مخطئ من يعتقد أن ما بدر من الرئيس الأمريكي بايدن مؤخرا بشأن ادعائه رفض مصر فتح معبر رفح فى أعقاب العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة مجرد زلة لسان أو حتى تخاريف رجل مسن ” ٨٠ سنة ” يعانى من مرض الزهايمر ، فالواقع يقول ان الغرب عموما وامريكا على وجه الخصوص لا يروق لها ما حققته مصر خلال السنوات العشر الأخيرة ، لا سيما فيما يتعلق بإحباط مخطط الشرق الأوسط الجديد وإفشال مؤامرة إسقاط الدولة المصرية مثلما حدث مع الكثير من دول المنطقة العربية فى إطار ما أطلقوا عليه كذبا وبهتانا الربيع العربي.
وكما يقول المثل الشائع أو القول المأثور ” ما أشبه الليلة بالبارحة” فقديما وقفوا أمام مشروع مصر في عهد الملك رمسيس الثاني وتكرر ذلك أيام محمد علي الكبير و على نفس المنوال كان موقفهم من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، وها هم يحاولون تعطيل المشروع المصري الذي بدأ مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم قبل عشر سنوات ، فهم يخشون من قوة مصر وجيشها وكما ذكرت في مقال سابق يريدون تحجيم دورها أو بمعنى أدق لا يريدونها قوية وفي نفس الوقت يرفضون موتها سياسة ” الرجل المريض ” لأنهم يعلمون أهمية تواجدها لإحداث التوازن في المنطقة .
وكما ذكرت ، هذه هي نظرة الغرب الى مصر عبر التاريخ ، ولكنها ازدادت فى عهد الرئيس السيسى بشكل ملحوظ لعدة أسباب لعل فى مقدمتها رفض الرئيس السيسي المحظورات التى كانت مفروضة على مصر لتقويض قوتها وقدرتها وتحجيم نفوذها وتطويعها وحصار استقلالها الوطني
وذلك من خلال الاهتمام بتسليح وقوة الجيش المصري بداية من تحويل القوات الجوية لقوات بعيدة المدى ونفس الشيء في البحرية بحاملات المروحيات والغواصات والفرقاطات العملاقة إضافة إلى تطوير منظومات الصواريخ للقتال التلاحمى والعمل على توطين تكنولوجيا التصنيع مع كل صفقة سلاح والأهم سياسة تنويع مصادر التسليح.
ولم يقتصر المشروع المصري في عهد الرئيس السيسى على تطوير وزيادة القدرات القتالية للجيش المصري فقط وانما تضمن أيضا تنفيذ العديد من المشروعات التنموية والاقتصادية والاستثمارية التى باتت محط أنظار الجميع، الأمر الذي أقلق البعض لا سيما الكيان الصهيونى وأوقع الحقد و الغيرة في نفوس البعض الآخر خاصة بعد تطوير ميناء العريش – عمل خط السكة الحديد طابا العريش- والعريش بورسعيد – والعين السخنة العلمين – محور قناة السويس – شبكة الطرق الرابطة بين الموانئ هذه المشاريع التى دمرت طموح اسرائيل ودول أخرى بأن تكون مركزا تجاريا رئيسيا في طريق الحرير الصيني لصالح مصر .
و نأتي لواحد من أهم المشروعات أو الانجازات التي تمت في عهد الرئيس السيسى وأصابت الكثير من الدول القريبة والبعيدة بالذهول ولن أبالغ إذا قلت الجنون بعدما سيطرت مصر على منظمة منتدى غاز المتوسط التي اتخذت من القاهرة مقرا لها و تعادل أهمية وقيمة” الأوبك ” في البترول والتي جعلت مصر المركز الاقليمي الأكبر لتداول الغاز في المنطقة بعدما تحولت من العجز الى التصدير ومورد رئيسي لأوروبا ، وكذلك الحال فيما يتعلق بمخطط مصر للربط الكهربي بأوروبا وافريقيا وآسيا بعد مضاعفة الانتاج ما يضعها في مكانة سياسية كبيرة يزيد معها نفوذ مصر السياسي والاقتصادي والعسكري أيضا .
وبعد فشل مؤامرة كسر أو تركيع مصر بالإرهاب ونجاح أبطالنا فى الجيش والشرطة في القضاء عليه تماماً بدأ مخطط الضغط الاقتصادي تحت وقع الازمة العالمية الاقتصادية ثم اللجوء لمحاولة زعزعزة استقرار الأوضاع في الداخل والسعى إلى إحداث انشقاق فى الصف الوطني من خلال نشر الشائعات وبث روح الفرقه بين أبناء الوطن
مستغلين الأزمات الاقتصادية والغلاء الذي يضرب معظم بلدان العالم المتقدم منها قبل النامى وتصويره على أنه أزمة مصرية .
وأخيرا وليس آخرا كان اهتمام الدولة في عهد الرئيس السيسى بتعمير سيناء وربطها بلحمة الوطن بستة انفاق وخطوط سكك حديدية ومدن جديدة هو ما قضى للأبد على طموحات المحتل فى العودة إليها مرة أخرى باعتبار التعمير بمثابة بناء ودفاع في نفس الوقت كما قال المبدع جمال حمدان ، ناهيك عن تحقيق الاكتفاء الذاتي بقدر كبير في الدواء والغذاء بوصفهما أهم ضلعين فى مربع الاستقلال الوطني مع الطاقة والسلاح اضافة الى المشاريع الزراعية في توشكى و شرق العوينات و سيناء والدلتا الجديدة وتنفيذ مشروعات مائية للتحلية والمعالجة بتكلفة تزيد عن تريليون جنيه اضافت حوالي ٢٥٪ من الحصة النيلية الأمر الذي مكن الدولة من زراعة واستصلاح حوالي٢.٥ مليون فدان وهي ربع اجمالي مساحة مصر المزروعة طوال قرنين من الزمان .