عبد الناصر البنا يكتب : أكيد فى حاجة .. غلط !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية

أكيد فى حاجة غلط لما تلاقى الحاجة الواحدة ليها أكتر من سعر فى السوق ، لما تلاقى كل واحد عامل لنفسه قانون وماشى عليه ، يعنى خد عندك مثلا سواق الميكروباص إللى بيقطع المشوار لـ محطات علشان ياخد أجرة بزيادة ، الدكتور فى نفس التخصص وكل واحد عامل له ” فيزيتا ” على مزاجة ، الميكانيكى أو المهن الحرة عموما ” بناء ، حداد ، سباك ، نجار ، كهربائى ,, إلخ ” الشغلانه إللى كان بياخد عليها 30 جنيه بقت ب 300 وشغلانه الـ 300 جنية بقت ب 1300 ، تروح تحلق كل مره السعر يتضاعف عند الحلاق مع أنه يدوب عدى على الحلاقه شهر ، ولما تسأله هو فى إيه ؟ يقول لك : كل حاجه غليت يابيه !!

وقيس على مافات لو لاقدر الله تعبت ورحت تكشف ، مرار التحاليل والأشعات لوحده مرار طافح ، التحليل الواحد بقى بشى وشويات ، لا وإيه كل معمل من إللى صدعونا بالبونص والخصومات لما تسأله على تحليل معين يقولك على سعر غير التانى ، وانت مش عارف مين الصح ومين الغلط فيهم ، تروح تشترى قطع غيار تلاقى برضه نفس الشىء ، وتفاجأ أن أغلبها “مضروب” يعنى بضاعة مصنوعة تحت بير السلم .

تروح هايبر أو كارفور أو حتى البقال إللى تحت بيتكم علشان تشترى حاجه تلاقى الكاشير أو البياع ضارب لك الحاجه

الواحدة مرتين ، فى الوقت إللى الناس ياعينى حواليك كل واحد فاتح الآلة الحاسبة علشان يعرف الحاجه سعرها

كام بعد الخصم ، يعنى م الآخر لازم تعد صوابعك ورا كل حاجه أنت بتشتريها ، ولازم تبقى مصحصح وعقلك ف راسك

وإلا والله هتروح فى ” الصكبانص” ، والله مرار مابعده مرار ، كل حاجه فى الدنيا غليت إلا البنى آدم هو بس إللى

بيرخص !! .

أنا ماعنديش تفسير للى بيحصل لنا ده إلا أن “الضمير مات” ، الناس ضميرها مات ، وبقت تستحل الحرام وماعرفش

بيحللوه لـ نفسهم إزاى ، لكن هو دا إللى حاصل على أرض الواقع . وبعد الضمير الميت تقدر تقول مفيش ” رقابة ” ،

لو عندك رقابة قوية وحازمة وبتضرب بيد من حديد على أى واحد لـ مجرد أنه يفكر يتلاعب فى قوت الناس ، يبقى

عمرك ماهتلاقى أزمات ولا غلاء فاحش أبدا زى إللى إحنا شايفينه ، وعلشان فى حزم وعقوبات رادعة فى دول كتير

حوالينا عمرك ما هتلاقى الأزمات الطاحنة إللى إحنا عايشين فيها أبدا ، فى دولة زى السعودية مثلا أتحداك تلاقى

تاجر بيتلاعب فى سعر سلعة ، أو تلاقى عنده سلعة منتهية الصلاحية .

التلاعب فى الأسعار فى الدول دى جريمة أخلاقية فى المقام الأول ، وثانيا لها جزاء رادع ، وإحنا عندنا القوانين

الرادعة من زمااان ، ولكن بلافايدة ، وربنا إحنا مابنخترع العجلة ، علشان كده نادرا ماتجد أزمات فى هذه الدول ، وأنا

عشت سنوات طوال فى المملكة السعودية والدولار فيها من أول يوم لـ آخر يوم كان واقف عند 3.38 مقابل الريال ،

والله ما إتعتع ملى واحد لغاية مامشيت ، الكلام دا كان من سنة 1990 : 2000 م ، إنهارده وصل لـ 3.75 تقريبا يعنى

ثبات مفيش زى كدة !!

قصدت أقول النوعيه دى من التجار الجشعين يشبهوا “اثرياء الحرب” يطلع لك واحد فى الأول فى وسائل الاعلام زى

نقيب الفلاحين يعمل “بروبجندا ” ويقولك السماد غالى والدنيا مولعه ، تصبح الصبح تلاقى الخيار ب 15 جنية

والطماطم ب 20 وهلم جر ، إحنا إللى بنعمل الأزمة ونعيش فيها والله ، لما مسئول لامؤاخذه “عبيط” يطلع بتصريح

عبيط أو ياخد قرار مش فى محله أو غير مناسب بتكون النتيجة كارثية ، يعنى تخيل لما يبقى الحرنكش أغلى م

التفاح الأمريكانى لما بقوا يلسنوا على فوايده هو والتين الشوكى فى وسائل الاعلام وعلى الـ Social Media .

شلة المرتزقة أو ” أثرياء الحرب “دول تلاقيهم ناس ربنا أعمى بصائرهم ، بيستغلوا حاجة الناس ويخزنوا السلع الحيويّة

زى ” السكر والشاى والسجاير والزيت والصابون والدواء .. إلخ ” وبعدين يبيعوها بعد نفاذ الكميّات المتوفرة في السوق

بأسعار مضاعفه ، وللأسف كله على قفا الناس الغلابه ومعيشتها ، وكله بيأكل كله وأبجنى تجدنى ، والرزق يحب

الخفيًه ، وبرضه علشان مفيش حد بيسأل حد ولايقول له بتعمل كده ليه ، وإللى عاجبه يشترى ، وإللى مش عاجبه

يضرب دماغه فى الحيط !!

والكلام دا مش جديد ، وربنا كلام كل الناس عارفاه ، ويمكن حافظاه عن ظهر قلب ، والناس لاحول لها ولاقوة والرد

دايما جاهز “طيب هنعمل إيه ” أو إيه العمل يعنى نبطل أكل وشرب ، أدينا بنجيب الحد الأدنى ويمكن كمان اكل يوم

بيوم ، بس لازم يكون فى حل ،

والأمانة تقتضى القول : أن مش إحنا بس إللى عندنا أزمات إقتصادية وفى دول كتير وأكبر مننا وعندها أزمات ، نعم

ممكن يكون عندهم أزمات ، وأكتر مننا كمان ، لكن مفيش عندهم الضمير الميت ، مقيش عندهم الجشع ، ولا

مقتش التموين إللى بقى موظف عند التاجر ، مفيش عندهم إللى يقول لك نقسى ومابعدى الطوفان ، عندهم حاجة

نفتقدها إسمها “الرحمة” ، عندهم قلوب صاحيه مش ميته ، ودا الفرق إللى بينا وبينهم ، وفوق كل دول عندهم

القانون إللى يقدر يوقف كل واحد عند حده .. مش كده ولا إيه ؟!!

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.