وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومكوكيته الخامسة للمنطقة، منذ الحرب المسعورة على غزة والتي تجاوزت كل الخطوط الحمراء وفاقت صبر البشر ..
فما الأثر، وما هي آفاق التغيير إلا من عسر إلى عسير، فهل عثر سليل اليهود على السبيل المفقود والضمان،
أم أنفق الوقت وحسب، في مقابلات وأوراق وكلمات للإعلان ما أنزل الله بها من سلطان ..
وفي الظِل قد تكون مؤامرة ما لبِثَت أن تُحَاك .. وكم من مؤامرات قد دُسَت بالفعل ليست محل شك منذ زمان .. والمؤكد الزيادة في طمأنة القادة في الكيان بأن كل الدعم يسير كالعادة غير محدود حاضر رهن الطلب ..
حتى لو لم يستجِب نتنياهو لطلب الوزير بلينكن في أن يلتقي الأخير برئيس أركان جيش الكيان هيرتسي هاليفي على إنفراد .. حيث علق نتنياهو ساخرا بعد رفضه لطلب الوزير الأمريكي هذا .. لسنا جمهورية موز … والواقع بأنهم جمهورية نشوز
وحديث مُفتَكًُ وقِح من المترنح الثمل عن أن إجتياح رفح أصبح وشيك وكذا وزير حربه المهزوز يوآف جالانت يتحدث وهو في خان يونس يتابع سير عمليات الإبادة الشاملة للحجر والبشر وكل مقومات الحياة عن إجتياح رفح بإعتبارها الثقل الكبير على حد التعبير ..
والسيطرة على محور صلاح الدين والمعروف بإسم محور فيلادلفيا .. وهو شريط حدودي ضيق بطول أربعة عشر كيلو متر مربع وعرضه
لا يزيد بضع المئات من الأمتار يمتد من البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى معبر كرم أبو سالم جنوبا على طول الحدود بين غزة ومصر
وهو أرض فلسطينية خالصة ..
والمحور منصوص على إجراءات إدارته في إتفاقية السلام في العام ١٩٧٩ وكذا في إتفاقية أوسلو في الثالث والعشرين من أيلول
أغسطس عام ١٩٩٣ ..
بالإضافة إلى ترتيبات أمنية وقانونية عام ٢٠٠٥ بذات الخصوص .. والأمم المتحدة طرف أصيل في كل النصوص … ولا يجوز لجيش الكيان
الصهيوني النازي تجاوز الشروط بسلوكٍ إنفرادي
وحديث مكذوب مدسوس من بعض إعلام الكيان المكروب بأن الرد المصري في هذا الخصوص يُعِد إيجابيا … وحديث مجذوب بكل
الهمجية عن النصر الحاسم والنصر المطلق والفرص السانحة .. والنصر مزعوم والقائد مأزوم من غير أية إستراتيجية واضحة
رفح المدينة العريقة وفيرة العمر كثيرة الصبر .. في أقصى الجنوب لقطاع غزة بمساحة قد لاتجاوز الستين كيلو متر مربع .. سكانها
الأصليون والذين يقترب عددهم قليلا من الثلاثمائة ألف نسمة .. يتحشر فيها الآن ما يقترب من مليون ونصف المليون إنسان بسبب
النزوح القهري يعيشون في صمود منقطع النظير في أقسىَ وأمَر ظروف الحرمان من أبسط متطلبات الحياة من الماء والغذاء والدواء
والوقود والأغطية الواقية من البرد الزمهرير القارص فضلا عن فقدان الحد الأدنى للأمان ..
ورئيس حكومة الكيان يقدر الوقت لتدمير رفح في المرحلة الثالثة من الحرب بستة أشهر حتى تُضحِي غزة بأكملها أرضا محروقة ..
والوتيرة تزداد في الفصل العنصري والتطهير العرقي .. والضغوط تتضاعف في كل لحظة أضعاف أضعاف على الشعب .. للتهجير
القسري إلى مصر .. أو الموت ..
والوضع جد خطير والأمر على المحك دون تهويل أو تهوين .. وترك التعويل في كثير من الأحايين على عبارات الشجب والندم والمُنىَ
بالمدِ والجًزر في المحيط العربي والغدر المحيط والرفض حتى لو بالتقنين والقوانين والتقاليد المرعية والقيم .. من هناك ومن هنا ومن
هاهنا ..
فالشياطين عند وقوع ما لا تحمد عقباه لا يَعدَمنًَ الحِيَل وهزل التعليل .. والمشهَد جد مُعقَد والوضع على المحك ..
والبلد الطيب عريق الجد نبيل الولد له القد الغليظ إن قسىَ .. في ساعة الجد .. حاضر الفكرة قادر عزيز في الفجر وفي المسا والكل
مُستَعِد … لعلًهُ وعسىَ يجدد ذكرىَ النصر لمن نسىَ ولم يتعلم الدرس
بيد أنني لا زلت أحلم ولم يُقصَف القلم ولم يجف المداد أن تتوحد البلاد في سوق مشتركة وعملة واحدة وجيش واحد مغوار يفتدي لا
يعتدي وكشف أسرار اللعبة لعبة الإستعمار والسطوة .. وإستحضار التجربة الأوروبية في ذلك الشأن للدراسة و مدى ملاءمة التجربة
ولو بعد التعديل والتدقيق للتفعيل والتطبيق وإستلهام مسيرة القادة الكبار في الدنيا،
كتجربة المستشار الألماني هيلموت كول في توحيد ألمانيا وأوروبا متحديا المخاوف والتردد والتحفظات والميراث الثقيل .. مهما
تستغرق من وقت
فطريق الألف ميل يبدأ بأول خطوة .. أمَا حان الوقت بعد