من المؤكد عندما تضيق صدورنا نشعر بالجفاء وتصاب نفوسنا بالشروخ المؤلمة وتنطفئ قلوبنا.. كالورود والأشجار في الخريف تتساقط الأوراق وتذبل الورود .
فعندما يغيب عنا عزيز وغالي ينتابنا الملل والسلبيةوالإنكسار والاستسلام وأحيانا الفوضي والعنف النفسي.. كل هذه المعاني التى تؤدي إلى الشرود الفكري والجحود بين الناس وبالتالى تكون النتائج قاسية والصورةقاتمة ولا نسمع غير كلمات الرثاء والحزن على من خرج ولم يعد ولم يتم العثور عليه..
فنتوقف لنسأل من هو الغالي علينا الذي تزلزلت القلوب وتهدمت النفوس وأصيبت الإنسانية تحت إنقاض ذكرياته المجروحة..عرفنا انه غذاء هام للصحة النفسية والعقليةو الروحانية يؤدي للهدوء والاستقرار والترابط والتواصل والثبات بين البشر لانه يحتوي على وجبة كاملة دسمة من فيتامينات الصدق والعطاء والأخلاص والتسامح والصفاء والنقاء والشفافية..
كل هذه المعاني وليدة كبسولة”الحب” للتعافي من الازمات والهموم والمشاكل ‘ وما يدور حولنا من احداث قاسية
فهو الشموع المضيئة للقلوب والمغذية للنفوس والشاحنة للارواح والمنظمة للعلاقات كالخيوط القوية التى تلملم وتجمع المشاعر لتتضافر وتؤدي الي التماسك والتلاحم. ومن الصعب تفككها..
بالفعل سبحان الله على فطرته السمحة التى فطرنا عليها كالثوب الناصع البياض ولكن لم يستمر لونه الأبيض النظيف الجميل بل تغير و أصبح باهت وتاه بين الألوان ولم يتم تحديد لونه او معرفته!!
ومن هنا شعرت أنني لابد احكي ما رأيته وسمعته وأصبح يؤلمني عندما يتحدث الشباب والشابات حتى الأطفال عن أجمل معاني الإنسانية بأستهتار وتهكم واستخفاف وإنكار تام للحب بكل أشكاله وانواعه وعدم الأمان في كل شئ فتاهت المعاني الرقيقة الراقية المطمئنة للنفوس..
فكيف نعالج غياب هذه المشاعر التى تبني الكيان الاجتماعي على أسس سليمة سوية غير قابلة للإنهيار أمام الزلازل والعواصف الحياتية.؟؟
ولماذا نلتزم الصمت والجميع على يقين بأن خطر الجمود النفسي يؤدي إلى كوارث إنسانية صعب ترميمها لأنها ستكون هاشة ومن الأصعب بناءها من جديد إلا في حالة الإيمان التام بأنها مسئولية علينا جميعا وعلي المجتمع؟؟!!
فلابد من تكثيف الجهود لتعميق الافكار وترتيب العقول بآساليب صادقة ومدروسةو تصحيح المعاني التى تشوهت أمامهم وعلاجها بذكاء وصدق لتدق على أبواب قلوبهم نبضات الأمل وومضات لحياة أفضل بثقة وعدم تخوين وخوف والبعد عن القلق الذي أصاب الإنسانية!!!
اخيرا..في ذكرى عيد الحب أتمنى أن نتأكد اننا من إعظم القلوب الطيبة ولا أنكر سعادتي بما التمسه من الناس في الشارع على الرغم من الصعوبات التي نعيشها في ظل الغلاء الزائد ومع ذلك يحدث امامي مواقف كثيرة مبهجة كلها تعاطف ورحمة. و مساندة وتقدير الظروف وكل هذه المشاعر في صمت..
فتمتد الأيادي دون سابق معرفة وتساند من حولها.. بالفعل الشخصية المصرية اصيلة وصلبة وتعبر الصعوبات وتتحمل ولا تيأس.. وحبهم قوي ولكنه صامت ويأخذهم إلى طرق مضيئة ليكونوا على يقين بأن أروع واجمل وأنبل مافي الحياة هو” الحب “الذي يربط بيننا لنواجه ازماتنا بصلابة ونعبر بهمومنا ومشاكلنا الي بر الأمان بسهولة وراحة..
ويسكن قلوبنا لنفرح ونسعد من حولنا بصدق وأخلاص ونتمسك بمبادئه حتى نعطي الدفء الإنساني في علاقاتنا الاجتماعية..
ولابد من مساندة الدراما والأقلام العميقة وكافة المجالات الثقافية لعودة الثقة والتعبير بالحب في موقفنا واحاديثنا العميقة ونحن على يقين تام بما يدور منذ سنوات لهدم البناء الإنساني بكافة المحاولات ومع الأسف مانمر به في هذه الفترة صعب ولكن ما أروع واجمل الشعب المصري بخفة دمه وقدرته على التعايش والصبر..
بصراحة ظروفي جعلتني بين الناس بأختلاف مستوياتهم وسعادتي اني أستنشق رحيق الحياة المعطرة بروعة الترابط والشفافية والجدعنة المزروعةفي القلوب المصرية العطوفة
لذلك… نداء إلى من يهمه الأمر الحب عاد صامتا ولابد الاهتمام بغذاءه لينطق بكلمات تساعد على الشفاءالمجتمعي التام.. الأمل قادم وغدا سيكون أفضل.