المستشار علاء سليم يكتب : ثقافة سلامة الجبهة الداخلية في أوقات الحروب 

المستشار علاء سليم

ما زلت عند رأيي أن مادة التربية القوميه مادة هامة لتلاميذ المدارس وحتى طلاب الجامعات، فهناك تقصير من الدولة في كيفية تثقيف الأفراد والمجتمع بالدور المنوط بهم في فترات السلم والحرب .

في نكسة ١٩٦٧ سيطر السواد على سماء مصر .. في حينها احترم الجميع موقف الدولة من الهزيمة فاصطف الشعب خلف قيادته التي كانت آنذاك تتصرف بشكل منفرد متخذه من شعارات القومية العربية والأغاني الثورية شكلا من أشكال المقاومة الشعبية المناهضة للعدو الصهيوني، كان الشعب على الأقل يحترم قادته مقدراً حجم الإملاءات الغربية وضعف القوة العسكرية المصرية آنذاك .

الآن قد تغير المشهد وأصبح للقوة العسكرية المصرية شأن عظيم ويخشى منها القاصي والداني ، وظهر للجميع

عدالة القضية بين العرب واسرائيل، وأصبحت الممارسات الإسرائيلية في المنطقة في مرمى انتقاد المنظمات الدولية

وحقوق الإنسان والدول والمجتمعات الشريفة المحايدة

وبالرغم من هذا تقف فئة من أبناء الوطن غير مبالين بحجم التحديات التي تواجه الدولة المصرية واحتمالات نشوب

الحرب وفكرة تغيير الجغرافيا ، دول عظمى تعمل جاهدة لوأد الشعب المصري وتفتيت أركان الدولة ومازال البعض من

شعبنا العريق يضع اللوم على قيادتنا السياسية متجاوزاً حدود اللياقة ناسين ما يحاك بالوطن من مؤامرات

نعم هناك سعار في الأسعار ورغبة شديدة عند البعض لإغتنام فرص التربح باتباع سياسات رديئة في تخزين السلع

وتعطيش الأسواق فتزيد الأسعار اشتعالاً حتى بات في بلادنا أزمة في كل السلع والخدمات وهذا شيئ لا يرضاه

الجميع قطعاً ويؤثر على محدودي الدخل من أبناء الشعب لكننا نتناسى في ذات الوقت أسباب ارتفاع الأسعار وزيادة

قيمة الدولار وحدوث التضخم في مصر

قطعا أنا لا أدافع عن الحكومة ولا يعجبني تبرير أسباب الغلاء الذي طال الجميع لكنني افتقد من لا يتعاطف مع الدولة

وقيادتها .. فالبلاد تقريبا في حالة حرب والضغط الاقتصادي والسياسي والعسكري على قيادة مصر أكبر من ضغوط

زيادة الاسعار ، والتكاتف والإلتفاف شيئ مهم  والإنتقاد اللاذع ليس محله الآن، والحديث عن البصل والبيض وارتفاع

اللحوم حديث مشروع .. لكنه صوت لا يجب أن يعلوا عن صوت الأقتتال الحادث على حدودنا في غزة وجيران مصر من

كل مكان .

إن بلادنا تستحق أن نؤثرها على أنفسنا ولا ندع مجالاً للعابثين واستغلال البسطاء من أهلنا للتنكيل بسياسة الدولار

وغلاء السعر والتطاول على القادة وإيجاد المبرر القوي للأعداء كي ينفذوا إلينا ، اجعلوا لمصر على أكفكم دعاء يطال

السماء لعل الله يأتي من بعد العسر يسرا ، والله قادر على أن يأتي بالفرج العظيم .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.