كتب مصطفى ياسين:
أكد مصريو المهجر الأمريكى أن الوقوف مع الدولة المصرية ومساندتها ودعمها بشتى السبل يعد وطنية وأمانة وردا
للجميل، أما بث اليأس وترديد الشائعات ونشر السلبيات فخطيئة وخيانة لله والوطن. مشددين على ضرورة نشر
الوعي والقيم الإنسانية والنماذج الإيجابية التي ترسخ الانتماء والولاء للوطن الغالي.
جاء ذلك خلال تنظيم برنامج “المرأة الفاضلة” تحت رعاية المجلس العام للكنائس الرسولية في مصر برئاسة القس
ناصر كتكوت، فى احتفالية بعنوان “تعالوا نحلم” بهدف مساندة الدولة المصرية، بمقر بيت الواحة بوادي النطرون، في
مبادرة هي الأولى من نوعها للمصريين المقيمين في أمريكا، بحضور عدد كبير من مختلف الفئات العمرية
والاجتماعية، وبعض رجال الدين وعدد من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ، كما تضمنت الاحتفالية مجموعة أنشطة
إجتماعية وروحية ورياضية للكبار والصغار.
رسائل متنوعة
قدم الشيخ هادى لويس مرجان، بالكنيسة الإنجيلية بمدينة نصر، عضو مجلس الشيوخ، عدة رسائل اجتماعية روحية
سياسية، موجهاً حديثه للشباب قائلا: احلم واشتغل اى مهنة محترمة وحب ما تعمله حتى تعمل ما تحبه مستقبلا،
فأنا شخصيا اشتغلت ١٣ عملا، سائقا وبائعا وغيرها، وجاءت شركات توظيف الأموال وخسرتنى كثيرا، وكان من
يعزمنى على ساندوتش اعتبر هذا فضل الله، لكن شجعت زوجتى على صناعة البسكويت والكيك فى البيت وبيعها
بأسعار بسيطة فى الكنيسة، ورغم أننى مهندس ودبلوم لاهوت، كنت اشتغل واذهب لتوصيل الطلبات للمنازل، لكن
دائماً الله يكون في مشهدى، حتى كبرنا فى هذا المجال، والآن أتعامل مع أكثر من ألف عائلة مسلمين ومسيحيين
وربنا هو من يبارك.
استطرد الشيخ هادى: أول شقة اشتريتها بعد الزواج بـ ١١ سنة ومساحتها ٧٠ م، وابنى الآن تزوج فى فيلا، ما يؤكد
أن بركة الله تغنى وتزيد، فالله لا يبات مديونا لأحد ولا يعطى الضعفين بل مئات الأضعاف، فما أقدمه يرده لى أضعافا
مضاعفة حتى اليوم.
وأكد “هادى” أن مصر ستبقى أعظم ولنتذكر دائما أن الله نسب شعبها إلى نفسه فقال:”مبارك شعبى مصر”، فلنثق
أننا لن نرى أسوأ مما كان فى ٢٠١١، خاصة بعد أن بعث لنا هذا القائد الشجاع الذي كان نتيجة صراخ المسجد
والكنيسة، ويعمل كثيراً لرفعة مصر رغم المطبات الكثيرة فهو اخذ البلد وكانت شبه دولة، وحارب الإرهاب نيابة عن
العالم ، وتعرضت البلاد لأزمات خارجية أولها انهيار عالمى ٢٠١٦، كورونا، حرب روسيا وأوكرانيا ، وغزة حالياً، وهو يحب
البلد والمسيحيين ليس مجاملة أو رياء بل من قلبه، جاءتنى فرصة للهجرة ولم استجب حبا فى بلدى. فالله حنان
وكل عطاياه وهباته صالحة.
وعن دخوله مجلس الشيوخ قال: كنا ٩٣ مرشحاً على مستوى القاهرة واختارونى ضمن ١٠ وهذا اختيار الله القائل:
“أكرم الذين يكرمونى”، وحالياً نحن ٢٣ مسيحيا فى مجلس الشيوخ، والمهم فى نجاحنا محبة الله والناس.
الحلم بالخير
وقال د. ناصر كتكوت، الرئيس العام للكنائس الرسولية في مصر: النبي يوسف حلم بسجود الشمس والقمر، وفرعون
حلم بالبقرات السبع والسنبلات، وفسره له يوسف، فعلينا أن نحلم بالبركة تحل فى بلدنا، احلم بالخير تجده، تفاءلوا
بالخير دائما تجدوه، بلدنا الجميلة هى الأفضل، وستحل البركة والازدهار بقيادة رئيسنا البطل عبدالفتاح السيسى،
فبلدنا هى التى قال عنها الله “مبارك شعبى مصر”.
التشاركية التعاونية
وقالت د. سارة عيد، مسئول وحدة الشفافية بوزارة المالية، لى ٢٣ سنة فى الحكومة المصرية، واحلم أن كل مواطن
يفهم ويشارك ويغير للأفضل، وبعد الثورة تغيرنا، وهناك صعوبات كثيرة فعلاً، وشبهت مصر بعمارة كبيرة لابد من
التشاركية بين سكانها وكل واحد له حقوق وعليه واجبات، ويجب أن يعرف موارد الدولة وأوجه صرفها، هذه هي
التشاركية المطلوبة، وهذا ما يفعله المحافظون ويناقشوه مع المواطنين، ثم بدأ الشباب يطبقونها، فمطلوب نكون
منتجين عمليا حتى من داخل البيت. وهذا ما جعلنا نتقدم درجة مالية وحالياً رقم واحد على مستوى الشرق
الأوسط، فمشاركه المواطنين فى وضع ومناقشة ميزانية الدولة هي الحل، وقد نجحت النسخة المصرية فى
التشاركية بالتعاون مع عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة ومنظمات المجتمع المدني، وبدأنا التطبيق
بمحافظة الفيوم مع المحافظ احمد الانصاري، وأطلقنا نادى المواطنة الفعالة بالجامعات والمعاهد لمشاركة الشباب
لرفع مستوى مصر فى مؤشرات الشفافية والنزاهة.
فكل واحد بداخله حلم، لكن لابد من التحرك لتحقيقه، والشباب غيروا الواقع عندما شعر وآمن بدوره وتحول من كونه
المشكلة إلى أن أصبح هو الحل. ومطلوب من الجميع أن يفكر كيف أكون مواطناً منتجا وفاعلا؟
مصر تستحق
وأكدت إيفيت إسحق البياضي، مقدمة البرنامج ومنظمة الحفل، أن مصر تستحق منا الكثير وأن ما يقوم به الرئيس
عبدالفتاح السيسي من الحفاظ على الدولة المصرية يستحق منا الكثير وأولها دعمه والوقوف خلفه في هذه
المرحلة الصعبة التي تواجه البلاد، وهو واجب وطني ينبغي تكريسه بين جموع المواطنين، مشيرة إلى أن ما يحاك
ضد الدولة المصرية من مؤامرات من قوى الشر سواء من الداخل أو الخارج تلزمنا كأبناء مصر المقيمين في أمريكا أن
يكون لنا دور إيجابي في مساندة دولتنا، وتشجيع كافة المواطنين في مصرنا العزيزة بضرورة الوقوف صف واحد مع
دولتنا فيما تواجهه من تحديات، لاسيما على الجانب الأقتصادي والمتغيرات العالمية الحادثة في هذا الشأن وحان
الوقت لدعوة كل فئات المجتمع للوقوف مع دولتنا كنوع من رد الجميل لبلدنا التي تربينا ونشأنا فيها وتفتح لنا ذراعيها
في كل الأزمنة.
حلم الاختيار
قالت إيفيت: الاختيار حلم كل شخص، كلنا لازم نحلم ويبدأ برغبة صغيرة، كل أم تجعل أولادها يحلموا، الجواز ممكن
يكون جزءا من حلمها لكن ليس كل أحلامها، بنتى حلمت أنها تتكلم في الأمم المتحدة، فقلت ازاى واحنا مهاجرين،
وحلم تانى أنها تتكلم في البرلمان، وعلشان توصل هناك خطوات، فاصبحت محامية، فقط علينا أن نتحد ونقف مع
بعض لنكون الصورة الجميلة لمصر، وستنتصر وتعدى التحدى لو كلنا اتحدنا، كل واحد له دور يؤديه، نفكر ونشتغل
ونعمل، احنا مش محدودين لأن المحدودية فكرة فاشلة، فى تحدى ولازم نكون قده، وعلينا أن نتوب عن خطيئة
كلامنا السلبى عن البلد، فهذا خيانة.
أشارت إلى أن أكثر عقبة فى صنع وتحقيق الأحلام هى العادات والتقاليد الاجتماعية، وإن زوجها فيكتور وقف معها
ضد تلك العقبات.
لا مستحيل
أما الشيخ توفيق جورج، فأمن بأن (قول المستحيل كلمة غبية)، فحقق النجاح الكبير بفكرة بيت الواحة، وعن بداية إنشاء بيت الواحة، قال: عرضت الفكرة على قسيس، فى التسعينيات ووجدت الأرض بمليون جنيه مساحتها ١٠٠ فدان، تسع ٥٥٠ عاملا وموظفا، وفيها مزارع حيوانات ودواجن وزراعات، وملاعب وعيادات. وتابع قائلا: يجب أن نؤمن بأن كل مؤمن هو خادم، وكل سنة لازم يكون عند الواحد أحلام، ودائرة المعارف هى حلمى الجديد. ومازلت فى تحدى مع نفسى، اصحى ٥ صباحاً وأقرأ وأشجع الناس، و٣٩ فيلما لتشجيع الناس، واكتشفت اني ما زالت لا أعرف بعد كل هذا العمر، لذلك فأنا مستمر فى القراءة والكتابة والمعرفة، فالمعرفة بالمعلومات تجعلك تمتلك كل ثروة كبيرة، الغنى غنى الفكر والمعرفة لأن الفلوس تضيع.
وأتذكر أننى لما بدأت القراءة فى سن الـ١٨ عرفت ١٨ حرفة تجيب فلوس، وفى الاربعين عرفت ٤٠ حرفة، ولدى قناعة بأن ابناءنا ينظرون لنا، ماذا نفعل، فيقتدون بنا بطريقة عملية، ولم نقل لهم اعملوا كذا.
وبفضل هذه الأحلام سألت زوجتى، وانا فى الثمانين حاليا: امتى اعجز؟ قالت: ولا عشرين سنة، لأن عندك أحلام كثيرة، وبتساعد الناس.
النظرة الاجتماعية
وعرض الأب بولس، من ابريشية المنيا، منسق الكنيسة في السجون، لتجربته فى التعامل مع المساجين، مؤكداً أننا بحاجة ماسة إلى تغيير نظرتنا للمسجون خاصةً الذى تاب، فعقليتنا تقف فى وجوههم ويجب أن تتغير، ونقف معهم، حتى نعينهم على التوبة.هيا نشجعهم، وهناك مهن حرة تستوعبهم، مستنكرا تجنبهم وتهميشهم، فهذا ظلم صارخ، فى حين هناك كثيرون وقعوا فى الخطيئة ولم يعرفهم الناس، وقال: لى صديق محكوم عليه بالاعدام يقول: أشعر أن ربنا غمرنى بالمحبة واستعجل التنفيذ، وهذا نتيجة محبة ربنا فى قلبه، فامتلاك حب ربنا يفك كل قيود الأنانية ويختفى الحزن، وتعمل المعجزات، أما الأنانية فغير مقبولة.
وأكد أن الوضع اليوم تغير بالفعل، حيث توجد كنيسة فى كل السجون، وهناك ١٣ قسا، وهذا ما كنت أحلم به في التسعينيات، لخدمة السجناء من كل الطوائف المسيحية ونصلى معا، فالكنيسة هى شهادة محبة وليس تنافرا، ففى السجون أناس بعضهم طيبة وخدمة ومحبة لبعض، ويجسدون صورة الوحدة والمحبة والفرحة فى التعاون مع بعض.
مصدر الحلم
واستعرضت منى سنبل، سيدة الأعمال، رحلتها مع البيزنس، قائلة: بعد ٣٢ سنة، تأكدت أن الله هو الذى يعطينا الحلم، فقد بدأت حياتى بأن اشتريت حاجات من خان الخليلي، لبيعها امام برج القاهرة ولم ابع شيئا أول يوم، وفى عمر ٢٦ سنة اشتريت محلا فى مصر الجديدة، وحلمت أشترى سيارة بى ام، وحالياً نحن من أكبر ٣ شركات مصرية نقدم خدماتنا، ولم نتوقف حتى فى أزمة كورونا، بل توسعنا واستوعبنا مزيداً من العمالة.
بصمة مصرية
وقالت جاكلين فيكتور: فى عمر الـ ١٣ سنة حضرنا لمصر، واخويا ديفيد وتعلمنا كيف نساعد الناس، وفخورة بكل المصريين، وقررنا أنه لا يوجد مستحيل، واليوم يمثل بالنسبة لنا بصمة في تاريخ مصر ، فكلنا نحلم بحياة كلها أمل لنا ولغيرنا، نشجع ونغير الدنيا كلها ونلغى كلمة مستحيل من حياتنا، فالشعب المصري جبار وسينتصر على كل هذه التحديات والمخاطر بوحدة وجرأة، وهذه أول خطوة للأجيال القادمة والمستقبل فى أيديكم، فنحن قادرين على صنع المستحيل.
واستعرضت تجربتها الإنسانية قائلة: تعاملت مع المغتصبات من دواعش العراق، التقيت باليزيديات، اللائى قاسين العذاب، وجلسنا معهن وحلمنا معهن، فكانت منهن المحامية المدافعة عن أخواتها، واخرى حلمت بمواجهة المعتدى عليها، وثالثة حلمت تصبح مغنية، ونجحن بالفعل وهذا يعلمنا أنه لا للاستسلام للفشل. ولازم نأخذ قرارات باستمرار الحلم وعدم الاستسلام، وأشكر ربنا على أن منحنا الرئيس السيسى، قائد يحب شعبه.
المجتمع المتناسق
وصف الشيخ مودى مجيد، مدير بيت الواحة، اليوم بأنه مختلف لما فيه من تشابك أفراد المجتمع المتناسق المترابط فى حب وتعاون وإجماع على الانتماء للوطن، مشيراً إلى أن بيت الواحة يقدم خدماته فى كل المجالات بما يوفر للزوار قضاء وقت ممتع ومفيد.
طاقة أمل
وقال أرمنيوس المنياوي، المستشار الإعلامي للإحتفالية، الفاعلية جاءت من المصريين في الخارج وتحديدا المقيمين في أمريكا وهو أمر يستحق أن ندعمه ونشجعه لأنها تخرجنا من كابوس الإحباط وتمنحنا طاقة أمل جديدة وأيضا فهي فعالية وطنية أكدت كم أن المصريين الذين يعيشون خارج مصر يعيشون معنا تحدياتنا بل يشاركوننا فيما يواجهنا من تحديات، وأيضا تشعرنا كمواطنين بأننا لابد وأن يكون لنا دور في مساندة قيادتنا السياسية وقبول التحدي للخروج من أي أزمات تواجه الدولة المصرية.