المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : معاداة السامية في النصوص .. ومعاناة اللصوص !

المستشار عبد العزيز مكي
قرار محكمة العدل الدولية الذي تطوف بالدليل المكنون على جرائم الكيان الصهيوني النازي على إستحياءٍ ومحاذاة حد الحق بالقدر المُستطاع ومعقولية الإتهام وإن ولم يتطرق فيما أقر لتفاصيل المأساة الإنسانية والأهوال التي فاقت كل الوصف في قطاع غزة .. بيد أنه قبض على دفة الكلام بإحكام وإيجاز دون أي إسترسال يضيع معه القيد والوصف بالفهم التام للوضع والموضوع وإستلهام الواقع الذي يعصف بكل ما على الأرض دون إنحياز يميل لكفة مرجوحة حكرا على طرف بغي عاث فساد في الأرض .. والسعي بالجهد المبذول لإنقاذ ما في الإمكان بحسمٍ مشفوع بالنفاذ …
فشكرا لمنصة العدل .. وشكرا لسيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا من له الفضل في أول الإنجاز وموفور التحية والإحترام وصادق الدعاء ببلوغ الهدف والشكر موصول لكل أحرار الأرض الشرفاء الأوفياء ..
وفير الأصداء الساخنة في كل الأرجاء عن القرار الواثب ما تزال تصل مدح وقدح وثناء وهجاء ولا عزاء واجب
للصهاينة والحال عسير ومعاناة أشرار الكتلة الدامية في أمر مريج يتنامىَ .. فالرجل الكبير في البيت الأبيض يحذر من تصاعد العداء للسامية والرجل الحشير في ألمانيا متقدا سيقود حربا ضد معاداة السامية معتقدا في التكفير عن جرائم السلف قليلا بجرائم تُقتَرف أكثر وبيلا .. وحتى الكردي بن جفير المجرم والأشرار كثير يعتبر القرار السديد الصادر عن المحكمة .. معاداة للسامية .. تلك التكئة المعتقة المُصدَقة بالتغرير وغير المُصدقَة بأدلة موثقة والتي لطالما تذرعوا بها للتغطية على جرائمهم الشنعاء والترويج بأنهم على الدوام الضحية .. فشاع أمرهم بالخداع وانصاع لهم الطغاة وصناديد الظلام من كل الأنحاء
معاداة الساميَة أو ضد السامية أو اللاسامية تعني معاداة اليهود وأول من إستخدم هذا المصطلح تحت إسم ،،
اشتينشنيدر ،، هو الباحث الألماني ،، فيلهم مار ،، واصفا موجة العداء لليهود في أوروبا الوسطى في أواسط القرن
التاسع عشر من .. الإستبعاد الإجتماعي لليهود … ومذابح راينلاند .. وطردهم من إنجلترا .. ومحاكم التفتيش
الإسبانية … وبرنامج إبادة اليهود
في روسيا القيصرية وصولا إلى المحرقة الألمانية الهولوكوست … وأيا ما كان الأمر في السابق والآن دون تعليل أو
إستبيان فلا بديل عن حفظ القيم الإنسانية والدم و رد الحقوق لأصحابها والسلام للإنسان في كل العصور ..
ولكن ثمة تساؤل يثور .. بأن السامية نسبة إلى سام الإبن الأكبر لنبي الله نوح عليه السلام ويقال وفق كثير من
الآراء أنه أبو العرب ..والإبن الثاني هو حام ويقال وفق آراء أنه أبو السِند والهِند والقبط والزنج والحبش والسودان والبربر
والأمازيغ .. والإبن الثالث يافث أنه أبو يأجوج ومأجوج والأوروبيين والفرس والترك والكرد والألمان والطليان والهنجاريين
والبلغار والسلوفاكيين والإيرلنديين .. والإبن الرابع يام أو كنعان هلك في الطوفان مع أمه واغلة .. غير مؤمنين
.. وللإنصاف فإن كل الروايات التي تصنف البشر إلى ساميين وحاميين ويافثيين لم تصل بعد إلي درجة الصحة الكاملة
فليس الأمر بالمؤكد والموثق
والتسمية جاءت من حيث جاءت من موضع مؤداه كراهية اليهود لأسباب عرقية وإجتماعية وسياسية وليست لأسباب متعلقة بالديانة اليهودية والدليل أن من نسل سام الإبن الأكبر لنبي الله نوح عليه السلام يهود ومسيحيين ومسلمين وغيرهم …. وكذا من نسل حام الإبن الثاني وكذا من نسل يافث الإبن الثالث …
ومبلغ العلم فيه إن صح الإجتهاد أن الفكرة جاءت قاصدة معاداة الصهيونية والصهيونية فكرة قومية دموية تقوم على
العنف والحِيَل والأكاذيب والتجسس وكراهية الآخر وفقدان الثقة ونشر الفوضى والثورات والتحرر والتحديث الصناعي
والرأسمالية والسيطرة على التعليم والصحافة وصولا لهيمنة اليهود على العالم بكل الوسائل والتمكين وليس للدين
فيها إلا مجرد الإسم والطلاء والتحريف في النص والإنحراف عن القصد والملة العرجاء
لتكون أول حلقة في المسلسل الطويل هي إختيار فلسطين كوطن يجمع كل يهود العالم من كل أصقاع الأرض من
أصل غير أصل مزيج من كل الأنواع في بوتقة مغلقة وخنادق وبنادق في فصل مستقِل قاتم بأطوار وأغوار وقلائد
وتماتم ومشاكل لا حصر لها .. وقد دعمته القوى الإستعمارية في العالم ولا تزال كمطية للسلب والنهب والحرب وقتل
الأبرياء
وخلاصة القول والمراد أن معاداة السامية ..والديمقراطية والمعسكرات الغربية والشرقية والحرية الفردية اللانهائية
والتمرد ومحاور الشر والخير والفضاء الإستراتيجي والقِباب والسراب الأخلاقي ..
إن هي إلا أسماء لولبية تتكون لتُناوِر بألف وجه مُتبدِل وألف إتجاه منكوش يتعدَل طولا وعرض تتلون كالحرباء بطريقة
شيطانية تقلقل العروش وتشرد حر الشعوب وتنشر الفساد في الأرض ……….. والمسلسل مستمر
حتى تورمت القدم وجفت المآقي من عدم التلاقي وشُل الساعد بالتباعد وتأجل الفهم والمعقل لبعد فوات الوقت
والعدم .. ومسلسل الندم مستمر …..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.