الإعلامي محمود عبد السلام يكتب : عودة هالة فهمى
هالة ليست نجمة سينمائية شهيرة ، تتهافت عليها كاميرات المصورين ، ومعدى البرامج المسائية الخادعة ، وأيضاً لم تذكر قبلاً فى عناوين الصحف الصباحية ،
هالة مذيعة شاطرة وأنسانة رقيقة تحمل داخلها مشاعر فنانة حقيقية ، وبنت بلد جدعة ، لا تستطيع أن تشاهد الباطل وتسكت عنه ، تزاملنا معاً فى القناة الثالثة قبل أن أنتقل إلى الفضائية المصرية حين كانت تتولى الإعلامية الكبيرة سناء منصور قطاع الفضائيات ،
رغم أن هالة لم تكن مذيعة ذائعة الصيت بسبب التزامها بآداب المهنة ، وبحثها الدائم عن المادة الإعلامية الجادة لتقديمها من خلال برامجها ، فى مرحلة يقاس فيها نجاح المذيعة بطول ردائها فوق الركبة ،
وأذكر لها العديد من المواقف الأنسانية مع زملائنا .. والأكثر هي مواقفها الوطنية الصادقة دون مزايدة أو بحثاً عن الشهرة ، هالة بنت مصر الجديدة الحى الراقى لكنها بنت بلد حقيقية جذورها الجنوبية بهتت على تعاملها مع الحياة ، فتجدها وقت الجد راجل ووقت العمل متفانية ووقت الفراغ قارئة وفنانة تشكيلية
كنت أتوقع صداماً قريباً لهالة مع قيادات ماسبيرو بسبب تطلعها نحو إعلام حر ، ولم أكن أبداً أتوقع أن يقبض على هالة الجميلة وتقيد حريتها ، كانت صدمة بالنسبة لى وبالنسبة لزملائنا بماسبيرو ،
هالة لم ترتكب ذنباً لا سياسياً ولا أخلاقياً ولم تسفك دماً ولم ترفع سلاحاً ، هالة قالت رأيها ببساطة ، ودافعت عن حقوق العاملين بمبنى التلفزيون المصرى ،وطالبت بوضع أفضل له وللأعلامين المهمشين عمداً
قالت كلمة حق فى أوضاع كارثية يمر بها الإعلام المصرى وبالأخص ماسبيرو ، هالة رأت أن الصمت فى هذه اللحظات خيانة ، لم تطاوع نصيحة الناصحين بالصمت ، أبت فطرتها النقية فكرة الموائمة ومسك العصا من المنتصف ،
صدحت هالة بالحقيقة كعصفور حر يعشق الغناء ، فكان مصيره الحبس فى قفص من حديد ، أخيراً فُتِحَ الباب لهالة لتخرج إلى الهواء النقى وتغنى كما تشاء ، خرجت هالة فاروق من محبسها بعفو من الرئاسة لسجناء الرأى
ألف مبروك للزميلة العزيزة هالة فهمى والزميلات الأعزاء منال عجرمة وصفاء الكوريجى .