المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : يوم من أيام الله .. إن أحياه
أقوم من النوم غير مُستغرِق أشهد أن لا إله إلا الله وأحمد وأصلي على أحمد تَطِب روحي لا تُشرِك فأُدرِك بأنني مازلت على قيد الحياة لا أفتش عن ظلي ولا عن جروحي ولا أَعتِل الهَمَ إن جاء .
أبصر أمامي وقد خِلتُ ذاتي تشاء تسلك ذات المسلك أستقبل القبلة راضي النفس مُتغاضي عن الأمس .. أرتب الأشياء ، والأشياء بكل الدقة بغير مشقة .. أذلل الصعب وأتحمل بجلدٍ من غير ضجة ولا صخب وأجتهد قدر الطاقة أن تتم الأعمال إن شئت كما يجب .. وأحب في كل الأحوال أن تتم كما المُتعَال يشاء
وإن أمرض لا أُعرِض عن الدعاء وعن الدواء وأشكر .. وإن أَعصي بذَلِة من بعض غفلتي لا أنسى عند صحوتي أن
أستغفِر وأتُب وأُكَفِر وأستُر .. لا أُجاهِر بِفِعلتي وأعلم أن لي ربًُ يأخذ بالذنبِ ويغفر الذنبَ فأَسًَلِمُ القلب وأُسلِم
بفطرتي
وإن أغضب فوق الحد وأَحتَد وأُثرثِر وأصف بالعصف في الوجه وأُجرجِر أذيال هفوتي وأحرُث في الماء بكل تعب وعناء
يُصِبني وأفتل الرمال وأكتًَل الهواء .. من غير تآمر ولا وجه عداء ولا مُستَجلِب ضرر لأحدٍ وإن يناصبني العداء ..
ثم لا ألبث أن أَندَم ولا أستنكِف أن أعتذِر وأُبادِر في دقيقة وأُقدِم كل الأسَف والحقيقة في المُنتَصَف
وإن أتجنَب أحد من يكون .. من دون خصومة ولا لدد ٠٠
أصون السر وأحفظ الوداد وألزم الحياد ولا أُزايِد على فرد في مُعتَقدٍ ولا إنتماءٍ ولا ولاء .. وأسوق الِبرَ وأمُد اليدَ وأتوق
لميعادٍ يُعتَقَد بأنه الأنسب للوصال في أغلب الحال المُرتقَب
وإن أُبتَلىَ أَصبِر وأجتَهِد بتضرعِ بألا أجذَع باللاءِ والزفير .. والصبر جَهد ينزَع مرقدي وجهاد الصعاب .. حتى أَقنَع وأرتَضي
.. فالجزاء وفير وبغير حساب ..
وإن أُهزَم في معتركٍ القَيِظ لا أثور.. أكتُم الغَيِظَ والملل وأدقق في الأسباب والخلل ومواطن القصور وبواطن الأمور
والمُفتَرَق حتى يتحقق المُفتَقَد
وإن يَشُب الصبي على القوس ويَكبُر الصغير ويكسِب الجولة فلا بأس فدوام الحال من المُحال .. ولكل زمن دولة
ورجال والتغيير سُنَة الحياة وجُنَة .. فلا شيئ يدوم على ذات الحال ويظل .. إلا تمام وفاء الأوفياء الكرام بالعدد .. ولكلٍ
مقام معلوم البقاء .. في السر وفي العلَن .. لمن أَقرَ ومن جحَد
وإن أتصوَف لا أُغَالي ولا أَتَطَرَف بجوهرٍ مُجحِفٍ أو بمظهرٍ مُتعَالي ولا مرجوح .. ولا بطموحٍ جَمُوُحٍ .. ولا بإحباطٍ وقنُوط
مُحيط .. من غير إفراط ولا تفريط .. ما إستطعت أن أتوسَط أوسَط المَمَر
وأدعو للكل .. أموات .. وأحياء .. بظهرِ الغيب وأنَاء السفر بالرحمة والمغفرة .. والبركة في العمر .. وحُسن المُستَقَر
وأخلُد للنوم في صفو وسلام وتسامح لا أضمُر شيئا لأي أحد ولا أقبَل أن يتسنىَ في القلب ولا في الملامح لوم على
أحد .. وأتمنى على الواحد الأحد .. العفو عن ذلاتي وسيئاتي .. وأن يسامحني كل من يتألم يعتقد بأنني قد أسأت
إليه عن قصدٍ مني .. وربي أعلى وأعلم
وأردد الأذكار وأُصلي علي أحمد النبي الخاتم ، وأتذكر الموت في كل لحظة بالقرب مني إن جنَ ليل أو أَهَل النهار ..
لعلي في ذمة الله العزيز الغفار .. غافر الذنب وقابل التوب .. عساه أن يقبلني .. وإياكم وكل ذويكم .. في زُمرة العُتقَاء
من النار .. وأستجديكم الدعاء