محكمة العدل الدولية تصدر قرارا إحترازيا عاجلا في يوم الجمعة الموافق السادس والعشرين من شهر يناير من العام الحالي وذلك قبل النظر في جوهر الدعوى المقامة من دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة إرتكاب جريمة إبادة جماعية في حق أهل غزة وذلك بعد رفض طلب إسرائيل برد الدعوى حيث إستبرئت المحكمة السند من مواد إتفاقية منع الإبادة الجماعية بأن المجموعة الفلسطينية محمية بموجب الإتفاقية
ملخص القرار الصادر عن المحكمة بأنه على إسرائيل
إتخاذ جميع التدابير التي في وسعها لمنع الإبادة الجماعية في حق المجموعة الفلسطينية في غزة وتحسين الوضع الإنساني ومحاولة إحتواء الموت والأضرار وعلى إسرائيل وأن تقدم للمحكمة تقريرا في غضون شهر واحد بما تفعله نحو تنفيذ الأمر ….. عله خطوة على الطريق …..
ولا تعليق على قرار المحكمة الموقرة
حيث صدر القرار بإجماع الأصوات للسادة القضاة الأربعة عشر الأعضاء في المحكمة بالإضافة إلي السيد القاضي
المؤقت الممثل لجنوب أفريقيا وعدم موافقة السيدة القاضية الأوغندية العضو الأساسي في المحكمة على القرار
بكل بنوده الستة وكذا السيد القاضي المؤقت الممثل لإسرائيل والذي رفض أربعة بنود منه .. والجدير بالذكر أن
السادة القضاة معينون من بلدان مختلفة حيث السيدة القاضية رئيسة المحكمة السيدة جوان دونوجو من الولايات
المتحدة الأمريكية .. والسيد القاضي نائب رئيس المحكمة كيريل جيفورجيان من دولة روسيا
والسيد القاضي بيتر تومكا من دولة تشيكوسلوفاكيا
والسيد القاضي روني أبراهام فرنسي وإن كان من مواليد مدينة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية وقد عمل رئيسا
لذات المحكمة خلال الفترة من عام ٢٠١٥ وحتى العام ٢٠١٨ ثم خلفه السيد القاضي عبدالقوي أحمد يوسف من
الصومال كرئيس للمحكمة خلال الفترة من ٢٠١٨ وحتى ٢٠٢١ وهو عضو الآن بذات المحكمة
السيد القاضي محمد بنونه من المملكة المغربية
السيد القاضي نواف سلام من دولة لبنان
السيدة القاضية شيويه هانكين من الصين بالإضافة
إلي قضاة من ألمانيا واليابان والهند وجاميكا وأوغندا وأستراليا والبرازيل. بواقع أربعة سيدات من الولايات المتحدة
الأمريكية والصين وأستراليا وأوغندا ومن السادة الرجال أحد عشر قاضيا
والجميع من ذوي الخبرة المعتبرة والسمعة الحسنة
على أن تعين كل دولة طرف في القضية المنظورة أمام محكمة العدل الدولية قاضيا خاصا مؤقتا يمثلها في القضية
وفقط وذلك شريطة ألا يكون لها قاضيا دائما في المحكمة ضمن القضاة الخمسة عشر الأعضاء الأصليين في التشكيل
الأساسي للمحكمة
وقد عينت دولة جنوب أفريقيا السيد القاضي ديكجانج موسينيكي نائب رئيس المحكمة العليا بجنوب أفريقيا سابقا
والبالغ من العمر ستة وسبعون عاما ..
وعينت إسرائيل السيد القاضي أهارون باراك رئيس المحكمة العليا السابق والمولود في ليتوانيا عام ١٩٣٦
والداعم للحرب على غزة نافيا أنها حرب إبادة شاملة زاعما أن وصف الإبادة الشاملة ينطبق فقط على ما فعلته
المقاومة في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣
والملفت للإنتباه والمثير للتساؤل أن السيدة القاضية الأوغندية جوليا سيبوتيندي وهي من مواليد أوغندا عام ١٩٥٤
قد إعترضت على قرار المحكمة الموقرة بكل بنوده الستة على النحو الذي سنورده تفصيلا بتكملة خشية الخلل تارة
وطمعا في عدم الملل والكلل تارة أخرى
والمتمثلة في ..
البند الأول تتخذ دولة إسرائيل جميع التدابير التي تندرج ضمن صلاحياتها لمنع وقوع أفعال تمثل إبادة جماعية في
حق أهل غزة من الفلسطينيين
البند الثاني تضمن دولة إسرائيل وبشكل فوري عدم قيام جيشها بإرتكاب جرائم إبادة جماعية فيما يتعلق
بالفلسطينيين من أهل غزة
البند الثالث تتخذ إسرائيل جميع التدابير التي من شأنها عدم إتلاف والحفاظ على الأدلة التي توضح الإدعاءات
بإرتكاب جرائم إبادة جماعية في حق أهل غزة من الفلسطينيين
البند الرابع تتخذ إسرائيل جميع التدابير التي تندرج ضمن صلاحياتها لمنع التحريض المباشر والعلني على إرتكاب
جرائم إبادة جماعية فيما يتعلق بالفلسطينيين من أهل غزة والمعاقبة عليها
البند الخامس تتخذ إسرائيل تدابير فورية وفعالة لوصول الحاجات الأساسية والمساعدات الإنسانية والتي تشتد
الحاجة إليها وذلك للتصدي للظروف المعيشية غير المواتية التي يعيشها أهل غزة من الفلسطينيين
البند السادس تلتزم إسرائيل بتقديم تقريرا للمحكمة بالتدابير المُتَخذة تنفيذا لقرارها في غضون شهر واحد من تاريخ
إصداره في حين إعترض السيد القاضي ممثل إسرائيل على أربعة منها ووافق على إثنين منها تحديدا فيما يخص
البندين الرابع والخامس من قرار المحكمة …..
أليس الأمر عجيب ؟ ؟ .. أم أنها كانت تطمع ولم تقنع تريد من المحكمة حسما ناطقا والمزيد الدفين في خزينه وهو
ما سيبين لاحقا في حينه
وعلى الجانب الآخر من الأحداث فقد تسلمت دولة الكيان الصهيوني صفقة أسلحة أمريكية من الطائرات إف ١٥ وإف
٣٥ وطائرات هليكوبتر أباتشي .. والسؤال
هل هذه الأسلحة ستستعمل في غزة خصوصا وأن المقاومة لا تمتلك سلاح جو .. أم أنها للحرب مع إيران
وفق ما صرح به وزير إقتصاد الكيان يانيير بركات بأن إيران هي رأس الأفعى ويجب قتالها فهل إيران تسمع وتُحَاذر وأنها
ستبادر بالرد حال قتالها وتهُب أم أنها لم تشبع بعد من الصبر الإستراتيجي