروف بأنها أَمَرُ الحلول

ومن يمانع آسفا في أن يكون من بين كل ألفين مائة معارض أو حتى مائتان ومن بين الملايين آلاف معارضون أو حتى مئات الآلاف وشتان بين من يعارض وفي يديه برنامجا مدروسا لحل مشكلة ما وبين من يضج بالشكوى من معضلة ما وبين من يتداول الخبر المكذوب عن جهلٍ أو عن عمدٍ بقصد الإضرار بالوطن
ومن يبيت ساخطا على وطنه لسبب معروف أو غير ذلك ويغترف من إناء السخط على الوطن ولا يعترف لوطنه بمعروفٍ قط ولا يجد ما يُنفق منه مُقدَم رغم أنه ينفق جُل وقته يقول ما لا يُقدِم بل يؤخِر ولا يفعل وينتظر المقابل الموصوف بشروطه مقابل أنه يتكلم فقط ويتندم ولو أنه تقدم بالأحرى في الحال لإنجاز عمله المطلوب منه إنجازه فقط كما يجب لتغير الحال للأحسن ، حال المواطن والوطن ، فليس هناك وطن من طائفتين ، طائفة تعطي فقط وتبذل المزيد ، وطائفة أخرى يقتصر كل دورها على أنها تأخذ فقط وتنتظر المزيد لقاء أنها منذ وقت تنتظر الأخذ

فالأقلية القليلة في أي مجتمع ولو تَدَعي بأنها هي فقط وحدها من بين السواد الأعظم من الشعب تملك الوعي والسعي والشجب والصُرعة والمزيد من بأسها تريد أن تقلب حال العباد في أي وطن بسرعة رأس على عقِب وتُطنطِن بشعار الحرية والديقراطية ليل نهار من قبل الماء والغذاء والدواء لتتعيش في هذا المضمار أرضا وتستهزأ بثوابت الجيش والأمن والقضاء ..
وتتناقض على نفسها بأقوالها وفعلها وتتجيش لتفرض على الأغلبية الأعم من الناس رأيها فرضا في مشهد مرعب من؛ ديكتاتورية الأقلية ؛ لتعُم الفوضى والدمار كل أرجاء الوطن .. وإلا تتخيش في ثوب المظلومية والضحية وإن تحاكمهم بالعدل بحكم القانون فلا عدل عندهم إلا ما تهوىَ أنفسهم ..

والسلامة لمن أستوعب الدروس والعِبر وجَدَ وصَبَر ومن يُصِر على أن يُلدَغ من ذات الجُحر كل مرة فهو حُر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.