المستشار علاء سليم يكتب : الأزمات السياسية والاقتصادية المتتالية وتداعياتها على مصر
من المعروف أن الجنيه المصري مرتبط بالدولار الأمريكي وهذا تقليد اقتصادي قديم تم تأكيده مع التحرر والانفتاح المصري بعد حرب اكتوبر واتفاق السلام مع اسرائيل وتبعية الدولة المصرية لأمريكا الصديقه بدلا من الاتحاد السوفيتي ممثل الكتلة الشرقيه .
ومع بداية الألفية الجديدة وتحديدا في عام ٢٠١٠ وعقب تحرير الكويت من الغزو العراقي في نهايات القرن الماضي واللوم العالمي لأمريكا في تعاملها مع العراق (النوويه) وقتل الأبرياء وتحجيم قدراته العسكرية لفتح المجال أمام القوى المعاديه عسكرياً وجغرافيا وعرقيا في العراق وايران وفتح المجال ايضا أمام الصراع السني و الشيعي لجعل المنطقة في الخليج والشرق الاوسط مليئة بالصراعات العرقيه والدينيه ، حينها قامت أمريكا بابتكار جيل جديد من الحروب واختراق قوى الشعوب العربية وامكاناتها العسكرية والاقتصادية فبدأت سياستها في المنطقة العربية بتبني ما يسمى بالربيع العربي للتخلص ذاتياً من كل القوى التي لا ترغب أمريكا في استمرارها .
أمام النجاحات التي حققتها أمريكا في الشرق الأوسط وتحديدا باستخدام الربيع العربي بدأت في شن الحرب الاقتصادية على مصر من دعم القوى المناهضه لمصر في شرق المتوسط موطن الغاز والثروات المستقبلية لمصر ، كما ساهمت أمريكا في حربها على دعم اثيوبيا في سد النهضه لتجويع مصر وتعطيش اراضيها ، وكان الموقف في غزة والبحر الأحمر في باب المندب امتداداً لسلسلة التضييق على مصر .
في ظل المقاومة المصرية لتداعيات أمريكا وبريطانيا والغرب ضد الدولة المصرية عملت أمريكا على رفع سعر الفائده في البنك الفيدرالي الأمريكي مما جعل الاسواق الناشئة تعاني من هروب رؤوس الأموال المؤقتة المعروفه بالأموال الساخنة مما جعل مصر تعاني من نقص شديد في العملة الأجنبية ، وحينها بدأت حرباً جديدة ضد شعب مصر والاقتصادها القومي .
القيادة المصرية تعي تماما ما يحاك لها ولكنها تبحث عن حلول منها كيفية تدبير الدولار الذي عملت أمريكا على
سحبه من مصر ، وكان من الممكن بقليل من التعاون الخليجي أن يتم تدبير الدولار لحل الأزمة المصرية من خلال
قروض أو ودائع واستثمارات لكن الضغط الأمريكي على دول الخليج لعدم التعاون مع مصر كان واضحاً جلياً .
هذا ما يدور على الساحه فهل يعي المصريون ولو مؤقتاً ما يحاك لهم من دسائس وحيل للإيقاع بهم اقتصاديا
وعسكرياً كما دعمت حرب غزه وزادت من التوتر في سيناء وليبيا والسودان واثيوبيا وسد النهضه وباب المندب وحجب
السفن عن قناة السويس والإعلان عن قاعدة لاثيوبيا مستهدفه في أرض الصومال،
ثم في ازمات الاقتصاد المباشر والعملة الأجنبية ، مصر تعمل على حل مشاكلها دون تعاون من أحد فأمريكا قادرة
على التحكم في مقدرات الدول لكن الله عز وجل لن يرضى بمصر إلا الخير فهذا اختبار من المولى عز وجل ،
وعلى الدول العربية التأكد أن المستقبل مع الأشقاء والأهل وأبناء العروبة وأخوة الدين لا مع امريكا وآل صهيون ،
وعلى أهلنا في مصر قراءة المشهد جيداً وعدم الإنسياق مع من يدعوننا للضغط على الدولة المصرية وقيادتها
واتهامها أنها السبب فيما نحن فيه الآن ، ندعو جميعا لرب العزه أن يحمي شعب مصر وأهلها من اليهود وأن يجعل
تدميره في تدبيرهم وأن ينصرنا على من عادانا إنه نعم المولى ونعم النصير .