الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: لن تفلحوا !!

عصام عمران
“جزا الله الشدائد عنا خيرا ، فإنها تكشف العدو من الحبيب ” حكمة أو قول مأثور أراه ينطبق تماما على ما يمر به الوطن حالياً من ظروف وتحديات ، ولن أبالغ إذا قلت مؤامرات تحتاج إلى دعم ومساندة المخلصين من أبناء هذا الشعب ، الذين لديهم وعى لما يحاك ضد بلدهم فى الداخل قبل الخارج ولا ينساقون وراء الشائعات والأكاذيب التي تستهدف زعزعة استقرار البلد وإحداث الوقيعة بين أبنائه.
نعم أصبح المحب لوطنه والمساند له في ذلك الوقت والظروف الصعبة التي تضرب العالم من حولنا كالقابض على الجمر ، وهنا يظهر المعدن النفيس من ” الفالصو” لكل منا ومن يبحث عن مصلحته الشخصية دون النظر إلى مصلحة الوطن و عبوره لتلك الأزمة الاقتصادية العالمية التى ألقت بظلالها على جميع الدول ، وفي القلب منها مصر بكل تأكيد.
ولهؤلاء المغرضين والمتربصين ذوى المعادن الفالصو أقول لن تفلحوا فى زعزعزة استقرار هذا البلد و الوقيعة بين أبنائه الذين يعلمون جيدا ما كان يحاك ضد بلدهم قبل عشر سنوات وتحديدا منذ اندلاع أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ وما تلاها من مؤامرات كادت أن تعصف بالبلاد والعباد لولا عناية الله الذي سخر لمصر شعبا وفيا وجيشا قوياً وشرطة أبية وقائدا مخلصاً التفوا جميعا حول وطنهم رافضين سقوطه أو طمس هويته ، واليوم أصبحوا أكثر دراية ووعيا بما كان يخطط لهذا البلد ولذلك لن تفلحوا فى مخططاتكم الشيطانية وأهدافكم الخبيثة .
وإذا نظرنا إلى ما يدور حولنا من أحداث وصراعات بعمق وأكثر تحليلا نتيقن أن الحرب الاقتصادية وارتفاع الدولار حرب معد لها من قبل لتأجيج الأوضاع وتسخين الأرض كما يقال ، وكذلك الحال فيما يتعلق بمخطط اجتياح رفح من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والذى يعد كارثة بكل المقاييس فى ظل تكدس المنطقة بأكثر من مليون ونصف مليون نازح وفى حالة إجتياح رفح لن يكون هناك أى مهرب لهم إلا معبر رفح ودخول الحدود المصـــرية ، الأمر الذي دعا مصــــر إلى إبلاغ إسرائيل رسمياً أنه فى حال بدء موجات التهجير سوف يتم سحب السفير المصــــرى وقطع العلاقات بما فيها معاهدة السلام.
المؤكد أنه بفضل الله لدينا من القدرات والإمكانيات ما يمكننا من إنفاذ إرادتنا وحماية أرضنا ، ولكن تبقى الجبهة
الداخلية هي الاهم في ظل الحصار الأقتصادى مكتمل الأركان او ما يمكن أن نطلق عليه “كماشة اقتصادية” لضرب
كل موارد الدولة الدولارية ، لعل فى مقدمتها تفجير جنوب البحر الأحمر الذي أدى إلى تراجع كبير في إيرادات قناة
السويس التي تمثل أهم مصدر للدولار اضافة الى عزل مصــــر عن آسيا تجارياً بمعنى أرتفاع فاتورة الواردات من آسيا
خصوصاً الصين أو الهند وكل دول آسيا عموماً بسبب أرتفاع تكلفة الشحن لأضعاف كثيرة مما يمثل ضغطاً أضافيا على
الدولار .
واستمرارا لهذا الحصار صدرت توجيهات لمؤسسات المال الدولية التى تهيمن عليها أمريكا بإصدار تقارير سلبية عن
الاقتصاد المصـــرى لتخويف المستثمرين من الإستثمار فى مصـــــر ، علاوة على سحب الأموال الساخنة أو السائلة
من السوق المصــــرى بالأمر المباشر وهي الأموال التى كان يتم إستثمارها فى أذون الخزانة المصربة وكذلك
إستمرار رفع الفائدة فى الفيدرالى الامريكي الذي أثر بشكل مباشر على الاستثمار في مصر بسبب تفضيل
المستثمرين وضع أموالهم بالفائدة العالية التى وصلت إلى 5.5% فى البنوك الأمريكية دون أى مخاطر بدلا من أن
يستثمروا فى مصـــــر .
أخيرا وليس آخرا هولاء المغرضون فى الداخل والخارج راهانهم على أمرين لا ثالث لهما من وراء هذا الحصار الأقتصادى
على مصر أولهما عدم تحمل الشعب وعدم صموده واستسلامه أمام المؤامرة حتى يتم قبول التهجير مقابل نزول
الأسعار .
ثانيا عدم إدراك البعض لما يحاك ضد وطنهم فالحرب ليست على الجيش أو القيادة السياسية ولكنها حرباً على
الشعب ونجاتنا مرهونة بصمودنا أنا وأنت وتحملنا ووعينا بحجم المؤامرة وأبعادها .
فالحرب اليوم ليست كحروب الماضي بالجيوش والأسلحة التقليدية ، ولكنها باتت حرب اقتصاد وحربا نفسية و
معنويات وشائعات ، وهو ما يعرف بحروب الجيلين الرابع و الخامس ، لذا يجب علينا جميعاً حكومة وشعبا أن نكون أكثر
وعيا وتماسكا حتى ننتصر على هؤلاء مهما كانت الظروف والتحديات ونقول لهم بصوت عال ” لن تفلحوا ” .