وفاة المعارض الروسي ؛؛ أليكسي نافالني بمحبسه في مدينة خارب الروسية في القطب الشمالي على بعد حوالي ألفين كيلو متر مربع من العاصمة الروسية موسكو
وللوهلة الأولى وبمجرد إعلان خبر الوفاة ، إنهالت التصريحات المحمومة من السادة القادة في الولايات المتحدة الأمريكية وفي عموم العواصم الأوروبية قبل الإلمام بأي تفاصيل أو إنتظار تقرير الطب الشرعي الذي سيوضح أسباب الوفاة وإتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتحريض على قتله دون أي شك في ذلك
أليكسي نافالني محام وناشط سياسي روسي معارض من أصول أوكرانيه ولد في الرابع من يونيه حزيران
عام ألف وتسعمائة وستة وسبعون درس القانون في جامعة الصداقة بين الشعوب بموسكو ، حصل على منحة دراسية بجامعة ييل بالولايات المتحدة الأمريكية كزميل زائر عُرِف بمعارضته الشديدة لنظام الرئيس بوتين
أسس الجمعية الروسية لمناهضة الفساد مستغلا مدونته على موقع لايف جورنال لحشد المظاهرات المناهضة لنظام الحكم في روسيا بيد أنه لم ينجح في الحشد الشعبي الكبير والذي لم يتجاوز على أكبر تقدير المائة والعشرين ألف معارض
في مايو العام ٢٠١٨ ، أسس حزب روسيا المستقبل المعارض لنظام الحكم هناك ، نعت حزب روسيا المتحدة والذي
يتزعمه الرئيس بوتين بأنه حزب المحتالين واللصوص ، حاول خوض الإنتخابات الرئاسية ضد الرئيس بوتين لكنه لم
يتمكن من ذلك لصدور أحكام قضائية ضده بالإختلاس في قضية شركة كيروف الحكومية للأخشاب ، ترشح للإنتخابات
البلدية في موسكو ولم يحصل إلا على نسبة سبعة وعشرين في المائة من إجمالي الأصوات
إعتبره كثيرون هناك وبحسب الرأي الرسمي وغالبية الرأي العام رجل الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي
في روسيا
في أغسطس عام ٢٠٢٢ تعرض للتسميم وطلبت زوجته بطلب مباشر من الرئيس بوتين أن يصرح له بالسفر إلى
ألمانيا لتلقي العلاج وقد تمت الإستجابة للطلب
في سبتمبر من ذات العام صرحت الحكومة الألمانية بأنه قد تم تسميمه بغاز الأعصاب نوفيتشوك وبادر الإتحاد
الأوروبي بفرض عقوبات على ستة من كبار المسئولين في روسيا متهما إياهم بالوقوف وراء عملية التسميم
في يناير من العام ٢٠٢١ عاد نافالني إلي روسيا بمحض إرادته ولم يلبث أن تمت إدانته في جرائم تطرف وإحتيال
وإهانتة للقضاء ، ليصدر ضده حكما بالسجن لمدة تسعة عشر عاما ، حتى وافته المنية ، تاركا ورائه ثروة باهظة تربو
على النصف مليار دولار محصلة المعارضة
هذا الدوي الهائل لموت المعارض الروسي ربما يثير أكثر من تساؤل حول سرعة ردود الأفعال حيال الحدث والضجة ،
فماذا أحدث قتل ما يناهز الثلاثين ألف في غزة بكل الوحشية نصفهم تقريبا من الأطفال الأبرياء والسبعين ألف جريح
يستعصي عليهم العلاج بفعل العدو الصهيوني النازي والبقية الباقية من السكان العزل الذين يفتك بهم القصف
والجوع والأوبئة
العدو الصهيوني الإرهابي الذي لولا الدعم المطلق بالمال والسلاح من الولايات المتحدة الأمريكية وجل الغرب الحليف
منذ أزمان ، لأضحى كما كان ، كورقة خريف تتقاذفها الرياح في شتى البلدان
فما معني أن يعارض مواطن نظام الحكم في وطنه وينحرف عن المسار ويستقوي على وطنه بقطار ألد الأعداء ،
ليدهس سيادته وينتهك حريته ويفكك لحمته وتسود الفوضى ليفرض عليه الإستعمار المتربص به وصايته تحت وهم
وخديعة الحرية والديقراطية ، ولو أنهم صدقوا ذرة واحدة ، فيما يدًَعُون بالكاد .. لتركوا كل دولة وشأنها وشعبها ، طالما
غالبية الشعب تقبل ذلك أو حتى ترفضه .. سيما في دولة قوية غنية صاحبة قرار ، وعموم الشعب أولىَ بذلك إن أراد
فلاديمير بوتين القيصر المنتصر الساع على الدوام لأن تكون بلده قوية سابقة لا أن تكون كسائر البلدان لقمة سائغة
بين أنياب الوحوش الضارية ،
بوتين الذي ورِث هولا وترِكِة ثقيلة من مخلفات جوربا تشوف .. وبوريس يلسن .. ليرث دولا مفككة توشك على الغرق
في بحور الفوضى ومؤامرات المافيا فينتشلها في الوقت المناسب ويُغضِب كل الأعداء ويذهب ليتخطى الصعب ويعمل
في دأب ليستعيد لبلده مكانتها والحضور الروسي في زمن قياسي
فلاديمير بوتين الذي يمثل صداع في رءوس الغرب وكوابيس كوبيا لا تنتهي تستوجب علاجهم من البوتين فوبيا!
والذي حسب ما يصرحون بأنه سيحاربهم خلال الخمسة أعوام القادمة … أو أن حرائق الغابات والبراري والعواصف
والأعاصير والإحتباس الحراري والبراكين بسبب فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين على أبواب إنتخابات رئاسية يجري الإعداد لها في روية وهدوء لا تضرها الآلة الإعلامية الغربية
المسعورة بزيف الشعارات والصورة فلا السيل المنهمر من الصخب والأعاصير من الإتهامات والإفتراءات والإنحرافات
والمعارك والبذاءات التي تجري بلا هوادة في التأهب للإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية من قبل
الميعاد ، والفارق واضح تماما فسلاما على الحرية والديقراطية في الكتب من قبل الحداد
والحقيقة تكمن في أن أي دولة قوية غنية أو حتى تسعى لذلك سعيا جهيدا في هذا العالم ستواجه بحروب شتى
من الولايات المتحدة الأمريكية وقطعآن التابعين الطائعين والذين إن يفهموا لن يَسلموا همُ من غدرها في وقت ما
محدد حتى تنفرد بالهيمنة الدائمة على العالم ..تحب فقط الضعفاء الأغنياء وتبغض الأقوياء وتزدري الفقراء
والحقيقة المؤكدة لمن قد ينسى أن الروس ساعدونا في حربنا ضد العدو الصهيوني ، والأمريكان حاربونا .. وبريطانيا